توقيت القاهرة المحلي 22:02:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قصة نجاح مصرية بامتياز

  مصر اليوم -

قصة نجاح مصرية بامتياز

سوسن الشاعر
بقلم - سوسن الشاعر

مصر تقوم بأكبر مشروع أمني قومي استراتيجي لحماية جبهتها الشرقية في سيناء، ويعتبر قصة نجاح على أكثر من صعيد.
فلم يقتصر المشروع على إعادة إعمار وبناء منطقة سيناء من أجل السيطرة على الجماعات الإرهابية التي اتخذتها مركزا لها، بل امتد المشروع المصري إلى إعادة إعمار قطاع غزة أيضاً، أي أن مصر الآن تشرف على ضفتي سيناء مما يعد ذكاء استراتيجيا، وسيسهم بشكل كبير في أمن واستقرار هذه الجبهة الشرقية.
فبالرغم مما تكابده مصر من مال ومن جهد في هذا المشروع، إلا أن النظرة الاستراتيجية البعيدة للقيادة المصرية أدركت أن هذا المشروع أي إعادة إعمار غزة سيساهم في السيطرة على عمليات التهريب، من خلال حفر الأنفاق المستمر بين القطاع وسيناء، كما أن تخفيف حدة المعاناة عن الشعب الفلسطيني في القطاع من شأنه أيضاً أن يساهم في الاستقرار الأمني، مما سينعكس على مصر بالتأكيد.
لذلك حين كان القصف الإسرائيلي على قطاع غزة في مايو (أيار) العام الماضي محتدما تدخلت مصر وبدأت المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار وعقد الهدنة، واستخدمت مصر في المفاوضات وسيلة ذكية جدا لمساعدة الطرفين (الإسرائيلي والفلسطيني) على التوصل إلى اتفاق حين أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مبادرة مصرية لإعادة إعمار غزة، ومنحة مصرية تقدر بـ500 مليون دولار لهذه المبادرة، والقصف حينها ما زال مستمرا وذلك في باريس حين كان السيسي يجري مباحثاته مع ماكرون.
وحين توقف القصف في 21 مايو، استضافت مصر فصائل فلسطينية من الطرفين من السلطة ومن حماس فحصل الخلاف على من سيكون مسؤولا عن المنحة ومن سيعيد الإعمار! وهذه واحدة من أهم مهددات الأمن العربي القومي والمصري، ناهيك عما يدفعه الشعب الفلسطيني من هذا الانقسام من ثمن باهظ. حتى اضطرت مصر إلى الإعلان عن تشكيل لجنة مصرية برئاستها، حيث كشفت مصادر رفيعة المستوى في آخر يوم من شهر مايو الماضي عن تشكيل جمهورية مصر العربية اللجنة المصرية العليا لإعادة إعمار غزة.
وقالت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها إن مصر أبلغت الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية والجهات المسؤولة بغزة رسمياً، بتشكيل اللجنة المصرية العليا لإعادة إعمار غزة والتي ستتولى تنفيذ رؤية القاهرة بشأن الإعمار.
وأشارت المصادر إلى أن السلطة الفلسطينية أرسلت وفداً للقاهرة لبحث واستطلاع قرار تشكيل اللجنة المصرية، مشيرةً إلى أن وفد السلطة متمسك بأنهم المسؤولون عن عملية الإعمار، وأكدت المصادر أن الإعلان عن تشكيل اللجنة جاء من مصر لتجاوز الخلافات الحالية بين حركتي فتح وحماس حول الإعمار، والذي بدا جلياً خلال استقبال الفصائل في القاهرة.
وخلال 65 يوما فقط تمت المرحلة الأولى من المشروع حيث دخلت الجرافات المصرية، وأزالت ما مقداره 85 ألف متر مكعب من الركام خلفه القصف الذي هدم 3000 مسكن.
وانتهت اللجنة المصرية من وضع التصاميم خلال الشهور الثلاثة الأولى من إطلاق المبادرة لإنجاز 6 مشاريع منها ثلاث مدن سكنية وجسران رئيسان وكورنيش غزة.
مصر دخلت بمعداتها بشركاتها بمهندسيها بخبرتها وبإدارتها وبإشرافها، وتم إشراك مقاولين فلسطينيين والشركات الفلسطينية القادرة بتوجيه من القيادة الفلسطينية.
ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» يوم الأربعاء الماضي عن منسق لجنة الإعمار المصرية محمد العسكري التي اتخذت لها مقراً في غزة «أنه تم وضع حجر الأساس للمشاريع الإسكانية في ثلاث مناطق رئيسية في قطاع غزة، أكبرها منطقة الزهراء جنوباً، والتي تبلغ مساحاتها المخصصة للمنحة المصرية 140 دونماً، بواقع 2200 وحدة سكنية».
وتحمل المناطق السكنية المصرية الثلاث، اسم «دار مصر»، ويقع ثاني المشاريع الإسكانية في منطقة الكرامة في غزة، بواقع 40 دونماً، والمنطقة الثالثة في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع بواقع 40 دونماً. وستبلغ الوحدات السكنية في المدينة الواحدة 660 وحدة، بمساحة 120 متراً للشقة الواحدة، وفق العسكري الذي أفاد بأنها ستبنى بأحدث المواصفات العالمية، وستحمل بين جنباتها كل ما يحتاج إليه السكان من مرافق ومشافٍ ومساجد ونوادٍ.
وذكر أن المدن الإسكانية الثلاث ستخصص لعدد من فئات المجتمع الفلسطيني، وستمنح الأولوية لأصحاب المنازل المدمرة في الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة صيف العام الماضي، ولأصحاب الدخل المتوسط. انتهى.
مصر لم تساهم في حفظ أمنها القومي فقط، إنما خففت المعاناة عن الشعب الفلسطيني وساهمت في الاقتصاد في القطاع من خلال إشراك عدد من الشركات الفلسطينية، وكذلك للشركات والمقاولين المصريين، لذلك يعتبر المشروع قصة نجاح مصرية بامتياز.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة نجاح مصرية بامتياز قصة نجاح مصرية بامتياز



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon