توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أذرع السعودية القوية

  مصر اليوم -

أذرع السعودية القوية

بقلم: سوسن الشاعر

إننا في مرحلة خلط الأوراق والكذب والنكران والجحود، سلط فيها محور مقاومة العروبة سلاحه لقلب الأمة العربية، فتعرضت دول التحالف الرباعي التي تصدت لتآمر الإخوان وتآمر أتباع إيران لحملات إعلامية شرسة، سواء من قيادات هذا المحور أو من شخصيات نكرة ليس لها تاريخ أو ثقل سياسي تعاونهم جيوش إلكترونية، جمعت من كل حدب وصوب لشيطنة المحور العربي، ووجد المواطن الخليجي بشكل عام والسعودي بشكل خاص، كما من الروايات الكاذبة التي صورت دوله على أنها خائنة، مشوهين بقصد وبتعمد وبشكل ممنهج، تاريخ ومواقف الأسر الخليجية الحاكمة برواياتهم التي بقيت الساحة خالية إلا منها.
أعتقد أننا مقبلون على نهج مختلف للمملكة العربية السعودية تعيد من خلاله الأمور لنصابها، وتفتح الباب أمام تعدد الروايات التاريخية لأحداث جسام مرت على هذه المنطقة، لم يعلم أحد عن حقيقة وحجم الدور السعودي فيها بسبب سياسة الصمت المتحفظ التي كانت نهجاً ثابتاً تمسك به على مرّ التاريخ جميع ملوك السعودية، إنما لا أعتقد أنَّ أياً منهم، رحمهم الله، توقع أو تخيل أن يصل النكران والجحود لما قدمته السعودية للأمة العربية والإسلامية بل للإنسانية جمعاء إلى هذا الحد، ولم يدر في ذهنهم أن يتجرأ أحد على تزوير الحقائق والتعتيم عليها إلى مستوى متدن كالذي شهدناه مؤخراً من عدد من المسؤولين في الدول العربية، بل وعدد من قيادات الدول الإسلامية التي راهنت على استمرار تلك السياسة السعودية الإيثارية الصامتة، واحتفاظهم بالساحة الإعلامية يقولون فيها ما يريدون.
ولم يكتفوا بل أطلقوا ألسنة الغوغاء كي يكيلوا للمملكة ولدول الخليج كمّاً من السباب والإساءات واتهامات باطلة تسيَّدت الساحة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي فأصبحت رواياتهم الباطلة، وكأنها هي التاريخ الحقيقي لنا.
أضف لذلك أن نهج التعامل من هذه الافتراءات شكَّل وعياً ضبابياً لأجيال سعودية جديدة لم تعاصر ولم تعايش المحطات المفصلية في تاريخ الشعوب العربية، ولم تسمع من أصحاب المواقف الأصليين روايتهم للحدث، بل سمعتها من الآخرين، فخلقت المسافة الزمنية الكبيرة فراغاً عبأه الآخرون برواياتهم المنتقصة المبتورة نيابة عن المملكة.
ورغم أن المواطن السعودي كان مدافعاً شرساً قوياً تحرك من منطلق الثقة بقيادته وبحكمتها وبإنسانيتها، وبناء على ما يراه من مواقف مشرفة عاصرها دافع عن قيادته حتى من دون امتلاكه للمعلومة التاريخية الكاملة، فإن من حقه أن يعلم ومن حقه أن يعرف ما جرى وراء الكواليس في تلك الحقب، ومن حقه أن يعرف أن ثقته كانت في محلها، وأنه ينتمي لدولة مواقفها مشرفة فليرفع رأسه دوماً.
الأجزاء الثلاثة للقاء الأمير بندر لم تلقِ الضوء إلا على جزء يسير مما هو مطموس من الجبل الجليدي، في حين بقي الجبل في الظل مطموساً وبقيت مآثر الدولة الحقيقية بعيدة عن الضوء الإعلامي لعقود، ثم جاء الكشف عن جزء يسير من هذا الجبل الشامخ بتسليط الضوء على الدعم «السياسي» السعودي للقضية الفلسطينية العادلة، ولم تتطرق إلى الدعم «المادي» الذي قدمته السعودية للإخوة في فلسطين، وهو يفوق ما قدمته أي دولة أخرى في العالم، إنما تحدث الأمير بندر عن مكانة فلسطين لدى حكام السعودية منذ عهد الملك عبد العزيز، رحمه الله، وصولاً إلى الملك سلمان حفظه الله، والدعم السياسي الذي قدمته السعودية طوال تلك الفترة، وكيف كانت القضية الفلسطينية لها الأولوية، يحملونها معهم أينما حلوا، ويقدمون ملفها على الملف السعودي في أي اجتماع أو لقاء، وقد كان شاهداً عليها ولاعباً رئيسياً في معظمها.
من الآن فصاعداً لم تعد هناك رواية واحدة تتسيَّد الساحة مثلما كان الأمر في السابق، حين كانت السعودية لا تكثرث للمتقولين، وتترك للآخرين حرية التصرف في سرد الأحداث، بل وسرد دورها نيابة عنها مقلصين من ذلك الدور أو متجاهلين له.
وتخيلوا لو أن الذاكرة الوطنية السعودية المخزونة لعدد كبير من المسؤولين الذين عايشوا الأحداث الجسام التي مرت على المنطقة تحدثوا، ورووا الرواية السعودية حديثاً مدعماً بالوثائق والأدلة والبراهين، تخيلوا وزراء النفط ووزراء المالية ووزراء الخارجية والسفراء وغيرهم، فالجراب ما زال حافلاً بشهود للعصر نفذوا سياسة المملكة لخدمة الآخرين وعدم فضحهم والستر عليهم، فإننا سنكون أمام صندوق مليء بالمفاجآت يعيد رسم التاريخ من جديد.
لقاء الأمير بندر كان قنبلة ما زالت شظاياها تلملم من مسافات بعيدة كشفت عن المخالب الإعلامية السعودية، وبينت أنها قادرة على استخدمها لو أرادت. فلا تجربوا حظكم معها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أذرع السعودية القوية أذرع السعودية القوية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon