توقيت القاهرة المحلي 07:44:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العراق سيبقى في حضن أشقائه

  مصر اليوم -

العراق سيبقى في حضن أشقائه

بقلم: سوسن الشاعر

لم يبقَ عربي إلا وهلّل للزيارة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للسعودية، فجميع من يودّ عودة العراق لحضنه الطبيعي هلّل ورحّب وفرح بهذه الزيارة، فلا يخفى على أحد المسافة الطويلة التي قطعها العراق بعيداً عن هذا الحضن، خلال العقد الأخير.
الحفاوة البالغة التي استُقبل بها الكاظمي كانت عبارة عن رسالة عربية واضحة جداً بأن ما ترونه هو ترجمة فعلية لمكانة العراق العربي عند العرب بعمومهم، وعند المملكة العربية السعودية بالأخص. كانت رسالة تعيد الهيبة والرفعة للعراق كدولة، تلك المكانة التي فقدها العراق بعد أن ارتمت كثير من حكوماته في حضن إيران، وسلمت لها العراق على طبق من ذهب.
وعلى هذا الأساس، فإن معركة الكاظمي صعبة جداً جداً، وكثير من العراقيين فقدوا الأمل؛ فالورم الإيراني مستشرٍ في جميع المفاصل، ومُطبِق على البلد الخناق. وهو يواجه تحديات كبيرة، فكيف سيتصدى للمد الإيراني؟ وكيف سيسمح له الإيرانيون بالانفتاح على المملكة العربية السعودية؟ وقد شهدنا كيف سمّوا الاستثمار السعودي استعماراً سعودياً!!
لا ينكر أحد أن الكاظمي يحاول، ويلقى هجوماً عنيفاً من وكلاء إيران، ولا ينكر أحد أن جيران العراق، كالأردن والكويت والسعودية، فتحوا له أذرعهم، ويقدمون له الدعم قدر ما يسمح العراق بذلك، ومفتاحهم الاقتصاد والتنمية، وليس التدخل في الشأن الداخلي، كما تفعل إيران.
السعودية تدخل من باب يقدّم للعراق، ولا يأخذ منه، في حين أن إيران استنزفت العراق وأغرقته، وتأخذ منه الطاقة وتبيعها له مرة أخرى بأسعار تحاول من خلالها الاستنفاع والالتفاف على العقوبات، وأغرقت العراق ببضائعها المغشوشة والفاسدة؛ فالعراق، بالنسبة لإيران، دجاجاتها الذهبية، في حين أن السعودية تعطي في هذا الاستثمار أكثر مما تأخذ. السعودية قدمت عروضاً مغرية بلا منّة ولا أذى، رغم أن العديد يحذرون من المجازفة الكبيرة بتلك الأموال، ولكن العراق أثمن وأغلى من ذلك بكثير، وعودته عربياً استثمار سياسي، كما هي استثمار مالي؛ فالأمر يستحق.
تمخضت الزيارة عن مكاسب، إن نُفذت وتحققت فإنَّها ستعود بالنفع على الطرفين، ولكنّ المستفيد الأكبر هم العراقيون.
1- تأسيس صندوق سعودي - عراقي مشترك يُقدر رأسماله بـثلاثة مليارات دولار إسهاماً من المملكة العربية السعودية في تعزيز الاستثمار في المجالات الاقتصادية بجمهورية العراق، بما يعود بالنفع على الاقتصادين السعودي والعراقي، وبمشاركة القطاع الخاص من الجانبين.
2- التعاون في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة، وتفعيل وتسريع خطة العمل المشتركة، تحت مظلة مجلس التنسيق السعودي - العراقي، مع ضرورة الاستمرار في التعاون وتنسيق المواقف في المجال البترولي، ضمن نطاق عمل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) واتفاق «أوبك+»، مع الالتزام الكامل بمقتضيات الاتفاق، وآلية التعويض، وبجميع القرارات التي تم الاتفاق عليها، بما يضمن استقرار أسواق البترول العالمية.
3- إنجاز مشروع الربط الكهربائي، لأهميته للبلدين.
4- تعزيز التنسيق في مجال الدعم والتأييد المتبادل، في إطار الدبلوماسية متعددة الأطراف.
5- تعزيز فرص الاستثمار للشركات السعودية، ودعوتها إلى توسيع نشاطاتها في العراق، وفي مختلف المجالات، وفي جهود إعادة الإعمار.
بقيت الكرة في الملعب العراقي الآن؛ في يد العراقيين الذين يريدون ويطمحون لتلك العودة الحميدة الطبيعية... بقيت الكرة في ملعبِ مَن مل الفساد والخراب والدمار الذي جلبته إيران ووكلاؤها لهم... بقيت الكرة في ملعب الشباب العراقي الذي يريد أن يبني العراق، ويريد أن يعمل ويتوظف ويفتح بيتاً ويؤسس أسرة، ويعيد للعراق عزه ومجده الذي يستحقه... بقيت الكرة في ملعب الدم العربي الثائر في العراقيين، هم مَن سيمدون العون للكاظمي دونهم؛ فمعركة الكاظمي صعبة جداً، ومعركتهم هم أيضاً ليست سهلة؛ فدماء شهداء الانتفاضة ما زالت على الأرصفة لم تجفّ، وقنّاصتهم ما زالوا طلقاء.
معركة الكاظمي يريدها بلا دماء، يريدها أن تكون انتقالاً طبيعياً سلساً عن طريق الاستثمار والبناء والتنمية مع شركاء حقيقيين يفتحون ذراعهم بصدق ومودة. يريد ترسيخ قناعات ومحاربة أفكار وسحب البساط الإيراني، فهل يستطيع؟
ما علينا سوى الانتظار، وكلنا أمل في أن يخيب ظن المتشائمين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العراق سيبقى في حضن أشقائه العراق سيبقى في حضن أشقائه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon