توقيت القاهرة المحلي 04:03:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منافسة أم حرب باردة؟

  مصر اليوم -

منافسة أم حرب باردة

بقلم: مأمون فندي

هل ما يحدث من تراشق كلامي معلن بين الصين وروسيا من جهة، وأميركا من جهة أخرى هو مجرد صخب دبلوماسي أم ملامح حرب باردة من نوع جديد ترسم ملامح اصطفاف عالمي مغاير، أم هو مجرد تنافس وبحث عن مناطق نفوذ لن تؤثر على النظام العالمي كثيراً؟ أسئلة مترابطة تكون للإجابة عنها دلالات وتبعات على دولنا العربية وقضاياها الجوهرية والمتعلقة بالأمن في المقام الأول.
ما حدث من مواجهات كلامية بين الصين والولايات المتحدة في آن كريدج في ولاية ألاسكا، جدير بالتأمل، فالمواجهة المعلنة بين البلدين غير مسبوقة، على الأقل خلال العقدين الماضيين، كما أن موافقة الرئيس جو بايدن على وصف الرئيس بوتين بأنه قاتل من المذيع جورج ستيفانوبولوس، أيضاً أمر غير مسبوق. هذه المواجهات تبدو كأنها ترسم ملامح حرب باردة من نوع جديد بين ما سماه بايدن تحالف الديمقراطيات المكوّن من أميركا وأوروبا ومعهما الهند واليابان وكوريا الجنوبية، مقابل تحالف الديكتاتوريات المتمثل في كلٍّ من الصين وروسيا. وتؤكد العقوبات الأميركية على بعض قيادات الحزب الشيوعي الصيني والعقوبات الأوروبية على بوتين، ملامح الخط الفاصل بين ضفتي تلك المواجهة التي تتشكل كل يوم أمام أعيننا.
أما مكالمات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظرائه في العالم وكذلك مقدمته للتقرير الأخير لحقوق الإنسان الصادر من الخارجية الأميركية، فلا تدع مجالاً للشك أن ثلاثية حقوق الإنسان والديمقراطية وفسح المجال لمجتمع مدني قوي هي أحجار الارتكاز في السياسة الخارجية الأميركية. كذلك تحذيراته الواضحة خصوصاً في الإقليم مع نظيريه التركي والمصري في قضية شراء أسلحة روسية تمثل تأكيداً جديداً على رسم جغرافيا المنافسة الدولية الجديدة.
إذن، صورة العالم الجديد واضحة: معسكران متنافسان؛ الصين وروسيا من جهة، وأميركا وتحالف الديمقراطيات من جهة أخرى.
إذن، كيف هي سياسات المعسكرين تجاه إيران، فمثلاً هناك منطقة رمادية متمثلة في اجتماعات بين الولايات المتحدة وإيران في فيينا من خلال طرف ثالث أوروبي، وهناك أيضاً الاتفاقات السرية بين الصين وإيران التي أفاض الصديق عبد الرحمن الراشد في محاولة تفسيرها؟
ما يحدث من محاولة أطراف المعسكرين التعامل مع إيران على المستويات المختلفة يوحي بأن منطقتنا دخلت ضمن مناطق المنافسة على النفوذ، وقد يوحي ذلك بمزيد من الاهتمام لا الإغفال من القوى العظمى في المنطقة، وبذلك يبدو الأمر مبدئياً لا يوحي بانسحاب أميركا من المنطقة كما يبدو من القراءات الأولية التي تخلق حالة تطابق غير مبرَّرة بين إدارتَي أوباما وبايدن.
ملامح الفرشاة الأولية على «كانفاس» الشرق الأوسط توحي بأن دولنا باتت أمام خيار واضح بين المعسكرين، ولكن هذه المرة لا تكون مسألة الالتحاق بأحد المعسكرين أمراً سهلاً، أي بمجرد إعلان ولاء أو الاعتماد على علاقات تاريخية سابقة. الأمر يحتاج إلى مؤهلات محددة، شيء أشبه بالمؤهلات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على تركيا للدخول في عضوية الاتحاد. وهذا يعني أن على دول الإقليم أن تعدّل من أوضاعها فيما يخص الديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني إذا كانت تنتوي أن تصبح عضواً في نادي تحالف الديمقراطيات. وللحديث بقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منافسة أم حرب باردة منافسة أم حرب باردة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:05 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

نجوى فؤاد تكشف حقيقة اعتزالها الفن
  مصر اليوم - نجوى فؤاد تكشف حقيقة اعتزالها الفن

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 22:40 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

وفاة مهندس في حادث تصادم بعد حفل خطوبته بساعات

GMT 13:19 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

تعليق البرازيلي نيمار يثير غضب عشاق الأرجنتيني ليونيل ميسي

GMT 02:36 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

صبغات لتغطية الشعر الشايب وإبراز جمال لون البشرة

GMT 14:16 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

"فيرير" فيدر أفضل لاعب تنس في تاريخ اللعُبة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon