توقيت القاهرة المحلي 14:49:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران تتآكل من الداخل!

  مصر اليوم -

إيران تتآكل من الداخل

جبريل العبيدي
بقلم - جبريل العبيدي

النظام الإيراني يتآكل من داخله، والسبب سياسات قمعية لإحياء نظام هو في الواقع أصبح في حكم الميت سريرياً، فمظاهرات واحتجاجات الشارع الإيراني المتكررة التي يواجهها النظام الإيراني بالقمع بالرصاص والقتل والإعدامات بعد التخوين وتهم «العمالة للخارج»، هي احتجاجات ليست وليدة مقتل الشابة مهسا أميني، بل نتيجة لسياسات قمعية متراكمة ومتكررة منذ «الثورة» الخمينية التي مكنت نظام «ولاية الفقيه» من الحكم في إيران وتغييب الشعب الإيراني ومكوناته العرقية المختلفة.
«الباسيج» و«الحرس الثوري»، وتشخيص مصلحة النظام، جميعها أدوات النظام الإيراني للبقاء حياً ولو على جهاز التنفس الصناعي في غرفة الإنعاش من دون حراك في حالة موت سريري يستوجب الدفن، وكذلك هو النظام الإيراني الفاقد للشرعية الدولية وحتى المحلية بعد مقتل العشرات، نظام رئيسه تلاحقه لعنات ضحاياه في سجون النظام عندما عمل جلاداً بثوب قاضٍ لصالح النظام في محاكمات صورية انعقدت لعشرات الآلاف من المعارضين الإيرانيين في سجون النظام زمن انقلاب المرشد الخميني، وليس وريثه خامنئي ببعيد عن الجلاد إبراهيم رئيسي، فهو أيضاً تلاحقه لعنات «ضحاياه» في تهمة تفجير سينما «ريكس» عندما أشعلت النيران في قاعة السينما في عام 1978 وراح ضحيتها المئات من الأبرياء، فقد أسفر الحريق عن مقتل ما بين 377 و470 شخصاً ومثلهم من الجرحى، وكانت التهمة موجهة لجماعة من المتشددين كان من بينهم خامنئي الذي اتهم بالتخطيط للحادثة.
في احتجاجات إيران لا يمكن تجاهل صور النساء الإيرانيات، حاسرات الرؤوس، يقمن بقص خصلات من شعرهن، رغم اعتزاز المرأة بشعرها وجمالها، فعندما تقص المرأة الحرة شعرها، فهذا الأمر لا يكون إلا لأمر جلل، وحالة حزن وغضب شديدين، وكذلك فعلت حرائر إيران اللاتي قصصن شعورهن أمام الناس كي يعبرن عن مدى فداحة الظلم الذي يواجه الشعب الإيراني سواء كانت امرأة أو رجلاً وحتى طفلاً وشيخاً وعجوزاً، فالظلم الذي مارسه النظام الإيراني طال الجميع.
الحقيقة أن الاحتجاجات في إيران صناعة محلية نتيجة سياسات داخلية خاطئة ومعالجة أمنية بالطرق القمعية، تسببت في مقتل المئات خرج الرئيس الإيراني رئيسي بعدها ليعتبر الانتفاضة الإيرانية «مؤامرة خارجية»!! بينما المرشد خامنئي ظهر بعد أيام من مقتل الشابة مهسا أميني التي اعتبرها البعض بوعزيزي إيران، ليقول إن قلبه ينفطر على مقتلها، وكأنه ناشط سياسي مغلوب على أمره يكتفي بالحزن، في حين هو صانع القرار في إيران.
محاولات النظام الإيراني إخماد الاحتجاجات وإنهاء الانتفاضة بالقمع، ستنتهي بالفشل، خاصة أن النظام الإيراني المنبوذ خارجياً، هو الآن منبوذ داخلياً حتى بين بعض من أنصاره، بعد تفاقم حجم القمع وأنهار الدماء التي سالت في شوارع وسجون إيران حتى بدأت الانشقاقات وسط صفوف الجيش الإيراني بعد مجاهرة بعضهم بدعم الاحتجاجات علناً في سابقة لم يعرفها النظام الإيراني بين صفوف قواته القمعية.
رغم حجم القمع والاعتقالات فإن الاحتجاجات في عموم إيران تتجاوز الأسبوع الثاني بشعار «مرگ بر دكتاتور» أو «الموت للديكتاتور» فمن هو «الديكتاتور»؟ بالتأكيد هو رأس النظام... هو المرشد الذي ظن نفسه محصناً من هتاف الجماهير، بعد أن جعل من رئيسي ممسحة لخطاياه في حق الشعب الإيراني، الشعب الذي بنى إمبراطورية في وقت ما، لا أظنه سيبقى طويلاً تحت إرادة ديكتاتور أو جلاد في الحكم من دون الإطاحة به وبنظامه، وفي التاريخ عبر شواهد كثيرة على انتصار الشعوب على جلاديها ولو بعد حين، وعلى العالم مساعدة القوى الوطنية في إيران للخلاص من نظام الملالي بدلاً من إعادة إنتاجه في إيران بدون مخالب نووية كما يسوق بعض حماة الديكتاتورية في إيران.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران تتآكل من الداخل إيران تتآكل من الداخل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon