توقيت القاهرة المحلي 08:01:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

... وفشل المخطط

  مصر اليوم -

 وفشل المخطط

بقلم - سوسن الشاعر

كان المخطط استهداف المملكة العربية السعودية، واستهداف قيادتها واستقرارها وأمنها. كانت أكبر وأضخم عملية ابتزاز شهدها التاريخ المعاصر؛ بدأت بسرعة عِلم وسائل الإعلام، وحجم تضخيم الحدث، وردود الفعل عليه، وتشغيل ماكينة إعلامية دولية بشكل لا يتسق أبداً مع تجاهل جميع هذه الأطراف، التي تدعي أنها تسعى للعدالة، جرائم فاقت عدداً وبشاعة وظلماً جريمة قتل خاشقجي بآلاف المرات (وفقاً لمعهد «واتسن» للعلاقات الدولية في جامعة براون رود آيلاند الأميركية، قتل أكثر من 500 ألف شخص في العراق وأفغانستان وباكستان منذ أن شنّت الولايات المتحدة الحرب على الإرهاب حماية لأمنها)، أي أنها في سبيل حماية بلادها من مجموعة من الإرهابيين قتلت نصف مليون إنسان، وهذا ليس مبرراً لتمرير جريمة قتل خاشقجي، إنما هو امتحان للادعاءات التي حصرت أهدافها بتحقيق العدالة!
وقياساً بحجم هذا المخطط الذي أراد إيقاع السعودية لأكبر عملية ابتزاز، وبعد وقوع الفأس في الرأس، ووقوع الجريمة، وبوجود أدلّة ثبوتية على وقوعها في القنصلية، وضلوع حكومات غربية وأحزاب في الجريمة بعدم منعها، وتلك جريمة بحد ذاتها، يستحقُّ فعلاً الفريق السعودي الذي أدار ملف القضية دولياً أن نرفع له القبعة؛ فأي مراقب لم يكن يتوقع أن تفشل هذه الحملة، وأن ما أعدّت له عدة أطراف يمكن له أن ينهزم.
هناك أكثر من محور عني به الفريق الذي أمسك بالملف؛ المحور الأول هو تجنيبه التدويل وإغلاقه الباب على أي ثغرة ممكن أن ينفذ منها هذا الهدف؛ فالقتيل كانت له علاقات دولية، والجريمة وقعَتْ في دولة أجنبية، والقتيل شخصية إعلامية معروفة، وبعناصر كهذه، سعوا إلى التدويل، خاصة بعد التوقع أن إنكار السعودية وعدم محاسبتها للجناة سيفتح المجال لطلب التدويل، لكن السعودية خيبت آمالهم بكشفها ما جرى. لقد نجح الفريق الذي أمسك بالملف في سدِّ جميع الثغرات القانونية، وبدأ بالضربة القاصمة التي وجَّهها للمتربصين، في الإدراك المبكر، للمملكة العربية السعودية، للهدف البعيد المراد من هذه العملية، وكان إدراكها المبكر هذا ميزة جعلتها لا تغفل عنه وعن الثغرات القانونية التي من الممكن أن يدخل منها المتربصون منذ البداية، مما يجعل مسار تحركها مختلفاً تماماً.
بالإقرار بوقوع الجريمة، وبفتح باب التحقيق المحلي، وسرعة الإعلان، وشفافية الإعلان، وسرعة نتائج التحقيق، والإحالة للمحكمة، قطع الفريق الطريق تماماً على أيِّ عذر أو مبرِّر ممكن استغلاله لتدويل القضية في جميع مراحلها، رغم استماتة الأطراف التي سعت للتدويل، بالبحث لها عن منفذ.
الأمر الثاني هو أن الالتفاف الشعبي الصادق حول ولي العهد كان حقيقياً، وكان قاطعاً للمخطَّط بشكل أساسي، وليس «بروباغندا» مزيَّفة، كما يفعل الكثير ممن يحاولون الظهور بهذا المظهر على غير الواقع، وذلك ما لا تفهمه الأجهزة التي دفعت باتجاه مهاجمة ولي العهد، وهي مضللة بمعلومات، مصدرها إما قطر أو تركيا أو تنظيم الإخوان المسلمين. الالتفاف الشعبي ثبت لهم أنه كان تلقائياً وعفوياً وحقيقياً، التفاف أذهلهم، كتبوا عنه، وأشاروا إليه؛ بأن ولي العهد السعودي محصَّن بقلعة بناها شعبه من حوله... أمر يراه أي مراقب بالعين المجردة في جميع منصَّات التعبير، كان ذلك أيضاً أحد أسباب فشل المخطط، وتراجعهم عن مطالَبات التغيير المضحكة، والاكتفاء بهدف ابتزازه بدلاً من تغييره، وهذا أيضاً فشل؛ نتيجةَ الشفافية التي فوجئوا أيضاً بدرجتها، فلا شيء تخفيه، لتبتزه به.
في الختام أنتَ تقيس نجاح أيِّ مخطط بقدر اقترابك أو ابتعادك عن الأهداف المرسومة له، وفشل مخططهم فشلاً ذريعاً؛ فلا أحد يملي على دولة بحجم المملكة العربية السعودية، ولا أحد يبتزُّها بوجود البدائل الدولية المتاحة، التي تعرض نفسها عرضاً، يبقى أن تغلق السعودية تناول هذا الملف إعلامياً، لا سيما بعد إحالة المتهمين للقضاء، حماية لسير العدالة؛ فلعبتهم تستمد فتيل استمرارها على قدر تجاوبنا مع إعلامهم، الذي لن يتوقف عن مخططه ما دام أنه يجد من يستدرج له.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 وفشل المخطط  وفشل المخطط



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon