توقيت القاهرة المحلي 05:05:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«محور المقاومة» الثاني

  مصر اليوم -

«محور المقاومة» الثاني

بقلم - سوسن الشاعر

محور ما يسمى المقاومة عرفناه كمصطلح يجمع الدول والحركات التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي وتقاوم التطبيع معه، سواء كان موقع تلك الدول على حدود إسرائيل أو غير ذلك كإيران التي تعد نفسها عضواً في هذا المحور بل أحياناً تدعي أنها تقوده، وكذلك بعض حركات (التحرر) والأحزاب كحزب الله مثلاً يعتبر نفسه عضواً في هذا المحور، جميعهم يقاومون إسرائيل باعتبارها دولة معتدية محتلة مستعمرة سلبت حق الفلسطينيين وأرضهم. لكن كيف انقلب هذا المحور من مقاومة الاحتلال إلى التدخل في شؤون الدول العربية؟
اليوم هناك «محور للمقاومة» ثانٍ جديد، محور للمواجهة ثاني محور لمجموعة دول تقاوم مستعمراً آخر، مجموعة دول تقاوم «المستعمر الإيراني» باعتبار إيران دولة محتلة تستعمر أكثر من دولة عربية كالعراق وسوريا واليمن وتسعى للسيطرة على دول أخرى من خلال تدخلها في شؤونهم ومن خلال دعمها لجماعات مسلحة تعمل داخل تلك الدول.
ويتشكل هذا المحور من دول خليجية بقيادة المملكة العربية السعودية ومعها مصر والأردن وحلفاء دوليون كالولايات المتحدة الآن في عهد دونالد ترمب الذي وصلت قناعة إدارته لمثل قناعاتنا بأن إيران مصدر الإرهاب في العالم.
نحن إذن أمام مواجهة الخطر الإيراني الذي أطلق صواريخه علينا وسلح ميليشيات تقاتل أجهزتنا الأمنية وجيوشنا نحن أيضاً شكلنا محوراً للمقاومة حفاظاً على قوميتنا العربية وسيادتنا وكرامة أمتنا، وأهدافنا لا تختلف عن أهداف محور المقاومة الأول.
فالاحتلال واحد حتى لو تدثر تحت غطاء ديني أو عرقي أو أي ذريعة، وحتى لو وجد هذا المحتل مجموعات تفتح له الباب وتدعوه للوجود على أرضها، فيبقى وجوده ونفوذه احتلالاً، فهناك فلسطينيون داخل إسرائيل بل داخل الكنيست نفسه يوجد أعضاء فلسطينيون قبلوا بالتعايش مع إسرائيل، فهل ذلك ينفي صبغة الاحتلال عن إسرائيل؟
كذلك لا تغير صبغة النفوذ الإيراني في العراق أو سوريا أو اليمن وتجعله مجرد حليف إن كانت هناك فئات قابلة للوجود الإيراني ومتعايشة معه، ما دامت إيران تتدخل في شؤون تلك الدول وتفرض أجندتها السياسية عليه، ما دامت هناك قواعد عسكرية أو وجود عسكري أجنبي بأي شكل من أشكاله فذلك احتلال (وهذا لا علاقة له بالاتفاقيات الأمنية وبالتحالفات الدولية التي تعقدها حكومات دول مستقرة مع دول أخرى، فقط حتى لا نخلط الأوراق).
إيران دولة أجنبية محتلة، وذلك أمر لا تنكره إيران نفسها فهي من يتبجح بسيطرتها على أربع عواصم عربية، فكيف يكون الاحتلال إن لم يكن سيطرة على القرار؟
دول الخليج العربي بقيادة السعودية عليها أن تتصرف على أساس محور مقاومة له ما لمحور المقاومة الأول من حقوق عربية وسيادية، وحق الدفاع المشروع عن نفسها.
صحيح أن دول الخليج العربي دعمت «محور المقاومة الأول» بالمال وبالمواقف السياسية وبالمشاركة في جميع حروبه ضد إسرائيل منذ عام 1948 إلى اليوم، أكثر من سبعين عاماً وأهل الخليج وحكامها معهم بالروح وبالدم وبالمال، وقدموا الكثير وخسروا الكثير وضحوا بالكثير وما زالوا، إنما لم يطالبوا أحداً من دول المواجهة أو محور المقاومة أن يحاربوا نيابة عنهم أو يتبرعوا لهم أو يقدموا أي دعم لهم، كل ما طالبوا به أن يكف محور المقاومة شره عنا فهل هذا كثير؟
نحن الذين يموت على أرضنا أبناؤنا، تسيل دماؤهم على أرصفتنا دفاعاً عن كرامة الأمة العربية جمعاء، من عدوان غاشم، نحن الذين قدمنا الشهداء من أبنائنا فمات البحريني والإماراتي والسعودي دفاعاً عن كرامة أمة بأسرها لا عن كرامة دول الخليج فحسب، لم نسأل أين أبناء يعرب؟ أين القوميون العرب؟ أين محور المقاومة الأول الذي دعمناه بكل ما نملك طوال سبعين عاماً؟ أم أن المقاومة لها مقاسات؟ والاحتلال له ألوان؟
وليت الكثير الكثير ممن امتنع عن دعمنا، اكتفى بالامتناع فقط، إنما اصطف مع المحتل ضدنا؟ وطعننا في ظهرنا ويده كانت بيد الإيراني وأعان على إلحاق الضرر بنا، وفوق هذا كله وضعوا كل أوزار القضية الفلسطينية على ظهورنا.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«محور المقاومة» الثاني «محور المقاومة» الثاني



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon