توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سوريا والمقاربات العربية

  مصر اليوم -

سوريا والمقاربات العربية

بقلم - د. جبريل العبيدي

الأسد يرحب بالبشير المقرب من تنظيم الإخوان في دمشق، معادلة صعبة الفهم، دون براغماتية المصالح، وليس وفق ما صرحا به: «الظروف والأزمات التي تمر بها كثير من الدول العربية تستلزم إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربي».
فالمقاربة العربية الجديدة تجاه النظام السوري، خطوة مهمة لنزع مخالب إيران وحزب الله من بلاد الشام، التي تحاول إيران رسم خريطتها باللون الفارسي، خاصة وأن المقاربة العربية من بين أهدافها، استكمال مسار جنيف، وإجراء الانتخابات، وإعادة إعمار سوريا، وعودة اللاجئين، ومكافحة الإرهاب.
ولكن المشكلة تبقى في إعادة تدوير النظام السوري دون إعادة تأهيله، مما يعني العودة للمربع الأول، ما لم يحدث النظام التعديلات الدستورية التي تضمن الحقوق والتداول السلمي على السلطة، كما أن زيارة البشير الذي كان أول رئيس عربي يزور دمشق، منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، أي بعد نحو 8 أشهر من بدء الاضطرابات في سوريا، وبعد أن اتخذت الجامعة العربية قراراً بتعليق عضوية سوريا في محاولة لخرق عزلة دمشق الدبلوماسية، لا يمكن تفسيرها بمعزل عن زياراته الأخيرة لتركيا وقطر، ومحاولة لعب دور الوسيط.
البشير يمكن أن يحمل بشارة إلى بشار من إردوغان بعودة العلاقات، خصوصاً أن الأخير بدأ يغازل بشار، ويرسل إشارات وتصريحات تحمل دلالات القبول بإعادة تدوير بشار الأسد في المشهد السياسي السوري، وإن كان من «فوائد» عودة النظام السوري إلى حضن العرب هي المحافظة على إبقاء التنظيم الضال جماعة الإخوان خارج الساحة التي أفسدها، وتقليص نفوذ إيران بدل انفرادها بشام العرب.
المقاربة العربية وعودة العرب للعب دور في المشهد السوري، سيغير الكثير وسيزيح الانفراد الإيراني، خصوصاً في إعادة الإعمار والبناء والتنمية، والتي تستطيع الدول العربية وخصوصاً الخليجية لعب دور بارز على العكس من إيران، التي تعاني من أزمات اقتصادية، لا تحسن سوى تمويل ونشر الفوضى والإرهاب والدمار، كما أجادته في العراق واليمن، رغم أن الذي جلب مبرراً للأسد لجلب إيران وحزب الله لسوريا العروبة، هم حكام قطر ونظام الحمدين بالتحديد بعد جلبهم وتمويلهم لعناصر القاعدة و«داعش» من جبهة النصرة إلى «أحرار الشام» التي أفرخت «داعش»، وأشعلت النيران.
المقاربات العربية تبقى نية حسنة، وإن كانت السياسة لا تتبع منهج النيات بقدر الأفعال، ولكن تبقى المشكلة في إعادة العلاقات السياسية بالمطلق دون تقييد، في مقابل لا تغير في سياسة نظام الأسد وشراسته ضد شعبه.
ولكن يبقى على النظام السوري إثبات حسن النيات والتقدم خطوات نحو المقاربات العربية، بدلاً من استغلالها في اتجاه كسب الشرعية الدولية، دون تحقيق أي تغيرات على الأرض، فإعادة العلاقات القنصلية مع الدولة السورية ليست هي المشكلة، فتبقى سوريا دولة عربية إسلامية تربطها بالعرب الأخوة والتاريخ، وتركها تنفرد بها إيران وحزب الله، تعتبر خطوة أكثر ضرراً من العودة للعلاقات، فإعادة نظام الأسد ومحاولة الاحتواء والإدماج اقتصادياً في المنطقة، ستكون له فوائد كثيرة، بدلاً من تكرار خطأ العراق، بتركه لإيران لقمة سهلة.
المقاربات العربية جعلت من تركيا إردوغان مستعدة للتعامل مع نظام الأسد، رغم استمرار تركيا في سياسة «التتريك»، وتوطين الموالين لها، لضمان جيب موالٍ.
ولكن تبقى المقاربات العربية وقرب عودة سوريا إلى الجامعة العربية هي بمثابة التأريخ بنهاية «الربيع» العربي المظلم والمثقل بالآلام والأوجاع، الذي أشعل النار وترك الرماد في بلاد كانت آمنه مستقرة، ولو كانت تحت حكم الديكتاتورية.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا والمقاربات العربية سوريا والمقاربات العربية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon