توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر وأمن الخليج.. التزام يتحدى التقلبات والملمات

  مصر اليوم -

مصر وأمن الخليج التزام يتحدى التقلبات والملمات

بقلم - بشير عبدالفتاح

خلال «منتدى شباب العالم»، الذي اختُتم أخيراً في شرم الشيخ، أعرب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مجدداً عن حرص مصر على دعم أمن السعودية واستقرارها، مشدداً على أن الجيش المصري لن يقف مكتوف الأيدي إذا تعرض أمن الخليج لخطر جدي.

بيد أن تصريحات السيسي بخصوص الالتزام المصري بأمن الخليج هذه المرة تكتسب أهمية بالغة، من زوايا عدة: أولاها، انبعاث الخطر الداعشي في سورية والعراق، وثانيتها، تنامي المخاوف من لجوء إيران إلى تصعيد التوترات في المنطقة، رداً على العقوبات الأميركية. أما ثالثتها، فتمثّلت في تعزيز أواصر التعاون العسكري والتنسيق الاستخباراتي بين مصر ودول الخليج من خلال تواتر التدريبات العسكرية المشتركة.

ومع تعاظم التهديدات الإرهابية، خصوصاً بعدما أضحت المنظمات والميليشيات المدعومة من أجهزة استخبارات، تمتلك من القدرات المالية والتسليحية والتسهيلات اللوجيستية، كما تتبنى من الأهداف والمقاصد ما يهدد بقاء الدول الوطنية وينذر بتفكيك الجيوش النظامية، خصوصاً بعد التحول المريب في استراتيجيتها الخرقاء من تهديد الأنظمة وترويع المواطنين إلى احتلال الأراضي والسيطرة على المرافئ الحيوية والهيمنة على الثروات والموارد الطبيعية، وصولاً إلى إقامة كيانات مستقلة، على شاكلة إعلان ما كان يعرف بالدولة الإسلامية في العراق والشام عام 2014. وحرصت التدريبات العسكرية المشتركة بين مصر ودول الخليج على أن تتضمن مراميها مواجهة الإرهاب والتعامل مع عمليات القرصنة البحرية، والتدريب على عمليات الإنزال الجوي في مناطق يصعب التحرّك فيها بمعدات ثقيلة، إضافة إلى التعرف على التكتيكات الحديثة في التعامل مع الأهداف الحيوية، واحتراف حروب الصحراء والعصابات التي تعتمدها التنظيمات الإرهابية. بموازاة ذلك، شكَّلت مشاركة مصر في مختلف الفعاليات الأمنية المهمة في منطقة الخليج، مثل «القمة السنوية لحوار المنامة حول أمن الخليج»، و «منتدى دبي الاستراتيجي العربي»، خطوة مهمة على طريق انخراط مصر المعمَّق في الجدل الاستراتيجي الخليجي، الذي بات يولي اهتماماً ملحوظاً للتهديدات الجديدة للأمن العربي وفي صدارتها الإرهاب.

وأبلى التعاون المصري- الخليجي بلاءً حسناً في التصدي للتهديدات الإرهابية بالجهود الذاتية، فبينما لم يكسر شوكة التهديد الحوثي المدعوم إيرانياً في اليمن منذ العام 2015 سوى التحالف العربي بقيادة السعودية من خلال عمليتي «عاصفة الحزم»، و «إعادة الأمل». يحدث ذلك فيم تتصدى مصر لخطر الإرهاب «الإخواني» من خلال جهود متصلة تكلَّلت بعملية «سيناء الشاملة 2018».

ويرتكن الدور المصري في حماية أمن الخليج على ركائز شتى، أبرزها: واقعية الرؤية والتصور، حيث اتسم طرح الرئيس السيسي في هذا الصدد بالحكمة والاتزان، إذ أوضح أن حدود التحرك المصري في التعاطي مع أزمات المنطقة وقضاياها مرتهنة بإمكانات مصر وقدراتها التي تصطدم بحالة الانكشاف الاستراتيجي الفجَّة التي تخيم على المنطقة منذ العام 2011، فضلاً عن مدى تعقيد وتشابك تلك الأزمات والقضايا، علاوة على آفاق التنسيق وفرص التعاون بين الدول العربية على المستويات كافة. فعلى رغم ما يعتريها من ملمات وتحديات، تبقى مصر الطرف الإقليمي الأكثر جاهزية لملء الفراغ الناجم عن الاستدارة الجيواستراتيجية الأميركية من المنطقة صوب شرق آسيا، بفضل ما تحوزه القاهرة من مقومات، ليس أقلها قدرة الجيش المصري على الاضطلاع بمقتضيات أمن الخليج من التعامل مع الصراعات المسلحة كافة، مروراً بمواجهة أعمال التمرد ومكافحة الفوضى ودعم الاستقرار، استناداً إلى ما يمتلكه الجيش المصري من قدرة على القيام بعمليات نوعية وخوض معارك تكتيكية ناجزة. أما في ما يتصل بمحاربة الإرهاب، فإن مصر تضع خبرتها ونموذجها الرائد في هذا الصدد»، بين يدي دول الخليج كي تستفيد منها في تقويض التنظيمات الإرهابية وتجفيف منابعها التمويلية والتسليحية، بالتوازي مع تقويض الروافد الفكرية ودحض الحجج الفقهية المعوجة لتلك التنظيمات الراديكالية عبر الدور التنويرى الحضاري للأزهر، الذي يعد منارة للإسلام الوسطي المعتدل.

تبقى مصر كذلك هي القوة الإقليمية المؤهلة لحفظ أمن الخليج حماية لمصالحها ووفاء بالتزاماتها حيال أشقائها بغير أطماع أو نزعات توسعية. وعلى خلاف التدخل العسكري الأميركي في الخليج والذي يثير غضب الإيرانيين ويستفز نزعاتهم العدوانية، لا تبدي طهران استياءً حيال أي دور مصري مقترح في أمن الخليج، وهو الأمر الذي وضُح في تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون الأفريقية، أمير عبد اللهيان، بأن إيران لا تنظر إلى تصريحات الرئيس السيسي التي شدد خلالها على أن أمن مصر من أمن الخليج، بفهم عدائي.

نقلا عن الحياه اللندنيه

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر وأمن الخليج التزام يتحدى التقلبات والملمات مصر وأمن الخليج التزام يتحدى التقلبات والملمات



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon