توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما تخسر إيران يصرخ نصر الله!

  مصر اليوم -

عندما تخسر إيران يصرخ نصر الله

بقلم: سوسن الشاعر

إذا استمر التحالف العربي متقدماً متمسكاً بحقه الشرعي في الدفاع عن المملكة، بالاستراتيجية ذاتها التي هو عليها الآن، فإننا نتوقع أن الأمين العام لـ«حزب الله» سيزيد من ظهوره العلني في الأيام القادمة، وسيزيد من جرعة الهجوم على المملكة العربية السعودية؛ إذ كشف خطاب حسن نصر الله الأخير حجم الضغط الذي تتعرض له إيران تحديداً على أكثر من جبهة، فالخطاب لا علاقة له بلبنان، ولا علاقة له بذكرى قاسم سليماني. الخطاب ركز على مهاجمة رأس الحربة الذي يتصدى للمشروع الإيراني، لذلك انتهز الحلف الإيراني العربي فرصة الذكرى السنوية للهجوم على المملكة، كما فعلت «حماس» عبر الكلمة التي ألقاها محمود الزهار، وكذلك فعلت الميليشيات العراقية الإيرانية. جميعهم وجهوا سهامهم للمملكة العربية السعودية، وهذا هو أساس الموضوع، فالضغوط التي تتعرض لها إيران، عجز حتى حلفاؤها الغربيون عن السيطرة عليها أو التخفيف منها، فالاستراتيجية التي تنتهجها المملكة حالياً لا تعيقها تلك الضغوط.
إيران تعاني من ضغوط كثيرة على أكثر من جبهة؛ فعلى صعيد الجبهة الداخلية، الجفاف من جهة أدى إلى نزوح أعداد كبيرة للعاصمة، وبحسب «بلومبرغ»، ليس هناك دليل على مدى حدة الوضع أوضح من جفاف نهر زاينده رود، فبدلاً من أن يمتلئ مجراه بالمياه، غمر آلاف من المحتجين المجرى الجاف الشهر الماضي، احتجاجاً على إدارة الدولة لموارد المياه، خلال أسوأ موجة جفاف منذ عقود. وأظهرت مقاطع فيديو جرى تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، تدخل قوات الأمن بالهراوات لقمع المحتجين، ما أدى إلى وقوع إصابات بينهم. («العرب الاقتصادية»، 21 ديسمبر/ كانون الأول 2021).
وهناك احتجاجات المدرسين المستمرة على ضعف رواتبهم، الذي جعل هذه الشريحة تحت خط الفقر؛ إذ يبلغ دخل المعلم الشهري 210 دولارات فقط، في حين أن خط الفقر حُدد في إيران بـ370 دولاراً. أضف إلى ذلك أزمة الحرائق والمناوشات التي على الحدود مع «طالبان»، وعلى أكثر من جبهة حدودية.
المفاوضات في فيينا بدأت تطول أكثر مما توقعت إيران، والمجتمعون يضغطون على النظام الإيراني لإبداء بعض المرونة، ولكن المرشد يتعنت أكثر، ويرفض التنازل. ربما بحكم السن أصبح غير مدرك لما آلت إليه الأمور. وفي تلك الإطالة يتململ الشعب الإيراني الذي كان يرى في تلك المفاوضات الأمل الوحيد لرفع العقوبات والتنفس من جديد. خسائر إيران خارج حدودها بدأت تضغط أكثر، وتتطلب مزيداً من التدخلات المكلفة على إيران، فليس هناك موقع وصلت له إيران إلا ويتطلب مزيداً من الأسلحة الآن، ومزيداً من زج القوات التي تحتاج إلى تكلفة تشغيلية. فعلى صعيد الجبهة اليمنية يبدو الحوثي في تقهقر، ويتعرض لخسائر كبيرة، بعد أن تغيرت الاستراتيجية السياسية والعسكرية التي يتعامل بها التحالف معه، والتي كانت تراعي التدخلات الدولية في كل مرة، ما يجعل الحوثي يلتقط أنفاسه. تغيير الاستراتيجية بأخذ زمام المبادرة، وعدم الالتفات للنداءات التي عجزت عن إجبار الحوثي على الجلوس على طاولة المفاوضات، هو الذي غير موازين القوى تماماً على الأرض لصالح التحالف، فأصبح اليمن الجبهة التي تتراجع فيها القوى الإيرانية تراجعاً مخزياً، وجاءت ضربة التحالف التي أصابت الحاكم الفعلي للحوثيين، حسن إيرلو، في الذكرى السنوية لمقتل قاسم سليماني، لتزيد الأوجاع الإيرانية وجعاً جديداً، وكأس سم جديدة يتجرعه مرشدهم الأعلى.
في العراق، جاءت نتائج الانتخابات بعد ثورة الجنوب على التدخلات الإيرانية تضعضع تلك الجبهة، التي اعتبرتها إيران في الجيب، واعتقدت بأنها أمّنتها، فإذا بالشعب العراقي يثور كما يفعل السوريون، وكما يفعل اللبنانيون، ضد الاحتلال الإيراني.
أما في سوريا، فهناك تواطؤ روسي - إسرائيلي، يجبر الإيرانيين على التراجع عن مواقع عديدة، كانت إيران قد اعتبرتها مؤمّنة، وضمن طريقها الذي يصل بينها وبين البحر المتوسط؛ فإذا بالضربات الإسرائيلية التي وقعت بضوء أخضر روسي، تجبرها على التراجع وإعادة التموضع من جديد.
أما على صعيد الجبهة اللبنانية، فإن الاستراتيجية التي اعتمدتها المملكة العربية السعودية، بترك لبنان من دون تدخل، تركت «حزب الله» وأمينه العام في مواجهة الشعب اللبناني، وتحميله مسؤولية التدهور الحاصل في الأوضاع المعيشية.
جميع تلك الضغوط على النظام الإيراني، هي التي أجبرت حسن نصر الله على الخروج علناً، والتهجم على المملكة العربية السعودية، مما أثر على قدرته على التماسك وادعاء الهدوء، فجاء خطابه عدائياً بشكل لم يترك مجالاً لرئيس الجمهورية ليغطي عليه أو يبرره، كما فعل مع وزرائه، حتى اضطر جبران باسيل للرد عليه.
الخسائر الإيرانية هي التي تسببت في حالة الاضطراب الشديدة، وهي التي دفعته إلى إغراق لبنان أكثر ودفعه إلى عقر جهنم، كما وصف الدكتور سمير جعجع خطاب حسن نصر الله الأخير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما تخسر إيران يصرخ نصر الله عندما تخسر إيران يصرخ نصر الله



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon