بقلم: سوسن الشاعر
مؤشرات النمو للمملكة العربية السعودية ومقارنتها بالتقارير التي توضح الوضع الاقتصادي لإيران هي الوحيدة التي يمكن اعتمادها لتحديد الانتصار من الهزيمة في المعركة الدائرة بين النظام الإيراني والمملكة العربية السعودية عدا ذلك فإن جميع المؤشرات الأخرى هي للاستهلاك الإعلامي لا أكثر ولا أقل.
أربعون عاماً والنظام الإيراني يحارب كي يزيح المملكة من الزعامة ومن الصدارة ويحاول إضعافها وعزلها، ومن أجل تحقيق هذا الهدف جعل تصدير ثورته مبدأ إلزامياً في دستوره واستخدم ووظف جميع موارد دولته المالية والمعنوية لتحقيق هذا الهدف كي ينصّب نفسه زعيماً للأمة الإسلامية ويعيد أمجاد دولته الثيوقراطية وفي النهاية أفقر شعبه ووضعه في حصار وشعب المملكة العربية السعودية يعيش أزهى عصوره الاقتصادية، فباعدت تلك المؤشرات بين النظام الإيراني وأحلامه مسافات ضوئية وجاءت النتيجة بالحقائق والأرقام صادمة لتحدد ما إذا انتصر هذا النظام أم لا.
في تقريره المنشور يوم الخميس 6 يونيو (حزيران) بعنوان «الآفاق الاقتصادية العالمية»، وضع البنك الدولي إيران في أسفل القائمة قبل نيكاراغوا متذيلة الترتيب، حسب تقرير لراديو فاردا.
وفي منتصف 2018 كان البنك الدولي قد توقع نمو الاقتصاد الإيراني بنسبة 4.1 في المائة في عام 2019. لكن بعد أشهر فقط، في يناير (كانون الثاني)، عدل هذا الرقم إلى نمو سلبي بنسبة 3.6 في المائة، والآن خفض هذا الرقم إلى - 4.5 في المائة.
وعزا البنك الدولي السبب الرئيسي لهذا النمو السلبي إلى العقوبات الأميركية، وخاصة الحظر المفروض على صادرات النفط الإيرانية.
وتعتمد إيران بشكل كبير على عائدات النفط لتمويل مشاريع التنمية ودعم السلع الرئيسية (موقع «الحرة»).
في حين استثنى البنك الدولي المملكة العربية السعودية من توقعات الانخفاض في النمو العالمي في الاقتصاد، بل توقع البنك ارتفاعاً بمقدار 1.7 في المائة وذلك لزيادة نمو وجذب الاستثمارات وإصلاحات مناخ الأعمال وزيادة العوائد النفطية. أما في تقارير التنافسية الدولية فإن موقع المملكة العربية السعودية الذي تقدمت به 13 مرتبة جعلها الدولة الـ 26 والسابعة ضمن دول G20، فقد وضعت إيران في مرتبة تراجعت فيها عن العام الماضي وهي في المرتبة الـ 89.
لا حاجة للمقارنة بين متوسط دخل الفرد السعودي مع الإيراني إنما من باب الطرفة يكفيك أن تعرف أن 10 آلاف ريال سعودي قيمتها 2600 دولار في حين أن 10 آلاف ريال إيراني قيمتها الآن 10 سنتات وللتذكير كانت 10 آلاف ريال إيراني عام 1979 أي قبل الثورة تساوي 150 دولاراً.
هذه باختصار النتائج النهائية لمجمل ما قام به هذا النظام بعد أربعين عاماً من محاولات الهيمنة والسيطرة والحرب بالوكالة لإضعاف السعودية اقتصادياً ولزحزحتها عن موقع الزعامة الإسلامية والعربية.
دع عنك جميع المؤشرات التي تدور خارج نطاق هذه الأرقام، فكلها مؤشرات تقيس بها نجاحها في امتلاك إيران للوسائل إنما ذلك لا يعني أن تلك الوسائل نجحت في تحقيق الهدف.
جميع ما تتشدق به إيران من نجاحات فهي امتلاكها مزيداً من الوسائل لا الغايات، فمهما نجحت في كسب الوسائل والحظو بها فإنها فيما لم تقربك من هدفك فأنت مهزوم، وستصبح تلك الوسائل عبئاً عليك والتزاماً يثقل كاهلك، فالأهداف تبقى ثابتة وقد كانت التأثير على قدرات المملكة ونموها الاقتصادي من أجل إضعافها وعزلها وتنحيتها، أما الوسائل فقد تعددت وتنوعت وكلما فشلت وسيلة ستجد نفسك مجبراً على التخلي عنها وتغييرها بأخرى.
خلال الأربعين عاماً بنت إيران جيشاً بالوكالة ونشرت من خلاله جميع أنواع الإرهاب والدمار والتخريب في كل بقعة محيطة بالمملكة العربية السعودية وداخل الأراضي السعودية وبتكلفة زادت على المليارات من الدولارات بهدف إشغال المملكة العربية السعودية واستنزاف مواردها في صد تلك الهجمات وردها دفاعاً عن السيادة السعودية وتلك كانت واحدة من عدة وسائل والنتيجة هي تلك الأرقام التي تدل على نمو الاقتصاد السعودي ورفاهية الشعب وتمسكه بقيادته مقابل إفقار الشعب الإيراني وثورته ضد قيادته.
أربعون عاماً عملت على بناء التحالفات الاستراتيجية مع أوروبا وروسيا ومع الصين ومع الإدارة الأميركية السابقة وعملت على عقد الصفقات وبناء الشبكات الدبلوماسية والإعلامية وأدوات سخرتها لإضعاف المملكة ومن أجل حمايتها ومساعدتها في حربها الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية والنتيجة هي الحصار عليها.
دع عنك كل ما أنفقته من أموال من أجل نشر التشيع الصفوي وشراء الذمم وغيرها من وسائل عاطفية لكسب ود الشعوب، دع عنك كل التصريحات.. دع عنك ما يهذي به روحاني وقاسمي أو خامنئي نفسه، فتلك الأرقام هي النتيجة النهائية.