توقيت القاهرة المحلي 09:25:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يمكن إقناع إيران بالإقلاع عن التدخين؟

  مصر اليوم -

هل يمكن إقناع إيران بالإقلاع عن التدخين

بقلم: مأمون فندي

قسمت من قبل الشرق الأوسط إلى دول مدخنة وأخرى غير مدخنة، ولم أتحسب لخانة أخرى لدول لا تدخن السجائر، بل إنها تدخن الشيشة، وفي هذه الخانة تقع إيران، كزعيم لمدخني الشيشة؛ ليس في الشرق الأوسط فقط وإنما في العالم، ومع ذلك أنا من الذين يعتقدون أنه من الممكن إقناع طهران بالإقلاع عن التدخين. ولكن السؤال الأهم: هو كيف؟
بداية الدول المدخنة (rogue states) كانت وبعد نهاية الحرب الباردة، هي أهم تهديد للولايات المتحدة، وأحياناً كان تهديدها أكبر من الاتحاد السوفياتي، وذلك لأن الدول المدخنة لا تلتزم بأي قاعدة من قواعد العلاقات الدولية، وهي معظمها دول لا تتمتع بالعقلانية في السلوك وقد تسهم في انتشار الأسلحة الفتاكة، وكذلك رعاية الإرهاب، وفي حالة إيران قد تصل إلى صناعة قنبلة نووية. وإذا كانت أميركا ترى أن تهديد الدول المدخنة مثل إيران من أولوياتها، فالأولى بدول منطقتنا أن تأخذ التهديد الإيراني بالجدية ذاتها وربما أكثر.
في نظريات تغيير السلوك بشكل عام هناك أساسيات لا بد من وجودها، وأولها نية الشخص أو الدولة ورغبتهما في الإقلاع عن التدخين أو تغيير السلوك، وهذا الشرط غير متوفر في حالة إيران، لأن نية تغيير السلوك تفترض أن الدولة تتصرف بعقلانية (rational actor)، والمتتبع لسلوك إيران من بداية الثورة في عام 1979 يدرك أن سلوك الدولة كان بعيداً عن العقلانية، وأن ما حققته من نجاحات سواء في الحرب العراقية الأخيرة؛ أي الحرب على أفغانستان، كانت نتائج غير محسوبة لسلوك أميركا الذي صب دونما قصد في المصلحة الإيرانية، حيث منح إيران نفوذاً غير مسبوق في العراق وأفغانستان مروراً باليمن ولبنان.
الشرط الثاني لتغيير السلوك هو تغيير البيئة الإقليمية، فرغم صرامة التحالف العربي في موقفه من قطر ومقاطعتها، فإننا لا نجد الصرامة ذاتها أو المقاطعة تجاه إيران، ولو تمت مقاطعة إيران على غرار قطر بتجمع أكبر من دول الإقليم لتغير السلوك. ومن هنا تجب إعادة النظر في البيئة الإقليمية وموقفها من التدخين، يجب أن تعني عبارة ممنوع التدخين هذا المعنى بالضبط: ممنوع. ولكن هذه الرسالة لم تصل إلى إيران بصرامة، وللأسف هناك دول عربية تتعاطى مع إيران في العلن بطريقة وفي السر بطريقة أخرى. الحسم والحزم في المقاطعة ضرورتان لتغيير السلوك.
البيئة الدولية بما فيها أوروبا وروسيا والصين تعامل إيران بمعايير مختلفة، وهنا يجب بذل كثير من الجهد الدبلوماسي لبناء تحالف دولي واسع يتسم بالجدية تجاه إيران. ولو كنت مكان إيران ورأيت هذا التناقض في المواقف لما عولت على ذلك كثيراً.
العنصر الثالث في تغيير السلوك إقناع الدولة المدخنة بأن التدخين ضار بالصحة، وحتى هذه اللحظة لم تسمع إيران رسالة كهذه، ولم يشرح لها أحد معنى عبارة ضار بالصحة وتكلفتها على الجسد السياسي الإيراني. حتى تويتات دونالد ترمب والتحرك الرمزي للقطع البحرية والقوات لا يوحيان بجدية. فمسرح العمليات معقد. انتقد البعض باراك أوباما عندما تراجع عن ضرب النظام في سوريا بعد إرساله المعدات البحرية ذاتها، وموقف دونالد ترمب الأخير تجاه إيران وتراجعه في الدقائق الأخيرة لا يختلف كثيراً عن موقف أوباما تجاه سوريا.
النقطة الأساسية في هذا المقال هي أنه يمكن إقناع إيران بالإقلاع عن التدخين إذا توافرت الشروط الثلاثة سالفة الذكر. التيه في تغيير السلوك، الحزم في البيئتين الدولية والإقليمية وجدية الرسالة التي تقول إن تبني الإرهاب بصفته سياسة أضر بصحة إيران، وحتى الآن ومنذ 1979 والرسالة لم تصل.
الدول المارقة يمكن أن تغير سلوكها شريطة الجدية في التعامل معها وحتى الآن إيران لم ترَ أي مؤشرات على ذلك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يمكن إقناع إيران بالإقلاع عن التدخين هل يمكن إقناع إيران بالإقلاع عن التدخين



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:22 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية
  مصر اليوم - حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon