توقيت القاهرة المحلي 00:24:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثلاثة أحداث فارقة ومستقبل الدولة الفلسطينية

  مصر اليوم -

ثلاثة أحداث فارقة ومستقبل الدولة الفلسطينية

بقلم - مأمون فندي

ثلاثة أحداث مهمة وضعت القضية الفلسطينية في إطارها الصحيح؛ وهي: حكم محكمة الجنايات الدولية الذي جرّم ممارسات قادة إسرائيل؛ بمن فيهم وزير الدفاع، ورئيس الوزراء، وكذلك قرار محكمة العدل الدولية الذي طالب إسرائيل بوقف العدوان، ثم اعتراف ثلاث دول من أوروبا الغربية هي إسبانيا والنرويج وآيرلندا. هذه الأحداث؛ كونها فارقة، وضعت القضية الفلسطينية في إطارها الصحيح؛ وهو القانون الدولي، وهو الذي يجب أن تقف خلفه كل الدول العربية والإسلامية. ومع ذلك فوقوف الدول العربية والإسلامية خلف هذه الإجراءات بالدعم الدبلوماسي وحده لا يكفي، إذ يبقى المطلوب خطوات محددة تأخذنا خطوات إلى الأمام في سبيل تحقيق دولة فلسطينية مستقلة تليق بأهلها.

البداية هي تقدير موقف لما جرى، وخصوصاً فيما يخص اعتراف إسبانيا بدولة فلسطين، والذي يجب على العرب تقديره بخصوصية أكثر، فإسبانيا لديها مشاكل داخلية حقيقية، وكانت دوماً تتردد في الاعتراف بدول جديدة؛ حتى لا يؤثر ذلك على موقف البعض من حركات انفصالية في إقليم الباسك، وكان ذلك واضحاً في تردد إسبانيا في الاعتراف بدولة كوسوفو، على سبيل المثال، ومع ذلك تجاوزت إسبانيا هذه العَقبة فيما يخص فلسطين، بل اتخذت موقفاً راديكالياً من خلال تصريحات بعض أعضاء حكومتها.

المغامرة الإسبانية الشُّجاعة تتطلب مغامرة عربية مماثلة وبنفس الشجاعة، وهنا أقصد الدور العربي في إنجاح المصالحة الفلسطينية، بدلاً من ترك الأمر لكل من روسيا والصين.

رغم أن المملكة العربية السعودية قامت بذلك من قبل، من خلال اتفاق مكة عام 2007 تحت رعاية الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله، لم تحدث الوساطة نتيجة عدم سلامة نيات الأطراف، إلا أن المملكة، وبقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، قد ترى أن إعادة الكرّة مرة أخرى ضرورة عربية.

المملكة العربية السعودية، قيادة وشعباً ودولة، لن تتحرج في عمل أي شيء يجمع الشمل الفلسطيني، وخصوصاً أن تاريخها، ومنذ الملك المؤسس، كان له دور أساسي والتزام أخلاقي بقضية فلسطين؛ قضية العرب الأولى.

ظني أن السعودية قادرة على القيام بعمل كهذا يهدف إلى خلق جبهة وطنية فلسطينية موحدة، لتكون مفاوضاً في عملية جادة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وكما هو معروف للجميع، فإن المملكة اشترطت في مفاوضاتها الجارية مع الولايات المتحدة أنَّ أي تطبيع مع إسرائيل لن يحدث دون الالتزام بالدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس.

مهم أن نذكر بأنَّ المبادرة العربية للسلام، والتي كان عليها إجماع عربي في قمة بيروت عام 2002، هي مبادرة سعودية في المقام الأول.

القضية الفلسطينية، اليوم، في مفترق طرق وتحظى بزخم عالمي غير مسبوق، كما أن المملكة العربية السعودية في عهد الملك سلمان تحظى أيضاً بمكانة دولية فريدة، ولديها من الأدوات ما يمكّنها من فرض واقع جديد، مستفيدة من اعتراف دول مثل إسبانيا وآيرلندا والنرويج، ومن مواقف مُلزمة من محكمة العدل الدولية، وتعظيم هذه المكاسب.

المملكة العربية السعودية قادرة على جمع الدول العربية المحورية، وكذلك جمع الإخوة الفلسطينيين، وبالضغط الجماعي والدبلوماسية يمكنها إقناع الأطراف بأهمية اللحظة التاريخية وتجسير الفجوة بينهم.

لم يمرّ على القضية الفلسطينية وقت كالذي نشهده اليوم، وأن يحجم الفلسطينيون والعرب عن الاستفادة من هذه اللحظة التاريخية سيكون أمراً تلومنا عليه الأجيال القادمة.

كلي ثقة بأن هذا العمل لن يتأخر في هذا الأمر؛ شريطة أن يعقد الإخوة الفلسطينيون النية للمصالحة الجادة، وإذا فشلوا، هذه المرة، فلن يلوموا إلا أنفسهم، وسيكونون سبباً في جرح وطني وعربي، وأكاد أجزم بأنه سيكون جرحاً عالمياً يصعب علاجه في المستقبل. فلنكن على قدر اللحظة وقدر المسؤولية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاثة أحداث فارقة ومستقبل الدولة الفلسطينية ثلاثة أحداث فارقة ومستقبل الدولة الفلسطينية



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon