توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أميركا جمهورية موز...!

  مصر اليوم -

أميركا جمهورية موز

بقلم - سوسن الشاعر

وسيلة الملاحقة القانونية وإشهار سيف العدالة ضد منافسي الرئاسة ظاهرة تنتمي للعالم الثالث فقط، والأمثلة كثيرة... إنما أن تبرز هذه الظاهرة في مركز الديمقراطية العالمية بالولايات المتحدة الأميركية، فإن ذلك منعطف تاريخي مهم جداً، ومتى؟ في عهد الحزب الديمقراطي ذات نفسه.
يذكرني دونالد ترمب وهو يتهم الديمقراطيين بأنهم يقفون وراء الإجراءات القانونية غير المسبوقة ضده في التاريخ الأميركي، لأنه أعلن عن ترشحه للرئاسة ومنافسة جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي لعام 2024، بادعاءات المصري أيمن نور الذي خاض السباق الرئاسي عام 2008 والذي قال إن الإجراءات القانونية المضادة له وتهم التزوير التي أدين بها كانت من أجل منعه من الترشيح ضد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، وهو ما يقوله ترمب، فيا للمفارقة.
هذا هو حال الولايات المتحدة الأميركية الآن باختصار، منع المنافسين على الرئاسة باستخدام سلاح القانون والعدالة، تماماً كأي دولة من دول العالم الثالث، وتماماً كما كانوا ينتقدون الدول العربية التي تعتقل حكوماتها المعارضين وتلاحقهم قانونياً وتصدر الأحكام ضدهم.
اليوم تتم ملاحقة ترمب قانونياً، بينما يدعي البيت الأبيض بأن القضاء الأميركي مستقل، وبأن جو بايدن لم يكن على علم بنية الادعاء العام بمداهمة منزل ترمب وتفتيشه، وبأنه علم بالأمر كأي أميركي آخر من خلال وسائل الإعلام!
في حين صرح ترمب بأنه ومنذ 2018، وهناك محاولات مستميتة لإدانته بتهم عديدة جرت أثناء ولايته من أجل عزله، والآن من أجل منعه من الترشح، فقال: «سنوات من العمل وعشرات الملايين من الدولارات على ملحمة التشويه الطويلة هذه، ولكن من دون جدوى».
تم اتهامه بأنه تهرب من الضرائب، ثم وجهت له تهمة تحريض أنصاره على اقتحام مبنى الكونغرس، ثم وجهت له تهمة حيازة مستندات سرية وإخراجها من البيت الأبيض من دون إذن، وجرت مداهمة منزله وتفتيشه، وتم استدعاؤه للتحقيق، وهكذا تستمر محاولات الديمقراطيين من أجل منعه من الوصول إلى البيت الأبيض مرة أخرى.
هل تجاوز ترمب عن الواقع كثيراً حين وصف تلك المحاولات بأنها تجعل الولايات المتحدة الأميركية دولة من دول العالم الثالث أو جمهورية للموز، على حد تعبيره؟
«لم يحصل شيء كهذا لرئيس للولايات المتحدة من قبل». وندد بما وصفه «سوء سلوك من جانب الادعاء العام» و«استخدام لنظام العدالة كسلاح» من جانب «الديمقراطيين من اليسار المتطرف الذي يحاول بشكل يائس منعي من الترشح للرئاسة في 2024».
وسارع كبار الجمهوريين لإظهار الدعم للرئيس السابق الذي لم يكن حاضراً في مارالاغو عند حصول الدهم. وعبر مايك بنس، النائب السابق لترمب، والمنافس المحتمل في 2024، عن «قلق عميق» إزاء تفتيش منزل ترمب، وقال إنها تنم عن «انحياز حزبي» من جانب وزارة العدل. ووصفت النائبة الجمهورية إليز ستيفانيك ما حصل بأنه «يوم مظلم في التاريخ الأميركي». وغردت قائلة: «إذا كان بإمكان مكتب التحقيقات الفيدرالي مداهمة رئيس أميركي، تخيل ما الذي يمكن أن يفعلوه بك».
ويدافع الديمقراطيون عن تلك الإجراءات بأنها مثال حي على أنه لا أحد فوق القانون، بمن فيهم الرؤساء السابقون.
والسؤال هو: هل ترمب يلاحق قانونياً من دون اعتبار لمنصبه السابق؟ أم يلاحق منعاً لتوليه منصباً لاحقاً؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا جمهورية موز أميركا جمهورية موز



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon