توقيت القاهرة المحلي 04:47:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

... وفشل المخطط

  مصر اليوم -

 وفشل المخطط

بقلم - سوسن الشاعر

كان المخطط استهداف المملكة العربية السعودية، واستهداف قيادتها واستقرارها وأمنها. كانت أكبر وأضخم عملية ابتزاز شهدها التاريخ المعاصر؛ بدأت بسرعة عِلم وسائل الإعلام، وحجم تضخيم الحدث، وردود الفعل عليه، وتشغيل ماكينة إعلامية دولية بشكل لا يتسق أبداً مع تجاهل جميع هذه الأطراف، التي تدعي أنها تسعى للعدالة، جرائم فاقت عدداً وبشاعة وظلماً جريمة قتل خاشقجي بآلاف المرات (وفقاً لمعهد «واتسن» للعلاقات الدولية في جامعة براون رود آيلاند الأميركية، قتل أكثر من 500 ألف شخص في العراق وأفغانستان وباكستان منذ أن شنّت الولايات المتحدة الحرب على الإرهاب حماية لأمنها)، أي أنها في سبيل حماية بلادها من مجموعة من الإرهابيين قتلت نصف مليون إنسان، وهذا ليس مبرراً لتمرير جريمة قتل خاشقجي، إنما هو امتحان للادعاءات التي حصرت أهدافها بتحقيق العدالة!
وقياساً بحجم هذا المخطط الذي أراد إيقاع السعودية لأكبر عملية ابتزاز، وبعد وقوع الفأس في الرأس، ووقوع الجريمة، وبوجود أدلّة ثبوتية على وقوعها في القنصلية، وضلوع حكومات غربية وأحزاب في الجريمة بعدم منعها، وتلك جريمة بحد ذاتها، يستحقُّ فعلاً الفريق السعودي الذي أدار ملف القضية دولياً أن نرفع له القبعة؛ فأي مراقب لم يكن يتوقع أن تفشل هذه الحملة، وأن ما أعدّت له عدة أطراف يمكن له أن ينهزم.
هناك أكثر من محور عني به الفريق الذي أمسك بالملف؛ المحور الأول هو تجنيبه التدويل وإغلاقه الباب على أي ثغرة ممكن أن ينفذ منها هذا الهدف؛ فالقتيل كانت له علاقات دولية، والجريمة وقعَتْ في دولة أجنبية، والقتيل شخصية إعلامية معروفة، وبعناصر كهذه، سعوا إلى التدويل، خاصة بعد التوقع أن إنكار السعودية وعدم محاسبتها للجناة سيفتح المجال لطلب التدويل، لكن السعودية خيبت آمالهم بكشفها ما جرى. لقد نجح الفريق الذي أمسك بالملف في سدِّ جميع الثغرات القانونية، وبدأ بالضربة القاصمة التي وجَّهها للمتربصين، في الإدراك المبكر، للمملكة العربية السعودية، للهدف البعيد المراد من هذه العملية، وكان إدراكها المبكر هذا ميزة جعلتها لا تغفل عنه وعن الثغرات القانونية التي من الممكن أن يدخل منها المتربصون منذ البداية، مما يجعل مسار تحركها مختلفاً تماماً.
بالإقرار بوقوع الجريمة، وبفتح باب التحقيق المحلي، وسرعة الإعلان، وشفافية الإعلان، وسرعة نتائج التحقيق، والإحالة للمحكمة، قطع الفريق الطريق تماماً على أيِّ عذر أو مبرِّر ممكن استغلاله لتدويل القضية في جميع مراحلها، رغم استماتة الأطراف التي سعت للتدويل، بالبحث لها عن منفذ.
الأمر الثاني هو أن الالتفاف الشعبي الصادق حول ولي العهد كان حقيقياً، وكان قاطعاً للمخطَّط بشكل أساسي، وليس «بروباغندا» مزيَّفة، كما يفعل الكثير ممن يحاولون الظهور بهذا المظهر على غير الواقع، وذلك ما لا تفهمه الأجهزة التي دفعت باتجاه مهاجمة ولي العهد، وهي مضللة بمعلومات، مصدرها إما قطر أو تركيا أو تنظيم الإخوان المسلمين. الالتفاف الشعبي ثبت لهم أنه كان تلقائياً وعفوياً وحقيقياً، التفاف أذهلهم، كتبوا عنه، وأشاروا إليه؛ بأن ولي العهد السعودي محصَّن بقلعة بناها شعبه من حوله... أمر يراه أي مراقب بالعين المجردة في جميع منصَّات التعبير، كان ذلك أيضاً أحد أسباب فشل المخطط، وتراجعهم عن مطالَبات التغيير المضحكة، والاكتفاء بهدف ابتزازه بدلاً من تغييره، وهذا أيضاً فشل؛ نتيجةَ الشفافية التي فوجئوا أيضاً بدرجتها، فلا شيء تخفيه، لتبتزه به.
في الختام أنتَ تقيس نجاح أيِّ مخطط بقدر اقترابك أو ابتعادك عن الأهداف المرسومة له، وفشل مخططهم فشلاً ذريعاً؛ فلا أحد يملي على دولة بحجم المملكة العربية السعودية، ولا أحد يبتزُّها بوجود البدائل الدولية المتاحة، التي تعرض نفسها عرضاً، يبقى أن تغلق السعودية تناول هذا الملف إعلامياً، لا سيما بعد إحالة المتهمين للقضاء، حماية لسير العدالة؛ فلعبتهم تستمد فتيل استمرارها على قدر تجاوبنا مع إعلامهم، الذي لن يتوقف عن مخططه ما دام أنه يجد من يستدرج له.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 وفشل المخطط  وفشل المخطط



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon