توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الشيوعي» الصيني أم «المحافظون»؟

  مصر اليوم -

«الشيوعي» الصيني أم «المحافظون»

بقلم:مأمون فندي

بين إمبراطورية أفلت شمسها لتصبح دولة عادية من دول أوروبا الغربية، وإمبراطورية قديمة في الشرق تتجدد كل فترة بدافع استمرارية الحضارة والتاريخ، وفي الحالتين تتجلَّى السياسة الدولية في معاركهما المحلية الأصغر، سواء معركة الحزب الشيوعي في بكين أو معركة حزب المحافظين في لندن. وما بينهما انتخابات نصفية في الكونغرس الأميركي، ومؤتمر المناخ في شرم الشيخ... تُرى أي منها يستحق الكتابة عنه، معركة إعادة ترتيب البيت في الصين أم معركة حزب المحافظين في بريطانيا؟ وعمن نكتب؟ عن روشي سوناك وبوريس جونسون أم عن شي جينبينغ وهوجنتاو، وبينهما تايوان ونانسي بيلوسي؟
أفكر فيما يربط الحالتين وأنا أمشي في شوارع لندن، لأكتشف للحظة أنه يمكن أن ترى الصين من لندن، وكذلك يمكن أن ترى بريطانيا من بكين أو تايوان. فالسياسة قبل وبعد تكشفها حركة البشر ومواقفهم.
عندما تسير في شوارع لندن ومتاجرها الكبرى يستوقفك المشهد الصيني، فالصينيون اليوم في لندن هم أكثر الجنسيات إنفاقاً في المتاجر الكبرى والمطاعم، شيء يشبه العرب أيام الفورة والطفرة النفطية، عندما كانت النظرة هي أن كل عربي يمشي في شوارع لندن هو من الأثرياء، حتى وإن كان غير ذلك. اليوم يحل الصيني محل عربي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.
إذ لم يعد الإنجليزي يتوقف عند ما ينفقه الأثرياء العرب كثيراً، فمهما عظم الإنفاق العربي فلن يصل إلى ربع ما ينفقه الصيني على الأنواع المختلفة من الملابس الراقية أو المجوهرات. الصيني في لندن اليوم ينظر إليه نظرة مغايرة، وينعكس ذلك على رؤية البريطاني للصين دولةً بازغةً بوصفها قطباً منافساً لإمبراطورية أميركية آخذة في الترهل.
في بكين كانت عيون الحزب الشيوعي مركزة على تايوان، ومعها على بريطانيا والغرب الذي يتم اختباره كل عام تقريباً ويثبت عجزه في تايوان. سواء كانت زيارة نانسي بيلوسي لتايوان في سماع الصينيين لإدانات وزيرة الخارجية ليز تراس، وتذكريها للصين بقواعد اللعبة الدولية: أي لا يحق لجار كبير ابتلاع جار صغير. خصوصاً بعد استعدادات الصين وصواريخها التي طارت فوق تايوان. روسيا وأوكرانيا مثل واضح لتحرك دولة كبرى لابتلاع جارة صغرى. الموقف متشابه ولا يفُوت الصينيين دروس أوكرانيا، ولا يفوتهم أبداً ثمن الغزو المنتظر.
العالم من بكين يبدو كالعالم من لندن، ولكن ببرودة أعصاب، وأن أقصى ما يمكن أن تفعله حكومة بكين هو طرد هو جينتاو من مؤتمر الحزب.
الصين -كما هو واضح للعيان- مسيطرة في الشرق، وبدأت سيطرتها أيضاً تظهر بقوة في شوارع عواصم الغرب، بينما يحاول بوريس جونسون أن يجرّب حظه مرة أخرى في انتخابات الحزب في مواجهة البريطاني من أصول هندية روشي سوناك.
أما العرب فقد تراجعت قوتهم الشرائية بالمعنى الواسع، ولم تعد العواصم الغربية، ولا حتى الشرقية، تهتم بهم كثيراً، باستثناء بعض الدول العربية التي دخلت في مواجهات مع واشنطن، من خلال تخفيض أسعار النفط.
بين الحزم في بكين والفوضى التي تسيطر على حزب المحافظين البريطاني تتَّضح الفجوة بين بقايا إمبراطورية بادت، وأخرى بازغة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الشيوعي» الصيني أم «المحافظون» «الشيوعي» الصيني أم «المحافظون»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon