توقيت القاهرة المحلي 05:49:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرامية السعادة

  مصر اليوم -

حرامية السعادة

بقلم - داليا شمس

الحياة بالقرب منهم أشبه بكمائن العنكبوت. يستدرجونك دوما إلى شباكهم الدقيقة كأنها عمل فنى وهندسى حقيقى. وكلما سعيت للفكاك تطاردك خيوطهم التى غزلوها بحنكة وخبرة وتمرس، مثلما أفضل مصانع النسيج. خيوط متشابكة تلتف من حولك، فلا تلبث تعرف الفارق بين السارق والمسروق، الجلاد والضحية.

سحرة قيد التدريب يلتهمون سعادتك التهاما، ثم يصيحون هل من مزيد؟ هؤلاء سواء كانوا أصدقاء أو معارف أو أقارب أو زملاء أو أحباب يسممون حياتك بآثارهم وتجاربهم وطاقاتهم السلبية، ويقومون إراديا أو غير إراديا بالتشويش على راداراتك الداخلية، فلا تنعم بالراحة فى وجودهم، وبالتالى البعد عنهم غنيمة. لأننا عندما تأخذنا بهم الشفقة ونحاول مساعدتهم، نتورط أكثر وأكثر فى ألاعيبهم، ولا نستطيع النجاة. يطاردونا كما تطارد العناكب فريستها وتنصب لها الأفخاخ.

***

تقول لنفسك: «لا يحق لها أن تسأل لمن الورد الأصفر؟«، لكن فعليا أنت تسمح لها بالولوج إلى عالمك السرى دون استئذان وتعطى لها الحق فى أن تحصل منك على إجابات، حتى لوكنت مقتنعا بالعكس، فهى تملك ذلك التأثير عليك، وتبتزك يوما بعد يوم باسم الصداقة التاريخية، ولا تدع لك مجالا بأن تسأل نفسك: هل كل علاقة قديمة، مرت عليها سنوات وسنوات، هى بالضرورة صحية أو سوية؟ أليست هناك علاقات كانت وليدة ظروف وانتهت؟

تصدق الأكاذيب كالأهبل، وتصدق الأقنعة، مرددا: «الأقنعة لا تعرف الكذب، هى الوجوه الحقيقية، وبما أننا فى أفريقيا السوداء، فلنؤمن بالأساطير مثل أهل القارة، ونقول إنها تشى بالشخوص المتعددين فى كل شخص«.

***

عندما تجلس إلى جوار أحدهم وهو يتمطى ويتثاءب، ثم ينسحب من السهرة ويتركك وأنت لا تعرف بالضبط ما الذى أصابك؟ ولماذا ركبك الهم وسوء الطالع؟ اهرب... اهرب ولا تعد إلى حيثما كنت، فمن الأفضل أن تتعلم الانسحاب من حياة هذا الشخص تدريجيا، فهو من فئة مصاصى الدماء أو حرامية السعادة المحترفين.

شكاء بكاء، لا يقبل بأى حلول سوف تطرحها، لأنه ببساطة لا يرغب فى حل، بل يهوى دور الضحية، ويجعلنا جميعا مسئولين معه عن وحدته أو فشله أو عقده، إلى ما غير ذلك. لا يريد التخلص من أثقاله، بل يريدنا أن نحملها معه على أكتافنا، ونظل نتجرع السم على سبيل المشاركة.
نرثى لحاله ونتفاعل مع ما كتبه على الفيسبوك سعيا وراء المزيد من الاهتمام، ونهرع لمهاتفته بعد أن نظن أنه قارب على الانتحار، ونقع فى الفخ مجددا، فخ العلاقات المريضة والسامة، مع كائنات طفيلية، تتطفل على حياتنا ومشاعرنا وأفكارنا، وتود لو نعيش فى جلبابها وتحت سحرها.

***

اهرب موضحا لهذه الكائنات أنها غير مرغوب فيها. وابحث عن نقطة الضوء بداخلك، عن مصادر جديدة ومتنوعة للطاقة، بعيدا عن الرغبة فى السيطرة والأطماع والراحة على حساب الآخرين والنزعة الاستهلاكية والزيف والتملق والغرور. لا تتوقع للسعادة أن تأتى من أطراف خارجية، بل هى كامنة، نحملها بين ضلوعنا، تنتظر أن تخرج إلى النور وأن نترك لها بابا للخروج، وذلك بعد أن نزيل كل العوائق الذهنية وكل الأشخاص المؤذية، لكى ننعم بالسكينة والراحة من النفس.


نقلا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرامية السعادة حرامية السعادة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon