توقيت القاهرة المحلي 17:17:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف ستتمخض الأحداث في إيران؟

  مصر اليوم -

كيف ستتمخض الأحداث في إيران

بقلم:سوسن الشاعر

هل يستطيع الشعب الإيراني أن ينعم بالأمان لو قُيّض له نظام يتصالح معه ومع جواره؟ نعم بل ويستطيع أن يتمتع هذا الشعب بالرفاهية والرخاء أيضاً، فلديه كل الإمكانات، لو تخلى عن مشروعه التوسعي، والأهم أن ذلك سيكون دعامة لاستقرار أي نظام سيحكم إيران، ودعامة استقرار للمنطقة كلها، فهل سيتمكن التيار الإصلاحي الجديد من تحقيق ذلك؟

هل تستطيع حكومة بزشكيان وحدها أن تقوم بذلك كما تحاول أن تقنع دول الجوار وتقنع الولايات المتحدة بأنهم إخوة وأصدقاء؟ وهل تستطيع أن تقف أمام التيارات المتصارعة في الداخل الإيراني؟

أما السؤال الأكثر إلحاحاً فإنه في ظل محاولات الولايات المتحدة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من النظام الحالي، فكيف تتصرف مع إسرائيل حياله؟

سيناريوهات دولية متعددة تناقش ما الذي سيحدث لإيران المستقبل.

وما هو موقف روسيا والصين من جميع تلك الاحتمالات، خاصة أن العديد من المصالح متشابكة بينها وبينهم؟

في هذه اللحظة الداخل الإيراني معقد جداً نتيجة تلك الصراعات التي لم ينهها تعرض الدولة لأكبر تهديد في تاريخها. فهل سيتمكن جناح يحاول أن يجد لدولته مكانة جديدة في المجتمع الدولي، أم أنه سيفشل لأن المقاومة كبيرة من أجنحة قوية عسكرية وسياسية وإن كانت متصارعة، إلا أن كلاً منها يقبض على مفصل من مفاصل الدولة؟

اللافت للنظر أن الإيرانيين - بمن فيهم المتشددون - يحاولون تجنب الحرب في ظل هذه الظروف المعقدة، بل ويدعون للتخلي عن «محور المقاومة» علانيةً، فقد أصبحت هذه الدعوة هي الغالبة حتى من خطباء الجمعة كالملا مختاري في بيرجند الذي رد على دعاة الحرب قائلاً: «يقولون: سيدي، إسرائيل وفلسطين في قتال، فما علاقتنا بهما؟ ما علاقتنا بفلسطين؟ وما علاقتنا باليمن وسوريا والعراق؟ دعونا نهتم بأنفسنا! يجب أن ننفق الأموال التي نصرفها هناك على أنفسنا. لو أنفقنا هذه الأموال هنا، لحدث كذا وكذا. ما علاقتنا بصراعاتهم؟!»

الخلاف لا يقف بين التيارات الإيرانية حول ملف الصدام مع إسرائيل من عدمه فقط، بل يمتد الخلاف إلى كل ما يتعلق بالسياسة الخارجية التي يقودها بزشكيان إلى مسار تصالحي مع الغرب ومع دول الجوار، تَمثَّل في تعيين جواد ظريف وزير الخارجية السابق مستشاراً، وهو المغضوب عليه من التيار المتشدد والمتهم بالعمالة للغرب.

تصريحات كامران غضنفري، عضو مجلس الشورى من طهران، الذي قال: «بزشكيان يرتكب جريمة علنية، وإذا لم يتم إلغاء هذا التعيين غير القانوني (لظريف) قريباً، فسنقدم شكوى إلى القضاء، وعلى بزشكيان الرد». ويعتقد غضنفري أن «بزشكيان لن يستطيع الدفاع عن موقفه، وسيتم الحكم عليه بالسجن من 5 إلى 15 عاماً مع حرمانه من حقوقه الاجتماعية، مما يعني عزله الفعلي من الرئاسة».

في وقت سابق، وفي جلسة علنية لمجلس الشورى في 10 أكتوبر (تشرين الأول)، قال حميد رسائي: «بخلاف النص الصريح للقانون، قام بزشكيان بتعيين ظريف، الذي يحمل ابنه الجنسية الأميركية، نائباً له. هذا التعيين مخالف للقانون، والقضية ستتم إحالتها إلى القضاء». صحيفة «شرق» الموالية لجناح الإصلاحيين أثارت الجدل حول هذه الهجمات الشرسة من الجناح المنافس، وكتبت في عددها الصادر في 17 أكتوبر: «(ظريف يجب أن يرحل) هو الشعار الرمزي للهجمات الجديدة التي تشنها التيارات المتشددة بهدف تدمير بزشكيان والحكومة الـ14. هذه الهجمات التي بدأت بكلمات وتهديدات رسائي، واستمر فيها غضنفري وكوثري، وصلت إلى حد التهديد بمحاكمة الرئيس بسبب تعيين ظريف». (مقتطفات من الصحافة الإيرانية).

ويبقى السؤال: هل الشعب الإيراني موعود بالخلاص من معاناته؟ أم أنه مقبل على صراعات داخلية تفكك ما تم توحيده؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف ستتمخض الأحداث في إيران كيف ستتمخض الأحداث في إيران



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon