توقيت القاهرة المحلي 15:52:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصين: ميلاد نظام عالمي جديد

  مصر اليوم -

الصين ميلاد نظام عالمي جديد

بقلم: مأمون فندي

تمثل معركة هونغ كونغ واحدة من أهم معارك التخوم في عالمنا المعاصر: معركة حدود الليبرالية والديمقراطية من ناحية مع حدود ديكتاتورية التنمية الصينية المبنية على شرعية الإنجاز، وواضح في هذه المعركة أن العالم الغربي الذي يرى في نفسه منارة للديمقراطية فشل في الوقوف إلى جانب هونغ كونغ، وفشل أيضاً في التعبير عن موقف رافض للتدخل الصيني العنيف في هونغ كونغ.
فهل هذا ناتج عن قوة الصين البازغة كقوة وحيدة في العالم وبديل للولايات المتحدة، أم هذا الفشل هو نتيجة موجة عدم الاستقرار التي تجتاح الديمقراطيات الكبرى؟ وهنا أشير إلى مظاهرات السترات الصفراء في فرنسا وتهديد شرعية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكذلك محاولة عزل دونالد ترمب في الكونغرس الأميركي والإطاحة بأحلام بوريس جونسون من قبل برلمان وستمنستر.
فهل عدم الاستقرار سبب أم نتيجة لتلك المواجهة الشرسة بين الصين والعالم الغربي؟ وهل بروز الصين كقوة وحيدة محتملة هو نتيجة لنجاح التجربة التنموية الصينية أم أنه نتيجة لضعف الديمقراطيات الغربية الكبرى، أم أنها لحظة أفول الرأسمالية وتجلياتها السياسية المتمثلة في الديمقراطية الليبرالية؟
أياً كانت الأسباب فواضح للعيان أننا أمام قرن آسيوي بامتياز بمعنى اشتمال الصين والهند واليابان وكوريا كجزء من الثقل العالمي المجتمع، أو أننا في العصر الصيني؟
الصين اليوم موجودة بقوة في عالمنا النامي من خلال شركة النفط الصينية سينوك التي توغلت في أفريقيا أو الوجود الصيني المباشر في سوريا من خلال قوات على الأرض ومستشارين عسكريين، إضافة إلى بروز الصين في كثير من البلدان العربية، وأهمها دول الخليج العربي.
انكفاء الديمقراطيات الغربية على نفسها نتيجة اضطراب أوضاعها الداخلية (أميركا وفرنسا وبريطانيا) ساهم بشكل مباشر في تزايد قوة الصين ونفوذها الدولي، ولكن الأساس في بزوغ الصين كقوة عالمية يتمثل في نجاح التجربة التنموية الصينية والتي تقترب من حالة المعجزة الاقتصادية.
العالم اليوم لا بد أن يجهز نفسه إلى القرن الصيني، وإن كنت ممن يفضلون مسك العصا من المنتصف فقل إنه القرن الآسيوي ولكن الأهم في ذلك كله أن معركة صغيرة من معارك التخوم بين الليبرالية ونظامها الاقتصادي فيما يشبه دولة المدينة في هونغ كونغ كشفت عورة النظام العالمي الحالي وتؤذن لنظام عالمي جديد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصين ميلاد نظام عالمي جديد الصين ميلاد نظام عالمي جديد



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon