بعد أن دفع تميم لترامب ما دفع، وحصل منه على لمسة حنان، فقال له أنت صديقي، كشفت الصحافة الأميركية أن زيارة أمير قطر لم تحقق شيئاً للشعب القطري سوى صفقة زائفة تقدر بمبلغ 300 مليون دولار لبيع «أنظمة متقدمة لأسلحة القتل الدقيقة» إلى قطر، بما في ذلك 5000 رأس حربي عالي الانفجار ونفس العدد من محركات الصواريخ التي سخرت منها الصحف الأميركية؛ نظراً لعدم توافقها مع قدرات الجيش القطري الضعيف على حد وصفها، ولكن الأمير القطري يستجدي الأميركان بدفع الأموال في صفقات ليس بحاجة إليها.
وبعد أن قالت صحيفة «odwyerpr» الأميركية: إن قطر قامت بتوظيف شركة بالارد بارتنرز للحصول على المشورة والمساعدة في التواصل مع المسؤولين الحكوميين والمسؤولين التنفيذيين في المنظمات غير الحكومية في واشنطن وفلوريدا، المقر الشتوي الرئيسي الأميركي؛ وذلك لتحسين صورتها لديهم وذلك مقابل 2.1 مليون دولار من الرسوم، بالإضافة إلى «تكاليف معقولة»، وكذلك من خلال إجراء حملة تستمر لمدة عام التي تمتد حتى 31 مارس 2019، قبل أيام من زيارة تميم (العرب مباشر)
بشرت قناة «الجزيرة» الشعب القطري بأن ترامب خاطب خادم الحرمين الشريفين بنبرة شديدة على حد تعبيرها، وزعمت أنه أمره أن يصالح القطريين وينهي قرار المقاطعة!
وفي اليوم التالي صدر بيان التحالف الرباعي الذي أكد على موقف دول الرباعية الثابت بضرورة تلبية دولة قطر لقائمة المطالب الثلاثة عشر التي تم طرحها وتمسكهم بالمبادئ الستة الواردة في اجتماع القاهرة وإعلان المنامة، باعتبار ذلك أساساً ضرورياً لإقامة علاقة طبيعية معها.
لا حول ولا قوة إلا بالله، عزاؤنا في وفاة الكرامة القطرية وخسارة أموالها، وضاعت فلوسك يا قطر من جديد، وللمرة الألف بعد المليون، فإلى متى هذه اللعبة السمجة؟ إلى متى تتوسلون الصلح وتهدرون أموالكم من أجل أن نعيد علاقتنا معكم؟ (أهو غصب)؟ عيب.. والله عيب.. لتحتفظ قطر بكرامتها إكراماً لشعبها على الأقل، قسماً بالله لا نرضى على أهلنا في قطر هذه المذلة، حتى وإن قاطعناهم، هم أولى بهذه الأموال التي تدفع يميناً ويساراً من أجل غرض في نفس قياداتها فقط.
أتمنى أن يسأل أهلنا في قطر قياداتهم لماذا الإصرار على إنهاء المقاطعة بهذا الشكل المذل؟ لابد أن يسأل الشعب القطري سؤالاً بديهياً، إن كنا بخير بدونهم لماذا لا نمضي قدماً في حياتنا بدون الجري وراءهم؟
لماذا نهدر أموالنا وكرامتنا من أجل أن يصالحونا وينهون مقاطعتهم لنا؟ من باعنا بعناه، أليس كذلك؟ ليس لدينا شك بأن أي عاقل سيسأل هذا السؤال.
لماذا (بيقين) المقامر تلعب قطر بأموالها وبكرامتها، كلما خسرت جولة، تقنع نفسها أنها ستربح في المرة القادمة، في حين أنها تسير إلى مزيد من السرعة للوصول لحتفها وإفلاسها؟ نحن أمام حالة هوس مقامر مؤمن بأنه سيربح في النهاية!!
المشكلة أن قطر ليست لها مطالب، كل ما تريده أن تعود العلاقات على ما كانت عليها قبل القرار، أي مذلة عظمى تقبلها قطر على نفسها؟
لم لا تحتفظ على الأقل بكرامتها وتترك من تركها وتدير ظهرها لمن أغلق الباب في وجهها؟ لم تدفع كل تلك الأموال وتتوسل كل هذا التوسل؟
لم تخسر ما تبقى من أموالها وما تبقى من كرامتها؟ سؤال هام جدا على أهل قطر التباحث فيه مع قياداتهم.
هل يستحق إثبات وجهات النظر كل تلك الخسائر؟ هل تعتقد قطر أن المكسب معنوي حين إنهاء المقاطعة يستحق كل هذه الخسائر؟ فقط لتثبت أنها كانت على حق وأن دول التحالف كانوا مخطئين؟ هل يساوي هذا الهدف كل تلك الأموال المهدرة؟ ثم لمن هذه النتيجة -إن حصلت-؟ لشعبها؟ لشعوب التحالف؟ لمن؟
من الذي تهتم له قطر به هكذا كي تثبت له أنها كانت على حق؟ قيادة قطر تقول إن شعبها مقتنع بصحة موقف قياداته، الحمدلله هنيئاً للاثنين بعضهما البعض، إذا لم النتيجة؟
يا أخي اقفل الباب على نفسك واسع لتنمية بلدك، وتحمل مسؤولية سياستك التي تراها صحيحة، لا أحد سيتدخل في شؤونك، الدول الأخرى مشغولة بنفسها وبقضايا أكبر منك بكثير، لم الإصرار على أن تحوم فوق وجوههم كالذباب المزعج في فصل الربيع؟
صدق أو لا تصدق سنفرح لكل انجاز تنموي تحققه قطر بالعامية (عليك بالعافية) سنفرح لنموك الاقتصادي ونفرح لإنجازاتك ونجاحاتك، فأهلنا في قطر يستحقون الأفضل، ونتمنى لهم المزيد من التوفيق والنجاح، نتمنى أن تنشغل بإسعادهم، إنما دعنا نعمل وانشغل أنت بعملك، حاول أن تبقي على البقية الباقية من كرامة هؤلاء الناس الذين ابتلوا بك وبنظامك.
نقلا عن البيان الاماراتية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع