توقيت القاهرة المحلي 17:17:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من أجل الفلسطينيين

  مصر اليوم -

من أجل الفلسطينيين

بقلم - سوسن الشاعر

نتمنى أن ينتهي النقاش والجدل المتكرر بين العرب، في كل مرة يفرض خيار «حمساوي» نفسه على الفلسطينيين وعلى العرب.

ليس هناك أحد ضد الفلسطينيين وضد قضيتهم حتى نتجادل بهذا الشكل الذي يخوِّن فيه بعضنا بعضاً، وليس هناك من لا يعرف أن الإسرائيليين والغرب متواطئان في التغاضي عن حقوق الفلسطينيين، إنما ليس الكل، سواء كان فلسطينياً أو عربياً مع الخيار الـ«حمساوي» في الوصول للأهداف المشتركة ذاتها بيننا وبينهم، وهي إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس. مَن يتفق مع «حماس» ومَن يختلف متفق على الأهداف ذاتها، إنما الاختلاف حول الطريقة والأسلوب، وكل فريق هنا يُعيّر الآخر بأن طريقته لم تنفع.

فمن قائل إن المفاوضات لم تنفع بسبب إسرائيل وتعنتها وتخاذل العرب، ومن قائل إن الخيارات القتالية لم تنفع بسبب انفرادها وتهورها.

نتمنى أن يتوقف هذا الجدل العقيم المتكرر، إما أنك معي وإما ضدي، في كل مرة تختار «حماس» القيام بمغامرة بشكل منفرد، وبتوقيت يخدم غيرها.

انسوا كل هذا، وتذكروا أن أهل غزة الآن بين كماشة «حماس» واحتلال إسرائيل، فلا هذا رحمهم، ولا ذاك أخذ برأيهم، إذ قد تكون حساباتهم تختلف، شعب يريد أن يعيش بكرامة، وبلا خوف، ويحلم بمستقبل، إنما لا الاحتلال ولا «حماس» يتركان لهم فرصة، بين حصار وحصار، حصار يجوعهم، وحصار يفرض عليهم الموت، فما الفرق؟ ميت في الحالتين.

هل سُئلوا؟ هل خُيّروا؟ وهل كانت لـ«حماس» خيارات أخرى؟

نعم، كان أمامهم التفكير في أكثر من مليوني إنسان يحتاجون لتأمين وحماية، ومن أجل ذلك كان يجب توحيد كلمة الفلسطينيين أولاً، وقبل أي شيء بين الضفة والقطاع، وجعل القرار فلسطينياً صرفاً خالصاً، يراعي مصالح أهله في الطريقة والتوقيت، إنما هذا الخيار فقد أصرت «حماس» على الابتعاد عنه مسافات، ورفضته على الرغم من كل المحاولات التي بذلت من أجل توحيد الصف الفلسطيني، وحتى تعهدهم مع السلطة الفلسطينية، أمام الكعبة، لم يلزمهم ولم يفلح معهم.

نعم، كان أمامهم التنسيق على الأقل مع السلطة الفلسطينية، وتوزيع الأدوار بينهما.

كان أمامهم الاتفاق والتفاهم مع الدول العربية التي وضعت قضيتهم نصب أعينها، وجعلتهم شرطاً من شروط السلام، مثل المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، لكنهم اختاروا غير ذلك، وشنوا حرباً على كل أشقائهم قبل أن يشنوها على الإسرائيليين.

«حماس» شنّت حربها على كل مَن ستستعين به من أجل وقف إطلاق النار لاحقاً، وستستعين به من أجل إعادة الإعمار لاحقاً، وانساقت وراء من لم يقدم لأهل غزة وفلسطين حجراً يبنون به منزلاً، أو مستشفى يعالجون به مريضاً، أو مدرسة تضم أطفالها.

اختارت «حماس» توقيتاً ظنت أنه يناسبها، ولم تكن لتخسر شيئاً إضافياً غير خسائرها لو أنها انتظرت لترى النتيجة النهائية فيما يخص القضية.

لكن «حماس» اختارت، بل ظنت، أنها ستفرض خيارها هذا على الجميع، وإلا سيكون خائناً للفلسطينيين والقضية الفلسطينية، فهم -رغماً عن أنف أي فلسطيني- يعلنون أنهم «الممثل الوحيد والحصري» للفلسطينيين.

من أجل الفلسطينيين الآن، تعمل كل القوى العربية المحبة لهم، لحمايتهم، والحفاظ على سلامتهم وحياتهم. من أجل الفلسطينيين أوقفت المفاوضات الباحثة عن حلول للسلام لهم، وعادت المفاوضات الباحثة عن أدنى درجات السلامة لهم، والفرق كبير، وكبير جداً، وهو يحكي باختصار قصة حصار الفلسطينيين بين الاحتلال ومن يمثلهم.

وختاماً، فلا يطول جدالنا مزايدة على خيارات بقية العرب، ومنها الدول الخليجية، فكل دولة تنظر لمصلحة قضاياها الوطنية وأهدافها، وليست على استعداد أبداً، مهما بلغت أهمية القضية الفلسطينية ومكانتها، أن تعطل أهدافها أو تلغيها، فهناك مسؤولية تحملها في أعناقها من أجل أبنائها ومستقبلها، هي على استعداد لتقديم العون والمساعدة دبلوماسياً وإنسانياً للفلسطينيين المحاصرين بين الاحتلال الإسرائيلي والارتهان الـ«حمساوي»، إنما دون أن تتوقف عجلة التنمية لمواطنيها، ومن أراد المزايدة على قرار دولته فليتقدم وأبناؤه ويترك «الكي بورد»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أجل الفلسطينيين من أجل الفلسطينيين



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon