بقلم : سوسن الشاعر
تستعد قطر لإحياء ذكرى مرور عام على المقاطعة، باستراتيجية تتلخص في خطة «إعلامية» كبيرة، صرفت عليها الكثير من الأموال، لقاءات تلفزيونية وصحافية، وبرامج حوارية ووثائقية وكاريكاتير، ومقالات صحافية في صحف محلية وأجنبية.
كما تستعد أيضاً بخطة عمل «تخريبية»، تترصد التحالفات التي تعمل المملكة العربية السعودية والإمارات على بنائها مع دول إسلامية وعربية، من أجل حفظ الأمن الإقليمي والدولي، فتعمل قطر على منعها والتشويش عليها وقطع الطريق عليها.
خيارات قطر انحصرت الآن في إعلامها، والعمل خارج قطر، لتخريب أي تحالف عربي عربي تقوده السعودية، أو أي عمل عربي إسلامي تقوده السعودية، أو أي عمل خيري تقوده الإمارات، كما فعلت في سقطرى، وكما فعلت في السودان، وكما فعلت في ماليزيا، وكما فعلت في اليمن، تصرف المليارات من أجل إفساد أي تعاون أو تحالف بين هذه الدول والسعودية، أو هذه الدول والإمارات، من دون اعتبار لأي مصلحة عربية قومية، أو مصلحة للأمن الإقليمي العربي.
وعلى صعيد آخر، تعمل هي على التحالف مع إيران وتركيا، لتحقيق ذات الأهداف المناهضة للعمل العربي المشترك، ولم يبقَ لها غير إيران المهددة بالغرق، وتركيا التي تبحث عن منقذ لها لتتكئ عليه، استراتيجية قطر اختارت الوقوف مع إيران، في حين أنه لا يوجد طرف وقف مع إيران إلا ويتحسس لحيته الآن، فالحريق يسارع بالامتداد ناحية نظام الملالي، والكل يقفز من سفينتها، وتأتي قطر وحدها لتركب معهم، إنه قرار انتحاري بمعنى الكلمة.
بعد مرور عام على المقاطعة، تلك هي استراتيجية قطر العظمى، لمواجهة عزلتها، وهي استراتيجية مكلفة مادياً، دون أن ينتفع الشعب القطري منها، فلا تنهي المقاطعة، ولا تحفظ لها أموالها، الخاسر هو الشعب القطري، والشعوب التي كانت ستستفيد من تحالفها مع دول المقاطعة، أما قطر نفسها، فلا تستفيد ولا تفيد، بل تزيد خسائرها خسائر.
الأمر الذي لا تنتبه إليه قطر، أن هذه الاستراتيجية (العظيمة)، ستبقي على المقاطعة، وآثار هذه المقاطعة تزيد ولا تنقص مع مرر الوقت، وستزيد العزلة القطرية اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وأمنياً، في حين أن مقاطعة قطر لم تؤثر قيد أنملة في الدول التي قاطعتها، بل بالعكس، الآثار الأمنية ملحوظة، وبشدة، التي انعكست إيجاباً على الدول المقاطعة، رغم استمرار السياسة القطرية الداعمة للإرهاب، إلا أن علم الدول الآن بمصادر تمويل الإرهاب، قطع الطريق على العديد من المحاولات.
والأهم أن هذه الاستراتيجية لن تسقط الدول التي تستهدفها قطر، فهو هدف لا يزيد عن مناكفتها سياسياً، هدف صغير جداً، مقابل كلفته المالية العالية.
قطر اليوم أصبحت كابن نوح عليه السلام، ناداه أكثر من مرة أن اركب معنا، ولكن المكابرة لعنها الله، ساقته لحتفه، فأين هو الجبل الذي ستأوي إليه قطر؟، العالم نساها وتخلى عن مساندتها.
عام كامل مر، استنفذت فيه قطر أوراقها وأموالها، ولم تحقق شيئاً، وقد كان ينجيها من هذا كله، لو أنها ركبت معنا مركبنا الخليجي، بيتها ومكانها الطبيعي، بين أشقائها وإخوتها، لكنها المكابرة لعنها الله، أودت بأصحابها على مر التاريخ.
نقلًا عن البيان الإماراتية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع