توقيت القاهرة المحلي 09:48:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التجمعات الاقتصادية وقضية التنمية

  مصر اليوم -

التجمعات الاقتصادية وقضية التنمية

بقلم - أحمد جلال

كثيرا ما يعتاد المرء ما يراه إلى حد عدم التساؤل عن ماهيته، وأسبابه، ونتائجه.

إحدى الظواهر التى اعتدناها ظاهرة التجمعات أو التكتلات الاقتصادية، مثل تجمع الصاغة والمشغولات السياحية فى خان الخليلى، أو الأثاث فى دمياط، أو السجاد والكليم اليدوى فى كرداسة.

لماذا تنشأ هذه التجمعات؟

وهل من الأفضل أن تنشأ بشكل طبيعى دون تدخل من الدولة، أم العكس هو الصحيح؟

وإذا كان للدولة والمجتمع الأهلى دور، فما هى الشروط الواجب توافرها لتحقيق الهدف التنموى المنشود؟

هذه أسئلة مهمة، ومن حسن الطالع أنها كانت محل نقاش فى المؤتمر السنوى السادس لمؤسسة النداء (أو المبادرة المصرية للتنمية المتكاملة)، الذى انعقد يومى 14 و15 من فبراير الجارى فى الأقصر، وشرفت بإدارة إحدى جلساته.

ضم الحضور نخبة متميزة من الحكومة، والأكاديميين ومنظمات المجتمع الأهلى، كما شهدت الجلسات عروضًا لتجارب دولية من الصين، والهند، والمغرب.

كانت النقاشات شديدة الثراء، لذا رأيت أن مشاركة القارئ الكريم معى فى بعض ما جاء فيها.

فيما يتعلق بالدوافع الكامنة وراء ظهور هذه التجمعات، يبدو أن السبب الرئيسى هو اعتقاد أعضائها أنها تتيح لهم فرصة للحصول على مزايا لا يستطيعون الحصول عليها فرادى.

هذه المزايا يمكن أن تأخذ شكلَ تكاملٍ فى الإنتاج أو التسويق، أو الاستفادة من التسهيلات المتاحة، أو جنى ثمار حملات الترويج الجماعية.

وقد يكون السبب أن التواجد فى موقع جغرافى معين يتيح الاستفادة من وفرة فى أحد عناصر الإنتاج (معادن أو منتجات زراعية بعينها على سبيل المثال)، أو تواجد صناعات مغذية قريبة، أو فرص تبنى ابتكارات تكنولوجية حديثة.

المفارقة هنا أن التعاون بين أعضاء هذه التجمعات لا يقف عائقًا ضد اشتعال التنافس بين أعضائها، وهذا يصب فى مصلحة المستهلك، ويدفع بمعدلات النمو إلى الأمام، ويحقق قدرًا من العدالة الاجتماعية عن طريق التشغيل، خاصة إذا كانت هذه التجمعات فى مناطق نائية أو فقيرة نسبيًا.

هل يتطلب إنشاء وتنمية هذه التجمعات تدخلًا مباشرا من الدولة؟

هناك من التجارب العالمية ما يساند وجهة النظر القائلة بأن هذه التجمعات يمكن أن تنجح دون دعم مباشر، ويشهد على ذلك أشهرها قاطبة: «سيليكون فالى» فى أمريكا، أو وادى التغليف فى إيطاليا، أو وادى صناعة الجلود فى البرازيل.

فى المقابل، هناك من التجارب الدولية ما يؤكد أن الدولة والمجتمع الأهلى، خاصة فى الدول النامية، مثل مصر، يمكن أن يساهما بدور إيجابى فى دعم هذه التجمعات، كما تشهد على ذلك التجارب التى تم عرضها فى المؤتمر، وتجربة مؤسسة النداء فى صعيد مصر.

إذا أخذنا بوجهة النظر الثانية، فما الشروط المطلوبة لنجاح جهود دعم التجمعات الاقتصادية؟

ظنى أن التجربة الهندية بها ما يستحق التوقف عنده، والاستفادة منه.

فى العرض الذى قدمه الدكتور تمال ساركر، المدير التنفيذى لمؤسسة تجمعات الصناعات الصغيرة والمتوسطة، أشار إلى أن التجمعات الاقتصادية تمثل مكونا مهما فى استراتيجية الهند التنموية، وأن مسؤولية تفعيل هذه الاستراتيجية لا تقتصر على وزارة الصناعات الصغيرة والمتوسطة، بل تشمل وزارات أخرى، وأجهزة متخصصة تابعة لها.

وأضاف أن ما تقدمه الدولة من دعم يأتى بناء على طلب من أصحاب المصلحة أنفسهم، أو من ينوب عنهم من المجتمع الأهلى، ويتم تقييم الطلبات وما يصاحبها من دراسات متكاملة منهجيًا، وأن الدعم قد يكون ماديا (مثل البنية الأساسية)، أو غير مادى (مثل التسويق والترويج والتكنولوجيا)، وأن الدولة تصر على المشاركة المادية لهذه التجمعات لضمان جديتها.

وأضاف أن القانون فى الهند يخصص 2% من الضرائب على أرباح الشركات لصالح هذه التجمعات، ولديهم بنوك تنمية إقليمية أنشئت لهذا الغرض.

فى مصر، لدينا مبادرات حكومية وغير حكومية لدعم التجمعات الاقتصادية، وبعضها حقق نجاحات تستحق الإشادة.

الإشكالية أن هذه المبادرات لا تتم فى إطار منظومة متكاملة، وبشراكة واضحة المعالم بين الأطراف المختلفة، ودون تقييم موضوعى لها.

كما أن منظمات المجتمع الأهلى لا تحظى بالرعاية الكافية من الدولة.

هذا يعنى أننا فى حاجة لإعادة النظر فى مسألة التجمعات الاقتصادية برمتها.

ومن يدرى؟ فقد نكتشف أنها تمثل مدخلًا تنمويًا فعالًا لدعم جهود الحكومة المركزية فى الدفع بالتنمية إلى الأمام.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التجمعات الاقتصادية وقضية التنمية التجمعات الاقتصادية وقضية التنمية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon