توقيت القاهرة المحلي 03:57:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرب «كورونا» وأمل الانتصار القريب

  مصر اليوم -

حرب «كورونا» وأمل الانتصار القريب

بقلم: د. جبريل العبيدي

في حروب «كورونا» التي اجتاحت العالم، وضعت الملايين في الحجر الصحي (Quarrantine) التي تعود أصل الكلمة فيها إلى اللغة اللاتينية وتعني «أربعين»، وذلك لاستمرار مدة الحجر أو العزل قديماً أربعين يوماً.
حروب «كورونا» خالطها التهويل والتهوين وحتى التضليل، فذكر أرقام وفيات أو شفاء بدون نسبة مئوية أو مقارنة بأرقام سابقة، يعد عبثاً وتهويلاً لا قيمة له علمياً. إيطاليا نموذجاً، فعدد حالات الوفاة في اليومين الماضيين في انخفاض من 750 إلى 650 اليوم، وعدد حالات الشفاء في ارتفاع مقارنة باليوم الذي سبقه، ولهذا كان على وسائل الإعلام قراءة الخبر إيجابياً، لأن الأرقام تقرأ بشكل علمي وفق تحليل إحصائي يتضمن النسب المئوية والرسم البياني للخروج بمعنى علمي حقيقي للأرقام، وإلا تصبح قراءة الأرقام بشكل عشوائي نوعاً من التضليل نتيجة الخطأ في قراءتها بدون الرجوع للنسب المئوية ومقارنتها بالنتائج السابقة.
ولهذا يعد شفاء 92 ألفاً من حالات الإصابة بفيروس «كورونا» حول العالم وفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية، رقماً مهماً ومبشراً بالأمل يقترب خطوة من الطمأنينة. فوفق إحصائيات ألمانيا، فإن بين 14000 حالة، توفي منها 31 ألمانياً فقط، ليصبح معدل وفيات «Covid-19» 0.2 في المائة، وهو معدل منخفض جداً، مقارنة بجميع دول العالم، رقم منخفض في معدل الوفيات، قد يكون للمنظومة الصحية والإجراءات الاحترازية المبكرة التي اتخذتها ألمانيا دور في ظهور هذه النتيجة الإيجابية مقارنة بتلك السلبية في إيطاليا وإسبانيا، بينما في كوريا الجنوبية انخفضت فيها نسبة الوفيات من 3.6 في المائة في العالم إلى 0.6 في المائة.
ضعف الفيروس أمام الغسيل بالماء والصابون، واتباع إرشادات التباعد الاجتماعي، يعدان أمراً مبشراً بسهولة القضاء عليه قريباً... الأخبار الإيجابية عن مكافحة جائحة «كورونا» لا تعني إهمال الحظر المجتمعي وتطبيق وسائل التعقيم، خصوصاً غسل اليدين وتنظيف الأسطح، بدلاً مما يجري في مستشفيات إيران بالتبرك بالمقامات حيث تم نقل العدوى بفيروس «كورونا».
من الوباء الإسباني إلى الفيروس الصيني كما يطلق عليه الرئيس الأميركي دونالد ترمب مناكفة في الصين في حرب «كورونا» ومشاهد الجثامين ووداع الأحبة؛ إيطالي يُودِّع والدته وحيداً والمسافة مِتران عن النَّعْش خَوفاً من العدوى، مشهد جنائزي مخيف.
في حروب «كورونا» أمام غياب علاج فعال، يبقى البروتوكول الصيني العلاجي لمرضى «كورونا» الأكثر تداولاً بعد سماح الصين بنشره، فالبروتوكول العلاجي يعتمد على زيادة نسبة الزنك داخل الخلايا والذي يقوم بإيقاف إنزيم يسمى RNA dependent RNA polymerase، وللقيام بذلك استخدم الصينيون «الكلوروكوين» وهو علاج للملاريا ضمن حزمة من الأدوية وفق تصنيف حالة المريض.
في حروب «كورونا» تبقى الحالة الإيطالية في وضع حرج رغم انخفاض ملحوظ في عدد الوفيات، وارتفاع في عدد حالات الشفاء مقارنة باليومين الماضيين، ولكن حالة الهلع والخوف لا تزال في الخطاب الرسمي الإيطالي، فالرئيس الإيطالي الذي حاول رفع معنويات شعبه بعروض لطيران سلاح الجو الإيطالي تحمل العلم الإيطالي في سماء إيطاليا، قال: «في الحروب السابقة كان الشعب يموت لكي تحيا إيطاليا، أما في هذه الحرب فسوف تموت إيطاليا لكي يحيا».
تداعيات حروب «كورونا» دفعت الصين لتقديم اعتذار رسمي للطبيب لي وينليانغ الذي اكتشف فيروس «كورونا» وصرح بوجوده، وحذر منه، ولكن الحكومة الصينية وقتها اتهمته بنشر أكاذيب، كما جعلت الرئيس الصربي يقبل العلم الصيني شكراً للصين ويستقبل الفريق الطبي الصيني عند سلم الطائرة. ومن تداعياتها أيضاً أنها جعلت بعض البلديات في إيطاليا تنزل علم الاتحاد الأوروبي لترفع مكانه العلم الصيني، ما يطرح تساؤلات كثيرة حول خريطة العالم بعد حروب «كورونا»، التي ستنتهي كما انتهت حروب أخرى مثيلة ما دام هناك أمل للبقاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب «كورونا» وأمل الانتصار القريب حرب «كورونا» وأمل الانتصار القريب



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon