توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قصص إيرانية «شيزوفرينية»

  مصر اليوم -

قصص إيرانية «شيزوفرينية»

بقلم : سوسن الشاعر

ليس هناك نظام يعاني من «الشيزوفرينيا» يصرح بالشيء ويعمل نقيضه من دون أن يرف له جفن كالنظام الإيراني، وعنده - ما شاء الله - قدرة وتمكن في التزام الجدية ورسمها على وجوه مسؤوليه حين يطلقون تصريحاتهم المتناقضة مع أفعالهم، فتكاد تصدق ما يقولون، أعتقد أن هناك دورات تدريبية لوزرائهم ،لأنهم يحتاجون إلى مهارات خاصة كي يتمكنوا من رسم هذه الجدية على وجوههم، أو مهارات خاصة لاختيار وانتقاء الكلمات في التصريحات التي يعرفون أنها لا تمت للواقعية بصلة.

- القصة الأولى
فنكتة الموسم كانت في تصريح وزير خارجية إيران عبد اللهيان (طُرد من البحرين حين كان سفيراً فيها) وهو ينصح «طالبان»؛ فهذا التصريح جمع أطنان التناقضات الموجودة في العالم؛ إذ يقول اللهيان لـ«طالبان»، إن حكومتكم «غير منصفة»؛ لأنها لا تشمل المكونات الأخرى من المجتمع الأفغاني، وطبعاً هو يقصد أنها لم تضم ولا وزيراً من «الهزارة» فكلهم «بشتون»!
إيران تنصح الآخرين بالتعددية؟ إيران التي لم تسمح ببناء مسجد للسنة في طهران تطالب بالتعددية، إيران التي ينص دستورها على احتكار السلطة لأبناء مذهب واحد تنصح الآخرين بالتعددية، هل صادفتم شيزوفرينيا أكثر من هذه؟
من رد عليه؟ رد عليه عضو برلماني إيراني سابق يدعى علي مطهري، فكتب تغريدة قال فيها «قصة نصح مسؤولينا لحركة (طالبان) بتشكيل حكومة شاملة تعد مزحة»، تقول «طالبان» رداً على اللهيان «لقد رأينا انتخاباتكم الحرة وحكومتكم الشاملة في الواقع نحن نسير في طريقكم، نحن صادقون وأنتم تتظاهرون، فاقد الشي لا يعطيه».
أما المتحدث الرسمي الأفغاني، فكفى ووفي، وقال له منكم نستفيد، أنتم أساتذة احتكار السلطة ونتعلم منكم ونستفيد من خبراتكم في إقصاء الآخرين. القصة الثانية متعلقة بما ذكرته صحيفة «وول ستريت جورنال» عن التحرش الجنسي المتعمد لرجال الشرطة الإيرانية بمفتشات الوكالة الدولية للطاقة الذرية!
إذ نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن دبلوماسيين، أن مسؤولي الأمن في إيران قد تحرشوا بعدد من ممثلات الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الأشهر القليلة الماضية، وأن الولايات المتحدة دعت إيران إلى وقف هذا السلوك على الفور.
وبحسب الصحيفة، فقد قال الدبلوماسيون «إن المضايقات التي حدثت في منشأة نطنز لم يتم الإعلان عنها من قبل شملت ملامسة المفتشات جسدياً، من قِبل عناصر الأمن الذكور وأمرهم لبعض المفتشات بخلع بعض ملابسهن».
مع أنها جمهورية «إسلامية»، ورغم أن شرطتهم النسائية أكثر من الهم على القلب، لكنها الشيزوفرينيا التي اتسم بها هذا النظام الذي لا يصدق في أي شيء وقادر على فعل الأمر ونقيضه، ونصح الآخرين بالنهي عن منكر ويقوم به من دون أن يرف له جفن.
أما القصة الثالثة، فهي حجم وبشاعة الفظائع والجرائم التي ارتكبها نظام الملالي والتي تكشف عنها محاكمة حميد نوري في السويد هذه الأيام، ومقارنتها بادعاء هذا النظام أنه نصير الضعفاء ومحاميهم.
فروايات شهود العيان تقشعر لها الأبدان؛ فقد كانت الإعدامات تتم في مواقع عدة لكثرتها، وأحد تلك المواقع كان المسارح، فقال رمضان فتحي «لا أعرف عدد المجموعات التي تم نقلها إلى خشبة المسرح للإعدام، لكنني رأيت حميد نوري يوزع الحلوى، وفي الممرات رأيت ناصر منصوري على نقالة، لأنه يعاني بسبب مشكلة بالحبل الشوكي بظهره وتم اقتياده بهذه الحالة إلى فرقة الموت»، ثم أضاف «كنت أسمع صوت نقل جثامين المعدومين وإلقائهم في السيارة، وفي الليلة الأولى نقلوا 30 جثة خارج السجن».
الجدير بالذكر، أن إبراهيم رئيسي، وهو رئيس جمهورية إيران (المنتخب) أشرف بنفسه على تلك المحاكمات التي أعدمت ما يقارب من 33 ألف إيراني عام 1988.
أما القصة الرابعة، فهي عربية، لكن لها علاقة بإيران...
فالشيزوفرينيا الأكبر والأشد فتكاً تتمثل في طابور المعجبين بهذا النظام من العرب، فهم متعلقون به لأنه يمثل بالنسبة لهم الإسلام الصحيح، ويمثل العدل ويمثل الإنصاف ونصرة الضعيف، في حين أن عدد من يعارض هذا النظام من الإيرانيين وشهاداتهم وشهادات الأحوازيين وشيعة العراق الثائرين وشيعة الجنوب اللبناني الثائرين الذين جربوا وعانوا من ظلمه واستبداده تغطي عين الشمس، لكنها كلها لم تكفِ لتفتح عيون وعقول معجبي هذا النظام من العرب... أي انفصام أكبر من هذا؟... عجبي!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصص إيرانية «شيزوفرينية» قصص إيرانية «شيزوفرينية»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon