توقيت القاهرة المحلي 23:03:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«محور المقاومة» الثاني

  مصر اليوم -

«محور المقاومة» الثاني

بقلم - سوسن الشاعر

محور ما يسمى المقاومة عرفناه كمصطلح يجمع الدول والحركات التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي وتقاوم التطبيع معه، سواء كان موقع تلك الدول على حدود إسرائيل أو غير ذلك كإيران التي تعد نفسها عضواً في هذا المحور بل أحياناً تدعي أنها تقوده، وكذلك بعض حركات (التحرر) والأحزاب كحزب الله مثلاً يعتبر نفسه عضواً في هذا المحور، جميعهم يقاومون إسرائيل باعتبارها دولة معتدية محتلة مستعمرة سلبت حق الفلسطينيين وأرضهم. لكن كيف انقلب هذا المحور من مقاومة الاحتلال إلى التدخل في شؤون الدول العربية؟
اليوم هناك «محور للمقاومة» ثانٍ جديد، محور للمواجهة ثاني محور لمجموعة دول تقاوم مستعمراً آخر، مجموعة دول تقاوم «المستعمر الإيراني» باعتبار إيران دولة محتلة تستعمر أكثر من دولة عربية كالعراق وسوريا واليمن وتسعى للسيطرة على دول أخرى من خلال تدخلها في شؤونهم ومن خلال دعمها لجماعات مسلحة تعمل داخل تلك الدول.
ويتشكل هذا المحور من دول خليجية بقيادة المملكة العربية السعودية ومعها مصر والأردن وحلفاء دوليون كالولايات المتحدة الآن في عهد دونالد ترمب الذي وصلت قناعة إدارته لمثل قناعاتنا بأن إيران مصدر الإرهاب في العالم.
نحن إذن أمام مواجهة الخطر الإيراني الذي أطلق صواريخه علينا وسلح ميليشيات تقاتل أجهزتنا الأمنية وجيوشنا نحن أيضاً شكلنا محوراً للمقاومة حفاظاً على قوميتنا العربية وسيادتنا وكرامة أمتنا، وأهدافنا لا تختلف عن أهداف محور المقاومة الأول.
فالاحتلال واحد حتى لو تدثر تحت غطاء ديني أو عرقي أو أي ذريعة، وحتى لو وجد هذا المحتل مجموعات تفتح له الباب وتدعوه للوجود على أرضها، فيبقى وجوده ونفوذه احتلالاً، فهناك فلسطينيون داخل إسرائيل بل داخل الكنيست نفسه يوجد أعضاء فلسطينيون قبلوا بالتعايش مع إسرائيل، فهل ذلك ينفي صبغة الاحتلال عن إسرائيل؟
كذلك لا تغير صبغة النفوذ الإيراني في العراق أو سوريا أو اليمن وتجعله مجرد حليف إن كانت هناك فئات قابلة للوجود الإيراني ومتعايشة معه، ما دامت إيران تتدخل في شؤون تلك الدول وتفرض أجندتها السياسية عليه، ما دامت هناك قواعد عسكرية أو وجود عسكري أجنبي بأي شكل من أشكاله فذلك احتلال (وهذا لا علاقة له بالاتفاقيات الأمنية وبالتحالفات الدولية التي تعقدها حكومات دول مستقرة مع دول أخرى، فقط حتى لا نخلط الأوراق).
إيران دولة أجنبية محتلة، وذلك أمر لا تنكره إيران نفسها فهي من يتبجح بسيطرتها على أربع عواصم عربية، فكيف يكون الاحتلال إن لم يكن سيطرة على القرار؟
دول الخليج العربي بقيادة السعودية عليها أن تتصرف على أساس محور مقاومة له ما لمحور المقاومة الأول من حقوق عربية وسيادية، وحق الدفاع المشروع عن نفسها.
صحيح أن دول الخليج العربي دعمت «محور المقاومة الأول» بالمال وبالمواقف السياسية وبالمشاركة في جميع حروبه ضد إسرائيل منذ عام 1948 إلى اليوم، أكثر من سبعين عاماً وأهل الخليج وحكامها معهم بالروح وبالدم وبالمال، وقدموا الكثير وخسروا الكثير وضحوا بالكثير وما زالوا، إنما لم يطالبوا أحداً من دول المواجهة أو محور المقاومة أن يحاربوا نيابة عنهم أو يتبرعوا لهم أو يقدموا أي دعم لهم، كل ما طالبوا به أن يكف محور المقاومة شره عنا فهل هذا كثير؟
نحن الذين يموت على أرضنا أبناؤنا، تسيل دماؤهم على أرصفتنا دفاعاً عن كرامة الأمة العربية جمعاء، من عدوان غاشم، نحن الذين قدمنا الشهداء من أبنائنا فمات البحريني والإماراتي والسعودي دفاعاً عن كرامة أمة بأسرها لا عن كرامة دول الخليج فحسب، لم نسأل أين أبناء يعرب؟ أين القوميون العرب؟ أين محور المقاومة الأول الذي دعمناه بكل ما نملك طوال سبعين عاماً؟ أم أن المقاومة لها مقاسات؟ والاحتلال له ألوان؟
وليت الكثير الكثير ممن امتنع عن دعمنا، اكتفى بالامتناع فقط، إنما اصطف مع المحتل ضدنا؟ وطعننا في ظهرنا ويده كانت بيد الإيراني وأعان على إلحاق الضرر بنا، وفوق هذا كله وضعوا كل أوزار القضية الفلسطينية على ظهورنا.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«محور المقاومة» الثاني «محور المقاومة» الثاني



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon