توقيت القاهرة المحلي 21:39:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ظل أوباما المدمر

  مصر اليوم -

ظل أوباما المدمر

بقلم - سوسن الشاعر

إدارة أوباما تقضي على البقية الباقية من هيبة ومكانة «الرئاسة الأميركية» وهي تحاول إعادة الأضواء لها بعد أن فشل الرئيس بايدن في أن يملأ مقعده الرئاسي، فشعبيته في تدنٍ، ونومه وزلات لسانه لم تعد قابلة للترقيع أكثر من ذلك، فتأتي الإدارة السابقة وتزيد الطين بلة وهي تحاول مساعدته، إذ تؤكد حالة الإفلاس التي يعاني منها بايدن سوء اختيارهم لبايدن كواجهة تمكنهم من الاستمرار لولاية ثالثة، فلم يكن قراراً سليماً، فإن فشلوا في اختيار من يمثلهم، فهل سيجيدون اتخاذ قرارات تمثل مصالح الشعب الأميركي؟
ارتكب فريق أوباما الخطأ الأكبر وهو يحاول أن يساعد جو بايدن في تحسين صورته المتدهورة كرئيس. يعتقد أوباما الذي سعد بالاهتمام به والأضواء المسلطة عليه أكثر من رئيس الولايات المتحدة في الحفل الذي أقيم بالبيت الأبيض، أن المزحة التي تبادلها الاثنان بقيت مزحة، وذلك حين نادى أوباما نائبه السابق بالنائب، إنما أثر تلك المزحة كان تأكيداً لما يتداوله الناس لا نفيه. الواقع كان ذلك الخطأ الكبير الذي قضى به أوباما على آخر صورة من صور الهيبة الأميركية محلياً ودولياً، إذ ألقى مزيداً من الظل القاتم على بايدن لا الضوء، وأصبح المنظر كوميديا محزنة ويدعو للرثاء حتى أن الأميركيين يعلقون منذ الأسبوع الماضي على شكل رئيسهم وهو منبوذ يبحث عمن يحدثه فلا يجد بعد أن أدار الجميع له ظهره... منظر محزن لصورة رئيس الولايات المتحدة وهو ضائع حرفياً في مقر إقامته وفي عقر داره في الحفل الذي أقامه جو بايدن في البيت الأبيض بحضور رئيسه السابق أوباما الذي يبدو كما لو أنه ما زال رئيسه فعلياً.
لقد بدا الرئيس تائهاً وسط الحضور لا يعرف أين يتجه وقد ترك وحيداً، وهي ليست المرة الأولى التي يتوه فيها ولا يعرف إلى أي اتجاه يذهب، في حين التف الجميع حول أوباما بمن فيهم نائبة بايدن التي أدارت ظهرها لرئيسها والتصقت بأوباما!!
فشل بايدن لن يلتصق به فقط بل بالعكس؛ إن مآل الوضع الاقتصادي من تضخم في الأسعار وارتفاع نسبة البطالة وزيادة أسعار الطاقة وتعرض الدولار لتهديدات غير مسبوقة... كلها نتيجة اختيار الديمقراطيين الخاطئ لبايدن لا بسبب بايدن بحد ذاته.
كل وسائل التلميع الإعلامية لزلاته للتغطية على علامات كبر السن لم تنجح في تبرئة الحزب من سوء اختياره، وكون الحزب يستعين بالإدارة السابقة لتلميع الحالية فذلك مؤشر على إفلاس خطير ولم يكن ورقة صائبة واستخدمت في الوقت الخاطئ، إذ هو وقت تحتاج فيه أميركا لرئيس قوي تواجه به السياسة الروسية.
الظل القاتم يمتد من الإدارة السابقة ليلقي بثقله وقتامته على الإدارة الحالية بامتياز وذلك حين فشلت في إدراك المتغيرات التي جرت في العشرة أعوام الماضية، وحثت الإدارة الحالية على إكمال ذات الطريق، حتى بعدما فشلت هي في تحقيق أهدافها إبان فترة حكمها، حتى أن وزيرة خارجيتهم السابقة هيلاري كلينتون تحاول العودة من جديد وسرقة الأضواء من الوزير الحالي بلينكن ولكنها عقدت الأمور أكثر، خصوصاً فيما يتعلق بالعلاقة بدول الشرق الأوسط وعلى رأسها العلاقة بالمملكة العربية السعودية.
فالوزيرة هيلاري تظهر وتشوح بعصاتها وجزرتها لدول المنطقة، وخاصة الخليجية منها، ألا تدرك الإدارة السابقة أن ظهورها الإعلامي من جديد زاد من حدة التباعد بين الحليفين في وقت يحتاجون فيه هذا الشرق، بل تم التأكيد على أن الإدارة الحالية ما هي إلا امتداد للسابقة التي كسرت أقوى تحالف دولي أسهم كثيراً في دعم الاقتصاد الأميركي وانعكس على المواطن الأميركي.
أما الخطأ الثالث فإن التحقيقات في فضائح هانتر بايدن ابن الرئيس بايدن تتوسع في هذا الوقت، وهي قضية تحتل المساحة الإعلامية الكبرى الآن في وسائل الإعلام الأميركية بما فيها صحف كانت موالية لبايدن أجبرت لأن تكف عن تجاهل القضية وتضطر لمتابعتها، وهيلاري المغيبة عن الواقع ما زالت تظهر في لقاءات تلفزيونية وتعطي النصائح الفاشلة المتخصصة بها كي يواصل بلينكن فشلها، ما خلق فرصة لفتح ملفات الفساد القديمة التي لم ينسها الناس بعد أن فضحتها مراسلاتها المسربة، لقد جددت ملفات الفساد للإدارة الحالية الذاكرة ونشطتها من جديد لتضع فضائح هذا الفريق (السابق والحالي) بالكامل على الطاولة من جديد.
كل هذه الظلال القاتمة ورائحة الفساد وصور الفشل صاحبت عودة جوقة أوباما من جديد للأضواء وألقت بظلالها على ما تبقى من صورة القوة العظمى للولايات المتحدة قبل أن تغطي على صورة رئيسها التائه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظل أوباما المدمر ظل أوباما المدمر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon