توقيت القاهرة المحلي 09:08:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشاطر صلاح والحلوة فرح

  مصر اليوم -

الشاطر صلاح والحلوة فرح

بقلم : داليا شمس

 حياتنا تشبه الحدوتة فى أحيان كثيرة عندما نسأل الأطفال فى النهاية: حلوة وإلا ملتوتة، فيردون من باب المناكفة: ملتووووتة، حتى لو أعجبتهم، وتنطلق ضحكاتهم ساخرة. حياتنا بها الساحرات والفاجرات والأميرات وأمنا الغولة والشاطر حسن الذى قد يتحول فى الخيال حاليا إلى الشاطر صلاح. يتدخل الأشرار لإفسادها وينجحون فى تحويل مجرى الأحداث لغباء البعض وسوء تصرفه، فتكون النهاية حزينة، أو تنسج خيوطها السعادة فتصبح بألوان قوس قزح، ويرددها الناس حول العالم كدليل على أن الحب والاجتهاد والإخلاص والشغف لابد وأن يكافئوا وينال أصحابها خير جزاء.

نتابع مثلا مسيرة بعض الذين نجحوا خارج المنظومة المصرية فصاروا مبرزين فى مجالهم واقتنصوا مكانة يستحقوها بفضل موهبتهم مثل الدكتور مجدى يعقوب أو لاعب الكرة محمد صلاح أو السوبرانو فاطمة سعيد، على اختلافهم، فنجد أشخاصا تنضح وجوهم بالذكاء والمثابرة والشغف. ونقابل بعدها شابة تحب الغناء، عيناها تبتسمان ترحبان بما هو آت، لها طلة واثقة حين تقف على المسرح لتؤدى عمل لداليدا أو مقطوعة من أوبرا «كارمن« لبيزيه وأخرى من أوبرا «لاكميه» لليو ديليب وثالثة من «شمشون ودليلة» لكامى سان صانس، فنتطلع إلى المستقبل بتفاؤل ونقول على رأى فيروز: إيه فى أمل! أمل أن تصبح هذه الفتاة اليافعة وهى فى نهاية العشرينات نجمة أوبرا لامعة باسم فرح الديبانى، وتعرف هى أيضا قصة نجاح دولية نفخر بها وتعطى لغيرها مزيدا من الثقة.

فى خضم ولعنا بمحمد صلاح، جاءت فرح الديبانى إلى مصر مع أعضاء أكاديمية أوبرا باريس مؤخرا ليقدموا حفلين، على المسرح الكبير بأوبرا القاهرة، وعلى مسرح سيد درويش بالإسكندرية، المدينة التى ولدت وعاشت بها قبل أن تسافر إلى برلين وهى فى الوحد والعشرين من عمرها. تدربت على يد السوبرانو نيفين علوبة، منذ سن الرابعة عشر، بعد أن اكتشف موهبتها مدرس الموسيقى بالمدرسة الألمانى الذى تعلمت على يده الغناء منذ الحادية عشر. إذا لم تقبل فى اختبار، فهى تعمل وتعمل وتحسن من مستواها لتجتازه مرة أخرى وتنجح، وهو ما فعلته بعدما سافرت إلى ألمانيا لاستكمال دراستها بالهندسة المعمارية والموسيقى فى آن واحد.

تنتقل من بلد إلى بلد وتندمج بمنتهى السهولة، فتقنع الناس ويحبوها كغيرها من أبناء المدينة الذى طالما ما كانت مفتوحة على الآخر. هى بنت البحر المتوسط، التى تقبل على كل ما هو جديد، وتنطلق بشعرها الطويل الكستنائى المتهدل كالصفصاف. تعترض طريق مطربة أوبرا مشهورة فتطلب منها أن تصبح تلميذة نجيبة لها، ومن بعدها صديقة. تحكى كيف كادت أن تفقد صوتها، وكيف حرمت من وسيلتها الأساسية فى التعبير عن النفس لمدة ستة أشهر، حتى تخلصت من مشكلة النتوءات على الأحبال الصوتية بعد تمرينات مكثفة، خوفا من إجراء عملية جراحية قد تؤثر على ما منحها الله من موهبة. ينتمى صوتها إلى نوع الميزو سوبرانو أى سوبرانو متوسط، فهو ليس فى حدة التينور للرجال أو السوبرانو للنساء ذو طبقة الأوكتاف الأعلى. تتدرب مع فنانين من جنسيات مختلفة جاءوا مثلها قبل سنتين إلى أكاديمية أوبرا باريس لتعلم واكتساب المزيد من الخبرة، وهى المصرية الأولى والوحيدة بينهم.

تحلم و تحلم و تحلم، مثلما كانت تفعل وهى صغيرة حين تسرح مع البحر، وهى تراه من شباك سيارة أهلها. تجرى بنظرها والخيال، كما لو كانت تؤكد أن الحدوتة لم تتنه بعد، بل مازالت فى بدايتها، فلنتابع الاسم ونرى ما سيحدث لكارمن المصرية، الباحثة عن الحرية والحب والفن. قد تسحرنا حكايتها هى الأخرى، إذا ما اكتملت، وتمهد الطريق لغيرها.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشاطر صلاح والحلوة فرح الشاطر صلاح والحلوة فرح



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon