توقيت القاهرة المحلي 22:01:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثلاثة أحداث فارقة ومستقبل الدولة الفلسطينية

  مصر اليوم -

ثلاثة أحداث فارقة ومستقبل الدولة الفلسطينية

بقلم - مأمون فندي

ثلاثة أحداث مهمة وضعت القضية الفلسطينية في إطارها الصحيح؛ وهي: حكم محكمة الجنايات الدولية الذي جرّم ممارسات قادة إسرائيل؛ بمن فيهم وزير الدفاع، ورئيس الوزراء، وكذلك قرار محكمة العدل الدولية الذي طالب إسرائيل بوقف العدوان، ثم اعتراف ثلاث دول من أوروبا الغربية هي إسبانيا والنرويج وآيرلندا. هذه الأحداث؛ كونها فارقة، وضعت القضية الفلسطينية في إطارها الصحيح؛ وهو القانون الدولي، وهو الذي يجب أن تقف خلفه كل الدول العربية والإسلامية. ومع ذلك فوقوف الدول العربية والإسلامية خلف هذه الإجراءات بالدعم الدبلوماسي وحده لا يكفي، إذ يبقى المطلوب خطوات محددة تأخذنا خطوات إلى الأمام في سبيل تحقيق دولة فلسطينية مستقلة تليق بأهلها.

البداية هي تقدير موقف لما جرى، وخصوصاً فيما يخص اعتراف إسبانيا بدولة فلسطين، والذي يجب على العرب تقديره بخصوصية أكثر، فإسبانيا لديها مشاكل داخلية حقيقية، وكانت دوماً تتردد في الاعتراف بدول جديدة؛ حتى لا يؤثر ذلك على موقف البعض من حركات انفصالية في إقليم الباسك، وكان ذلك واضحاً في تردد إسبانيا في الاعتراف بدولة كوسوفو، على سبيل المثال، ومع ذلك تجاوزت إسبانيا هذه العَقبة فيما يخص فلسطين، بل اتخذت موقفاً راديكالياً من خلال تصريحات بعض أعضاء حكومتها.

المغامرة الإسبانية الشُّجاعة تتطلب مغامرة عربية مماثلة وبنفس الشجاعة، وهنا أقصد الدور العربي في إنجاح المصالحة الفلسطينية، بدلاً من ترك الأمر لكل من روسيا والصين.

رغم أن المملكة العربية السعودية قامت بذلك من قبل، من خلال اتفاق مكة عام 2007 تحت رعاية الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله، لم تحدث الوساطة نتيجة عدم سلامة نيات الأطراف، إلا أن المملكة، وبقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، قد ترى أن إعادة الكرّة مرة أخرى ضرورة عربية.

المملكة العربية السعودية، قيادة وشعباً ودولة، لن تتحرج في عمل أي شيء يجمع الشمل الفلسطيني، وخصوصاً أن تاريخها، ومنذ الملك المؤسس، كان له دور أساسي والتزام أخلاقي بقضية فلسطين؛ قضية العرب الأولى.

ظني أن السعودية قادرة على القيام بعمل كهذا يهدف إلى خلق جبهة وطنية فلسطينية موحدة، لتكون مفاوضاً في عملية جادة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وكما هو معروف للجميع، فإن المملكة اشترطت في مفاوضاتها الجارية مع الولايات المتحدة أنَّ أي تطبيع مع إسرائيل لن يحدث دون الالتزام بالدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس.

مهم أن نذكر بأنَّ المبادرة العربية للسلام، والتي كان عليها إجماع عربي في قمة بيروت عام 2002، هي مبادرة سعودية في المقام الأول.

القضية الفلسطينية، اليوم، في مفترق طرق وتحظى بزخم عالمي غير مسبوق، كما أن المملكة العربية السعودية في عهد الملك سلمان تحظى أيضاً بمكانة دولية فريدة، ولديها من الأدوات ما يمكّنها من فرض واقع جديد، مستفيدة من اعتراف دول مثل إسبانيا وآيرلندا والنرويج، ومن مواقف مُلزمة من محكمة العدل الدولية، وتعظيم هذه المكاسب.

المملكة العربية السعودية قادرة على جمع الدول العربية المحورية، وكذلك جمع الإخوة الفلسطينيين، وبالضغط الجماعي والدبلوماسية يمكنها إقناع الأطراف بأهمية اللحظة التاريخية وتجسير الفجوة بينهم.

لم يمرّ على القضية الفلسطينية وقت كالذي نشهده اليوم، وأن يحجم الفلسطينيون والعرب عن الاستفادة من هذه اللحظة التاريخية سيكون أمراً تلومنا عليه الأجيال القادمة.

كلي ثقة بأن هذا العمل لن يتأخر في هذا الأمر؛ شريطة أن يعقد الإخوة الفلسطينيون النية للمصالحة الجادة، وإذا فشلوا، هذه المرة، فلن يلوموا إلا أنفسهم، وسيكونون سبباً في جرح وطني وعربي، وأكاد أجزم بأنه سيكون جرحاً عالمياً يصعب علاجه في المستقبل. فلنكن على قدر اللحظة وقدر المسؤولية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاثة أحداث فارقة ومستقبل الدولة الفلسطينية ثلاثة أحداث فارقة ومستقبل الدولة الفلسطينية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon