توقيت القاهرة المحلي 22:02:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قطر وتركيا ما بعد خاشقجي

  مصر اليوم -

قطر وتركيا ما بعد خاشقجي

بقلم - سوسن الشاعر

كان التنسيق والتكامل القطري - التركي في التحريض على المملكة العربية السعودية واضحاً، ولا يحتاج الأمر إلى كثير من الذكاء لمعرفة حجم تبادل الأدوار بينهما في موضوع خاشقجي: تركيا تسرب المعلومات، وقطر تستغل «الجزيرة» وتحرك الماكينة الإعلامية؛ بدءاً بـ«الجزيرة»، مروراً بكل قناة تلفزيونية أو صحيفة تتعطش لمثل هذه الأخبار.
كانت تركيا هي المزود، وقطر هي الممول والمحرك، وحاولتا على مدى شهر ونصف الشهر أن تحققا «أهدافاً» طموحة جداً، وبسقف عالٍ من التمنيات، ولكنهما فشلتا. ومهما حاولت قطر أو تركيا أن تبقيا على قضية خاشقجي مشتعلة، فإنهما فشلتا فشلاً ذريعاً؛ فشلتا في جولة ولي العهد في الدول العربية، وفشلتا في الأرجنتين، وفشلتا بطبيعة الحال في تحريض الحكومات في أوروبا أو أميركا أو روسيا أو الصين، فتواضعتا في أحلامهما قليلاً، ونقلتا حملة الضغط للأحزاب ووسائل الإعلام والمنظمات، علها تضغط على الحكومات. ومع ذلك، فشلتا فشلاً ذريعاً.
في هذه المعركة، ألقت قطر بكل حملها وثقلها، وفعلت ما في وسعها، وحرقت جميع مراكبها على الشاطئ الخليجي، من أجل تحقيق «أوهامها» - ولا نقول أهدافها - بالتحريض على نظام الحكم، وبتحريض المجتمع الدولي على المملكة العربية السعودية.
لا أعتقد أن هناك، بعد ما فعلته قطر في أزمة خاشقجي، من يجرؤ على التوسط لها، من بعد تجنيد كل طاقتها للإضرار بالسعودية، بالشكل الذي قامت به منذ أكتوبر (تشرين الأول) إلى الآن.
لا أعتقد أن أحداً يفكر في الحديث مع أي من دول التحالف عن فتح صفحة جديدة مع هذا النظام.
الأزمة القطرية مع دول التحالف قبل قضية خاشقجي كانت في مرحلة، ومن بعد قضية خاشقجي انتقلت إلى مرحلة جديدة؛ لقد حفرت قطر بيدها خندقاً، وبنت حائطاً، لذلك أعلنت دول التحالف فوراً أنه لا صلح ولا تغير موقف، وما زالت على عهدها متحالفة، وشروطها الثلاثة عشر كما هي، لتسدل الستار على أي محاولة جديدة للتوسط.
المضحك في الأمر أن تركيا، التي قادت الحملة مع قطر وكانت المزود الرئيسي لها بالمعلومات، تركت لها عدة أبواب للعودة في علاقاتها مع السعودية، لأنها تعرف من هي المملكة العربية السعودية، فكانت تناور من خلال تصريح سامٍ وتصريح معسول: وزير الخارجية أوغلو يصرح يوماً بأن تركيا ستدول القضية، وتنقلها للأمم المتحدة، ثم يأتي في يوم آخر ويصرح بأن العلاقات التركية - السعودية لن تتأثر بقضية خاشقجي. ففي الثالث والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني)، على سبيل المثال، قال شاويش أوغلو، رداً على سؤال حول الأخبار المتداولة بخصوص حصول الاستخبارات الأميركية على تسجيل صوتي يشير إلى ولي العهد السعودي في قضية قتل خاشقجي، إن تركيا لم تذكر أي أسماء في تصريحاتها بخصوص الجريمة، وإنه لا يمكنها أن توجه الاتهام لأحد دون وجود دليل قاطع!
وأفاد الدبلوماسي التركي بأن «أنقرة لا ترغب في أن تسوء علاقاتها مع الرياض، وتسعى لتطويرها، إلا أنها في الوقت نفسه عازمة على كشف الحقيقة كاملة بخصوص قضية خاشقجي»، مشيراً في السياق إلى أن الرياض لا تتعاون مع تركيا كما ينبغي بخصوص التحقيقات في القضية.
على الأقل، أبقت تركيا على بعض الأبواب مفتوحة، في حال فشلها في مساعيها وخطتها الخبيثة: تقطع حبلاً، وتمد آخر، وتلك مناورة سياسية مكشوفة واضحة. وهنا، تتحرك الخبرة، وهذه هي السياسة: ألا تحرق كل أوراقك، ولا تقطع على نفسك طريق العودة. إنما السذاجة القطرية هي التي قادتها إلى أن تتبرع، وتكون هي وحدها في واجهة المدفع. وقبلت قطر بأن تحرق جميع مراكبها، وتعلنها حرباً سافرة، ظناً منها أن هذه المرة ستصيب وستنجح.
انتهت القصة وقطر أبعد ما يكون؛ نراها نقطة صغيرة تسبح وحدها في فضاء منعزل، منسلخة عن الروح الخليجية العربية، في حين تركيا ما زالت تناور: تفتح باباً وتغلق آخر، تريد أن تستفيد ولا تريد أن تخسر؛ يجري كل ذلك ودول التحالف الأربع (مصر والبحرين والإمارات والمملكة العربية السعودية) على وعي ودراية تامة بالموقف التركي... دعك من المجاملات الدبلوماسية.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر وتركيا ما بعد خاشقجي قطر وتركيا ما بعد خاشقجي



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon