توقيت القاهرة المحلي 08:49:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن الموقف الأميركي من الحوثيين

  مصر اليوم -

عن الموقف الأميركي من الحوثيين

بقلم : سوسن الشاعر

ورقتان دفعتا إدارة البيت الأبيض إلى إرسال مستشار الأمن القومي للسعودية؛ الأولى هي التقارب العسكري الروسي السعودي، والثانية هي أسعار النفط!
حيث وقع نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اتفاقية تعاون عسكري في أغسطس (آب) الماضي. وتهدف الاتفاقية التي تم توقيعها في موسكو إلى تطوير مجالات التعاون العسكري المشترك بين البلدين، ثم تزامن وقت زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي زيارة لمسؤول عسكري روسي هو قائد أكاديمية الأركان العامة الروسي الفريق الأول الركن زارودنتيسكي فلاديمير، إلى الرياض، لتوسيع آفاق التعاون العسكري الروسي – السعودي.
المسألة الثانية هي أسعار النفط المرشحة لملامسة المائة دولار للبرميل في الشتاء القادم.
المعلن عن زيارة المستشار لا يتفق مع واقع اهتمام الإدارة الأميركية، حيث اجتمع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان مع ولي العهد السعودي ووزير الدفاع والداخلية وخرج بتصريح مؤكداً رغبة المملكة العربية السعودية الصادقة في إغلاق الملف اليمني وجدية المبادرة التي أطلقها ولي العهد في مارس (آذار) من هذا العام.
فتلك النتيجة توصل لها المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ قبله بعدة شهور، وقدم تقريره للجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، ومثله كان تقرير المبعوث الأممي، اللذين أكدا حسن نوايا المملكة وحرصها على مصلحة الشعب اليمني وإنهاء معاناته، ورغم ذلك فإن الكونغرس يواصل ضغطه على أحد الأطراف في الملف اليمني وهو المملكة العربية السعودية، من دون أن نرى مؤشراً واحداً للضغط على الطرف الآخر وهو الحوثي من أجل قبول وقف إطلاق النار رغم تقرير مبعوثها الخاص الذي أكد تعنته وأن القرار ليس بيد الحوثي بل بيد إيران.
ورغم رؤية الكونغرس للجرائم الإرهابية التي يرتكبها الحوثي بحق الشعب اليمني وآخرها إعدام الطفل عبد العزيز الأسود في ميدان عام، بدم بارد بعد تعذيبه.. تلك الجريمة التي هزت مشاعر المجتمع الدولي كله، فهي إرهاب وهمجية وبربرية لا تقل عن حرق داعش للطيار الأردني حياً، إلا أن الكونغرس تجاهلها في تناقض مع أي من المبادئ التي رفع شعاراتها حول قلقه على الوضع الإنساني للشعب اليمني.
هل الكونغرس وحده هو الذي يتخذ موقفاً مناهضاً للمملكة العربية السعودية في حين أن الإدارة الأميركية موقفها مغاير كما كان الحال عليه في حقبة الرئيس ترمب وكما أشار لها الأستاذ عبد الرحمن الراشد في مقاله الأخير؟
إدارة الأميركية الحالية رفعت اسم الجماعة من على قائمة الإرهاب وقامت بالجلوس والتفاوض معها، رغم علمها أنها استولت على السلطة بالسلاح والإرهاب، في صورة صارخة لعدم وضوح الرؤية.
ولم تقم بدورها حين صوت الديمقراطيون في الكونغرس على وقف الدعم اللوجيستي المقدم للسعودية وسحب منظومة باتريوت للدفاع وتعطيل صفقات السلاح، رغم علمهم بأنه لولا السعودية لأغلق الممر المائي للبحر الأحمر ولولا السعودية لهلك الشعب اليمني فهي أكبر داعم له.
وحين اكتفى الكونغرس بعبارات الإدانة والاستنكار على كل اعتداءات الحوثيين على المدنيين من السعوديين واليمنيين، ماذا كان موقف الإدارة؟ لا شيء.
سوليفان سيبقى في المنطقة وسيزور الإمارات وهنا ستمتحن جدية الولايات المتحدة كدولة، من دون أن تتوزع الأدوار بين الكونغرس والإدارة، هذا يشد الحبل وذاك يرخيه، ستمتحن إرادتها في نيتها الصادقة في إنهاء معاناة الشعب اليمني ودعم أمن المملكة كحليف، حين نرى صورة من صور الضغط على الحوثي - أو بالأصح الضغط على إيران - كي يجلس ويتفاوض على الحل السلمي.
أما المملكة العربية السعودية فهي رغم تقديرها للتحالف التاريخي الأميركي السعودي إلا أنها أجبرت العالم على احترام سيادتها واستقلالية قراراتها وقبول تنوع تحالفاتها، واحترام دورها في مكافحة الإرهاب وتثبيت أسعار النفط، وأخيراً ستدافع السعودية عن سلامة أرضها والتصدي لإيران في البحر الأحمر وتهديدها للأمن في المياه الإقليمية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الموقف الأميركي من الحوثيين عن الموقف الأميركي من الحوثيين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon