توقيت القاهرة المحلي 22:36:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

... وضاعت قصة الصومال أيضاً

  مصر اليوم -

 وضاعت قصة الصومال أيضاً

بقلم: سوسن الشاعر

«نيويورك تايمز» أطلقت الشرارة الأولى لواحدة من القصص المرعبة التي تظهر حقيقة دعم قطر للإرهاب. وتساءل مشاري الذايدي الزميل في صحيفة «الشرق الأوسط» إن كانت الصحيفة التي أطلقت تلك الشرارة ستواصل الحفر والبحث الاستقصائي أم ستكون كبيضة الديك؟ خاصة أن تلك الصحيفة يسارية الهوى ولطالما اتخذت مواقف منتقدة للمملكة العربية السعودية.
أما نحن فلن نسأل عن مصداقية الجريدة بل سنسأل: ماذا عن جهودنا نحن - دول التحالف الرباعي - الذين نتصدى وحدنا للإرهاب القطري في توظيف مثل هذه الهبات الربانية لخدمة مصالحنا؟ أين جهودنا في خلق الترددات المطلوبة إعلاميا عند الرأي العام الغربي أميركياً كان أو أوروبياً أو كندياً أو حتى أسترالياً في استثمار مثل هذه القصص؟
مع الأسف، كغيرها من الفرص، لم نحسن توظيفها بما يخدم مصالحنا، رغم أنها أتت لنا على طبق من ذهب، فمن كشفها صحيفة يسارية كـ«نيويورك تايمز» ولا نظن أنها ستستمر بالحفر ومواصلة البحث وفتح الملف بأكمله، رغم بشاعة القصة ورغم كبر حجم ضحاياها، فحادثتا العنف الأخيرتان اللتان اعترف خليفة المهندي مرافق الأمير تميم أن قطر تقف وراءهما، خلفتا أكثر من 43 قتيلاً ومثلهم جرحى، ومن أجل ماذا؟ من أجل إخراج دولة الإمارات من مشروع تطوير ميناء هناك. تلك مجازر ارتكبها النظام القطري بدم بارد ومسؤوليته واضحة ومسجلة، وبيانه الذي تبرأ فيه من خليفة المهندي عجز عن إنكار التهمة ودفعها بعيداً عنه، فالكل يعرف موقع المهندي من الأمير تميم، تلك ليست جريمة مكتملة الأركان فحسب، بل هي مادة إعلامية دسمة لو أحسنّا توظيفها ولو كنا نملك استراتيجية ثابتة تجاه مخاطبة الرأي العام الغربي، ونضعها ضمن أولوياتنا.
خاطبنا أنفسنا فقط مع الأسف كالعادة، القصة لُكناها في قنواتنا، تناولنا القصة بكل تفاصيلها، أجرينا حوارات وقمنا بعمل تقارير صحافية وتلفزيونية لكنها تقارير سهلة ليس بها مجهود يذكر، ليست من النوع الذي يضيف كثيراً إلى ما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز»، لم نعمل مثلاً على التركيز على الدمار الذي خلفته حادثتا الإرهاب، لم نبحث عن أسر الضحايا، لم نستنطقهم ونجعلهم يتحدثون عن المهم. تلك القصص تجذب المشاهد وتجعل منها قصة أخرى، كنا نستطيع أن نبني على قصة «نيويورك تايمز» من أجل أن تُستخدم المادة المذكورة في تقاريرنا في إعلامهم، ولكننا لم نحرك مزيداً من الاهتمام، لم نخاطبهم بلغتهم مما يغري أياً من الوسائل الإعلامية الأميركية بالاستعانة بمجهودنا، والأهم لم نعمل على اختراق منظومتهم الإعلامية هناك.
على الصعيد الدبلوماسي لم نتحرك أيضاً، ولا حتى على صعيد العلاقات العامة والاستعانة بتلك الشركات التي تفتح لك الأبواب، ليكون لنا حضور على شاشاتهم، لتوظيف مثل هذه القصة، فأين جهودنا في خلق الترددات؟ لا شيء يذكر لأننا ببساطة لا نملك استراتيجية ورؤية واضحة للوصول والتأثير على الرأي العام هناك، رغم أن خصومنا يملكون تلك الاستراتيجية وينفذونها بدقة، ونجحوا في اختراق كثير من القلاع المؤثرة (إعلام ونواب ومنظمات... إلخ).
ملف القصة القطرية في أفريقيا كافٍ وحده لفضحها في أوروبا، فالروابط والمصالح الأوروبية في أفريقيا جديرة بالاستفادة منها، وأيادي قطر ملطخة بالدماء التي سالت في أفريقيا كلها من مصر إلى ليبيا إلى تشاد إلى الصومال إلى السودان، وقصصها حاضرة حتى اللحظة، فإلى الآن مراسم العزاء في الصومال مقامة على ضحايا الأعمال الإرهابية التي ارتكبتها قطر.
وقصة تعاون قطر مع الجماعات الإرهابية في أكثر من دولة أفريقية بدأت تتحرك في الصحف الأوروبية، وقصتها في تشاد فضحتها الصحافة الفرنسية؛ حيث تعاونت قطر مع جماعة «بوكو حرام» مما اضطر السلطات التشادية لطرد السفير القطري من هناك.
لم نقف عند تفاصيل تلك القصص، والواحدة منها تكفي لبناء حملات إعلامية، فما بالك وأنت تملك هذا الكم من القصص الإنسانية.
لدينا نقطة ضعف كبيرة في الوصول لمطابخ ومؤثرات صنع القرار الغربي، وعلينا الإقرار بها، نحن بحاجة لخلق الترددات على تلك القصص هناك وليس عندنا، ما أكثر القصص التي فوتناها؛ من حادثة التفجير في مانشستر إلى الصاروخ القطري في إيطاليا وصولاً لقصة الصومال! كلها انسلت من بين أيدينا.
ليست لدينا استراتيجية إعلامية خاصة بمخاطبة الرأي العام الغربي الأميركي والأوروبي نحن - دول التحالف الرباعي - وليست لدينا استراتيجية للوصول لصناعة القرار، إنما غيرنا فعلها بأمواله.
لم نستفد من أخطائنا، لم نتعلم منها، لم نتجاوزها، بل ما زلنا نكررها، وما زلنا لا نعير اهتماماً بالرأي العام هناك، مكتفين بعلاقاتنا مع الإدارة الأميركية فقط أو الحكومات الأوروبية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 وضاعت قصة الصومال أيضاً  وضاعت قصة الصومال أيضاً



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon