توقيت القاهرة المحلي 11:00:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل أُغلقت أبواب واشنطن؟

  مصر اليوم -

هل أُغلقت أبواب واشنطن

بقلم: مأمون فندي

هل أُغلقت أبواب واشنطن أمام إسرائيل وذلك ما دفعها، على غير العادة، إلى جولة دبلوماسية محمومة في أوروبا بخصوص الملف الإيراني، أم أنَّ الأمر أكثر تعقيداً مما يبدو على السطح؟ بشكل لافت تشهد العواصم الأوروبية من باريس إلى لندن إلى برلين أسبوعاً حافلاً بالدبلوماسية الإسرائيلية النشطة وعلى مستوى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، ومعه رئيس إسرائيل رؤفين رفلين، ووفد أمني رفيع المستوى لإجراء محادثات حول ملف إيران النووي وتبعاته على أمن إسرائيل والأمن الإقليمي.

وقد بدأ الإسرائيليون زيارتهم في ألمانيا ثم فرنسا، ولكن اللافت هو أن ما طرحه الإسرائيليون في جولتهم الأوروبية من مواقف تبدو كأنها تراجُع إسرائيلي عن مواقف إسرائيل القديمة حتى قبل وصول إدارة أوباما إلى اتفاق 2015، إذ أبلغ الإسرائيليون نظراءهم الفرنسيين على سبيل المثال بأنهم لا يعارضون التوصل إلى اتفاق جديد حول النووي الإيراني، شريطة أن يحتوى الاتفاق على بنود تصعّب من إمكانية الحصول على القنبلة، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. فلماذا هذا التراجع غير المفهوم، أم أنه لزوم عملية الإقناع (lobbying) التي تقوم بها إسرائيل من أجل الضغط على واشنطن لتبني وجه نظرها؟ هل هذا الضغط السياسي الإسرائيلي يعكس نتيجة الفارق في التقييم (strategic assessment) ما بين الجانبين الأميركي والإسرائيلي، أم أن إسرائيل ليس لديها ما تقدمه على غرار الملفات التي استحوذت عليها من إيران وأقنعت بها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب للانسحاب من الاتفاق النووي؟ من السذاجة أن نقول إنَّ أبواب واشنطن قد أُوصدت تماماً في وجه إسرائيل، ولكنني أعتقد أن إدارة بايدن أرادت أن توصل رسالة واضحة لإسرائيل بأنها تفهم الشرق الأوسط وملفاته المعقّدة، وليست بحاجة إلى وسيط إقليمي، هذه واحدة. النقطة الثانية تأتي نتيجة الوضع المحرج الذي وضعت الإدارة الأميركية فيه نفسها بإصرارها ومند البداية على العودة إلى اتفاق 2015، ولكنها قد تضيف بعض البنود التي تجعل مسألة دخول إيران النادي النووي صعبة. ومع ذلك كان لافتاً في مقابلة المسؤول الأميركي المخوّل إدارة الملف النووي الإيراني (روبرت مالي) للقسم الفارسي في محطة «بي بي سي» أنه قال: «إنَّ أميركا تريد أن تبدأ المحادثات مع طهران بأي شكل يُرضيها، ولا مانع لدينا أن تكون المحادثات مباشرة أم عبر طرف ثالث». فهل الأوروبيون هم الطرف الثالث وأن ما تقوم به إسرائيل الذي يبدو غير مألوف هو مجرد ضربة استباقية؟ روبرت مالي رغم يهوديته فإنه ليس من المحبَّبين إلى إسرائيل في الملفين الإيراني والفلسطيني، ويحس الإسرائيليون منه مواقفه من القضية الفلسطينية منذ زمن رغم أنَّه ليس مسؤولاً عن هذا الملف. للإسرائيليين شكوك حول شخصية مالي خصوصاً وحول إدارة بايدن عموماً حول مسألة عودة أميركا إلى اتفاق 2015 وتخفيف الضغط على إيران التي تمثل كابوساً للإقليم برمّته.

ربما لا يعني إغلاق أبواب واشنطن أمام الإسرائيليين أكثر من أنَّ واشنطن تعيد النظر في قواعد علاقاتها الاستراتيجية بالإقليم برمّته، وليس أمراً مقصوداً به إسرائيل وحدها، فقواعد اللعبة القديمة قد تغيرت ومطلوب اشتباك دبلوماسي من نوع جديد مع منطقة تتغير فيها التحالفات ربما بشكل مدهش، خصوصاً بعد اتفاقات التطبيع الأخيرة بين إسرائيل والعالم العربي من المغرب حتى الإمارات والبحرين مروراً بالسودان. هذا الاختراق الدبلوماسي الإسرائيلي ينقل إسرائيل وهمومها في أجندة واشنطن من الصفحة الثانية إلى الصفحة الخامسة من أولويات إدارة بايدن.

الذي تابع منّا الاجتماعات الصينية الأميركية في آن كريدج في ولاية آلاسكا، والمواجهة المعلنة بين البلدين، ثم ما قاله الرئيس بايدن ضد الرئيس الروسي بوتين، يتَّضح له أن مسألة الأمن مهمة بالنسبة إلى بايدن داخلياً، وأنه لا يريد صداعاً من الجمهوريين، ولا يريد أن يُتهم بأنه متهاون تجاه قضايا الأمن القومي. والملف الإيراني ليس بعيداً عن هذا، ولكنه لا يريد أن يظهر كأنه خاضع لضغط خارجي في التعامل في هذا الملف.

جولة الإسرائيليين في العواصم الأوروبية كاشفة وتحتاج إلى تحليل مطول، ولكن التحليل القديم الذي يرى أن إسرائيل هي البوابة لواشنطن هو تحليل تجاوزته التحديات الدولية والإقليمية بهذا الترتيب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل أُغلقت أبواب واشنطن هل أُغلقت أبواب واشنطن



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 15:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"
  مصر اليوم - رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز غلوب سوكر

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon