توقيت القاهرة المحلي 22:02:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السائح الأحمق

  مصر اليوم -

السائح الأحمق

بقلم - سوسن الشاعر

دفعت السفارة الإيطالية في ألبانيا فاتورة مطعم لم يسددها سياح إيطاليون في مدينة بيرات بعد التدخل الشخصي لرئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني.

وكشف رئيس الوزراء الألباني إيدي راما أنه تحدث إلى ميلوني التي زارت بلاده الأسبوع الماضي لتمضية عطلة، حول مجموعة من السياح الإيطاليين الذين اختفوا من دون دفع فاتورة مطعم قصدوه في المدينة التاريخية المدرجة في قائمة «اليونيسكو».

وروى راما لصحيفة «لا ستامبا» الإيطالية اليومية: «أمرت ميلوني السفير بالذهاب ودفع فاتورة هؤلاء الحمقى، من فضلك، وأصدِر بياناً! لا يمكن أن تشوّه سمعة إيطاليا بهذه الطريقة!».

وتصدّر خبر مغادرة هؤلاء السياح من دون دفع فاتورتهم عناوين وسائل الإعلام الألبانية وانتشر على نطاق واسع عبر الشبكات الاجتماعية.

من جهتها، أكدت السفارة الإيطالية في ألبانيا الجمعة أنها سددت فاتورة بقيمة 80 يورو لم تدفعها هذه المجموعة المؤلفة من أربعة سياح إيطاليين.

ترى كم تبلغ قيمة فاتورة السياح العرب بسبب ما كان عليهم دفعه نتيجة سوء تصرف أو سلوك أحمق، ظنوا فيه أنهم فوق القانون لأنهم في بلد أجنبي لا يعرفهم فيه أحد كما فعل هؤلاء الإيطاليون في ألبانيا، وكبدوا دولتهم ثمن حماقتهم؟

تتحفنا وسائل التواصل الاجتماعي بالكثير من المشاهد المخزية والمؤسفة التي يرتكبها السائح العربي في الدول الأجنبية، وحين تقرأ التعليقات العربية التي في أسفل الفيديو تجد أن أغلبها يطالب دول هؤلاء «الحمقى» بسحب جوازاتهم أو معاقبتهم بمنعهم من السفر، والقصد هو الحفاظ على سمعة الدولة وشعبها، إذ شئنا أم أبينا فإن تصرفات الشخص خارج بلده تدفع الدولة ثمنها، إما ماديا أو معنويا، وهذا ما قالته رئيسة وزراء إيطاليا: «لا يمكن أن تشوه سمعة إيطاليا بهذه الطريقة... سندفع فاتورة هؤلاء الحمقى».

فمثلما نتحدث عن إساءة بعض الشعوب للسائح العربي عموما، فلنتحدث عن سوء تصرفات الكثير منا، من «الحمقى» الذين تشوه تصرفاتهم سمعتنا، ولنكن صريحين مع أنفسنا، بأن هناك سوء تربية واستهتارا وجهلا عند بعض السياح الخليجيين، فمنا من يترك المكان وهو أقذر، ومن يزعج من حوله، ومن لا يحترم العاملين، ومن يسيء الأدب، ومن لا يعلم أطفاله القيم والمبادئ التي تخص احترام الآدمية، فتجد الأطفال يتعاملون مع الآخرين الذين يعملون في الفنادق والمطاعم معاملة سيئة فينقلون أخطاءهم معهم، فإن تم تنبيه الطفل لسوء تصرفه فزعت الأم، كما تفعل في بلدها حين توبخ المدرسة ابنها، فتفزع للدفاع عن طفلها الذي يصل طوله إلى طولها، ونعتقد أننا ما دمنا ندفع ثمن إقامتنا، فإنه يجوز لنا أن نقلل من احترام الآخرين، وأن نحدث الفوضى ويعيث أطفالنا في المكان فسادا... فبفلوسنا نستطيع أن نفعل ما نشاء.

وبدلا من أن تكون فضائحنا محلية بين جدراننا ننقلها للخارج وبصوت مرتفع، بل وندافع عن حماقتنا!

لا بد أولا من الإقرار بأن ثمن ما نقوم به لا ندفعه وحدنا بل تدفعه دولتنا معنا، لا بد من الإقرار بأن هناك أعداداً ليست بالقليلة من تلك الفئة، فلا نقلل المشكلة بإضافة كلمة «البعض»، فمع الأسف لا، ليس البعض، بل شريحة ليست بالقليلة، نراها بأم أعيننا ونشيح بوجوهنا عن تصرفاتهم ونتحسر على سمعتنا، بل إن كثيرا من المسافرين العرب يتجنبون السفر إلى دول يكثر فيها عدد السياح العرب، أو يتجنبون فترة وجودهم هناك.

لنعترف أنه لا سبيل لتوعية هذه الفئة بالنصائح والشعارات مثل «كن سفيرا لبلدك»، تلك العبارة التي نكررها لكل مواطن حين يغادر عبر المنافذ، بل لا بد من تشريعات تحمل هذه الشريحة -حين عودتها- ثمن حماقتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السائح الأحمق السائح الأحمق



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon