توقيت القاهرة المحلي 17:17:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فائض تصريحات مع عجز قرارات

  مصر اليوم -

فائض تصريحات مع عجز قرارات

بقلم - سوسن الشاعر

كيف للتحالف الرباعي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) أن يرعى مصالحه في ظل المتغيرات المتسارعة في المسرح العالمي، وأهمها إعادة التموضع الأميركي الدولي في ظل إدارة دونالد ترمب؟

كيف له أن ينتهج سياسة أكثر حدة وأكثر جدية في إقناع حلفائه بأن التصريحات والبيانات المؤيدة له، لم تعد تجدي نفعاً إن لم تصحبها مواقف وقرارات؟

وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل وفي لقاء أجرته معه صحيفة «دير شبيغل» في الثامن من يناير (كانون الثاني) تحدث عن أثر الانسحاب الأميركي من الساحة الدولية في عهد أوباما، والانكفاء على الذات، فقال: «لا يوجد شيء اسمه (فراغ سياسي دولي) إذا انسحبت أي من القوى العظمى من مناطق نفوذها، فإن طابوراً من القوى المنافسة سيقفز مكانها في الحال، وهذا ما فعلته روسيا وإيران في مناطق النفوذ الأميركية في سوريا، حين استفادت من قرار الإدارة الأميركية السابقة بعدم التدخل، وكذلك ما فعلته الصين حين انكفأت الولايات المتحدة الأميركية في مجال التجارة الدولية».

وأضاف: «كنا نطالب الولايات المتحدة الأميركية بالكف عن لعب دور الشرطي الدولي، وحين استجابت لم نستفد أبداً من تراجعها وانكفائها، كما استفادت روسيا والصين».
وزير الخارجية الألماني نبّه الدول الأوروبية كلها، وعلى رأسها بالطبع ألمانيا، بالكف عن الاعتماد على الولايات المتحدة الأميركية كحليف، فالأخيرة ذات سياسة متقلبة وغير ثابتة، ولا بد من ألمانيا أن تعتمد على ذاتها، وعلى البحث عن حلفاء آخرين.

وماذا عنا نحن؟ فإذا كانت ألمانيا، وهي أقوى الدول في الاتحاد الأوروبي، تلوم نفسها على عدم الاستفادة من المتغيرات لرعاية مصالحها، فماذا عنا نحن الدول التي رعت المصالح الأميركية لعقود، وحتى اليوم نرتبط مع الولايات المتحدة الأميركية بعدة مصالح مشتركة؟
ماذا عن وضعنا الأمني والتمدد الإيراني والتهديدات الإيرانية؟ كيف لنا أن نربط موقف الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية بمصالحنا الأمنية؟
ألا يكفي أننا لم نقفز لملء فراغ المصالح في سوريا ولبنان والعراق، وأخطأنا بترك إيران تقفز عليه، وتتكسب من ورائه؟

فما قاله وزير الخارجية الألماني حقيقي، ينطبق علينا أيضاً، ففي ظل التمسك من جانبنا بسياسة النأي بالنفس عن الصراعات الدائرة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، قفزت إيران في الحال، واحتلت الصدارة في مناطق نفوذها، سواء عبر ميليشيات عسكرية زودتها بالسلاح، أو عبر أحزاب تدين للنفوذ الإيراني.

فهل نضيع فرصة عودة الولايات المتحدة الأميركية للساحة الدولية، في ظل وجود جنرالات محيطة بترمب تجعل من قرار عدم الانكفاء الدولي قراراً لمعظم الإدارات الأميركية، لا البيت الأبيض وحده. كيف يمكن أن نستفيد من نصيحة وزير الخارجية الألماني في ظل المتغيرات التي طرأت على السياسة الأميركية الجديدة؟

تصريح نائب الرئيس مايك بنيس الأسبوع الماضي «لن نسمح للحرس الثوري الإيراني أن يحل محل (داعش) في سوريا والعراق» يصب في الطرح ذاته الذي نادى به وزير الخارجية الألمانية، فلا يوجد شيء اسمه فراغ أمني أو سياسي أو تجاري، وأميركا على علم بنوايا إيران التي تنتظر أن تفرغ مواقع القتال حتى تقفز على أي فراغ تتركه «داعش»، أو حتى يتركه حليفها النظام السوري.

فما نحن فاعلون؟ صحيح أن إدارة ترمب تتوافق معنا تماماً حول الخطر الإيراني، إنما تلك ميزة لا بد من تفعيلها ومساعدتها بتحقيق نتائج على أرض الواقع، والتصدي للخطر الإيراني الذي يود الهيمنة على مقدرات العرب. فهناك فائض في التصريحات مقابل ضعف في القرارات النافذة.

صحيح أن إدارة ترمب تنوي فرض عقوبات على إيران لكنها مقيدة من جهة بالاتفاق النووي، ومقيدة من جهة أخرى بعدم وجود شريك أوروبي متحمس كحماسها لمواجهة إيران. وقد أكد هذا الكاتب في «الشرق الأوسط» عادل درويش في مقالته «وحش فرانكشتين الجديد في عامه الأول» إذ بيّن أن ترمب «أدت تصرفاته غير التقليدية إلى فشله في إقناع الأوروبيين بدعم موقفه لاحتواء التهديدات الإيرانية للأصدقاء في الخليج وللسلام العالمي».

نحن أمام هذا الواقع من المتغيرات، فكيف سنستفيد منها لرعاية مصالحنا؟ كيف لنا أن ننقل تصريحات الحلفاء إلى قرارات نافذة؟

نحن بحاجة لربط مصالح الدول الأوروبية مع التحالف الرباعي نظير الموقف من التمدد الإيراني في المنطقة وبرنامجها الصاروخي، كذلك نحن بحاجة إلى ربط مصالح الولايات المتحدة الأميركية بنتائج واقعية تتجاوز التصريحات المتتالية من المسؤولين الأميركيين ضد إيران.

إن أراد هؤلاء الاستفادة من مصالحهم معنا، لا بد أن يكون ذلك بمقابل مجزٍ بقرارات وبمواقف جادة تجاه الخطر الإيراني، فلا نقلل من حجم استفادة تلك الدول منا.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فائض تصريحات مع عجز قرارات فائض تصريحات مع عجز قرارات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon