توقيت القاهرة المحلي 18:50:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المسكوت عنه فى خطاب مرشحى الرئاسة

  مصر اليوم -

المسكوت عنه فى خطاب مرشحى الرئاسة

بقلم - أحمد جلال

تابعت باهتمام شديد مؤتمر «حكاية وطن»، الذى استمر ثلاثة أيام (17- 19 يناير)، وأعلن فيه الرئيس ترشحه لفترة رئاسية ثانية، كما يسمح به الدستور. قبل ذلك، كنت متابعا جيدا لخطاب مرشحى الرئاسة السابقين، من انسحب منهم ومن بقى. هذه أحداث مهمة لأننا على أعتاب انتخابات رئاسية فى غضون أسابيع قليلة، وأننا من المفروض فى سبيلنا لوضع لبنة جديدة فى بناء دولة ديمقراطية حديثة.

والحقيقة أننى خرجت من هذه المتابعة بمشاعر مختلطة. من ناحية، وجدت خطاب الرئيس فى افتتاح المؤتمر صادقا فى محتواه ودقة أرقامه، كما كان صادقا فى الاعتراف بشجاعة المواطن المصرى على تحمل أعباء الإصلاح الاقتصادى. ولأن المرشحين الآخرين ليس لديهم سجل سابق فى سدة الرئاسة، جاء خطابهم مليئا بالنقد لما تم اتخاذه من قرارات، وأفكار عامة عما يمكن أن يقدموه لو فازوا فى الانتخابات. ما افتقدته فى كل ما قيل من قبل كل المرشحين حتى الآن أمور ثلاثة:

■ أولا، الحديث عن المستقبل، وليس النظر إلى الوراء، إيجابا أو سلبا.

■ ثانيا، الحديث عن خطوات إصلاح المنظومة السياسية.

■ ثالثا، الحديث عن وعود محددة لحل مشاكل المواطنين، سواء كان ذلك فى الاقتصاد (مثل التضخم والبطالة)، أو العدالة الاجتماعية (مثل الضرائب والتعليم والصحة)، أو السياسة (مثل قانون التظاهر)، أو الثقافة (خاصة فيما يتعلق بدور الدولة).

لتوضيح ما أعنيه، دعونا نبدأ بمسألة الحديث عن المستقبل. من متابعتى للانتخابات الرئاسية فى دول كثيرة، عادة ما يكون الجدل بين مرشحى الرئاسة حول البدائل التى يعتقدون أنها صحيحة للتغلب على المشاكل التى تهم الناخبين. صحيح أن إنجازات المرشح السابقة يمكن اعتبارها دليلا عل قدرته على الفعل، لكن المشاكل تتجدد مع الوقت، وما كان صالحا كحل فى مرحلة معينة قد لا يكون كذلك فى مرحلة لاحقة. فضلا عن ذلك، ليس هناك حلول وحيدة وقاطعة للمشاكل، ولذلك فإن الصالح العام يقتضى تمحيص البدائل المختلفة واختيار أفضلها. لهذه الأسباب، الحديث عن المستقبل من شأنه أن يساعد الناخب على بناء توقعات رشيدة، وبالتالى اتخاذ خيارات سديدة.

أما بالنسبة للحياة السياسية، فليس هناك شك فى أننا لم نصل بعد إلى مرحلة كافية من نضج فى الممارسات الديمقراطية، وأننا لم نقم بتفعيل كامل للدستور حتى الآن، وذلك بعد ثورتين على نظام لم يكن محل رضاء المواطنين. الدليل على ذلك أن الحكومات التى تلت ثورة يناير 2011 لم تأت من حزب أو أحزاب سياسية بعينها، وأن المعارضة مازالت غير منظمة أو فاعلة، وأن استقلال الإعلام مازال محل نقاش، وأن دور الجمعيات الأهلية مازال محل شك. وإذا كانت أمريكا مستمرة فى بحثها حتى الآن عن طرق تضمن بها سلامة نظامها السياسى، مثل موضوع تمويل الحملات الانتخابية، فما بالك بدولة كمصر، وهى تمر بمرحلة تحول من نظام يكاد يكون شموليا إلى نظام أكثر انفتاحا. الفكرة هنا أن حاجتنا للإصلاح السياسى أكثر إلحاحا من غيرنا، خاصة أن التجارب الدولية تشير إلى أن طبيعة النظام السياسى هى التى تمثل الفارق الأكثر تأثيرا فى مصائر الأمم. ببساطة، نحن فى حاجة إلى خريطة طريق للإصلاح السياسى، كما نحن فى حاجة إلى خريطة طريق للإصلاح الاقتصادى والاجتماعى والثقافى.

وأخيرا، فيما يتعلق بالوعود الرئاسية، ظنى أن المواطن أو الناخب يريد أن يسمع من المرشحين متى وكيف تتحقق آماله فى حياة أفضل فى موضوعات محددة. أهمية التصريح بهذه الوعود أثناء الحملات الانتخابية أننا لم نصل بعد إلى مرحلة يتم فيها انتخاب المرشح الرئاسى من أحزاب راسخة الأقدام وذات توجهات معروفة بتحيزاتها مسبقا، مثل الحزبين الديمقراطى والجمهورى فى أمريكا، أو حزبى العمال والمحافظين فى إنجلترا. وإذا كانت الانتخابات نوعا من التعاقد بين مرشحى الرئاسة والمواطنين، أظن أن من حق الناخب أن يعرف شروط هذا التعاقد مسبقا حتى يدلى بصوته على بينة.

عودة إلى خطاب مرشحى الرئاسة، كل ما أرجوه أن يتسع صدرهم للحديث عن بعض ما هو مسكوت عنه. التجربة الديمقراطية فى مصر مازالت فى بدايتها، وهى تجربة تستحق أن نعطيها جميعا كل فرص النجاح من أجل بلد نحبه كثيرا، ونتمنى له نهضة غير مسبوقة.

نقلا عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسكوت عنه فى خطاب مرشحى الرئاسة المسكوت عنه فى خطاب مرشحى الرئاسة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon