توقيت القاهرة المحلي 05:01:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسبوع «داعش» الأخير

  مصر اليوم -

أسبوع «داعش» الأخير

بقلم - د. جبريل العبيدي

هل سيكون هذا أسبوع «داعش» الأخير ونهاية دولة البغدادي التي أطلق عليها «دولة الخلافة» المزعومة وفق تصريحات الرئيس الأميركي، الذي قال: «لم تعد لهم أراضٍ، إنه عامل كبير، لم تعد لهم أراضٍ»، خصوصاً أن «داعش» أصبح محاصراً في بضعة كيلومترات لا تتعدى العشرات بعد أن كان يتمدد من الموصل في العراق إلى الرقة في سوريا ليعبر البحر إلى درنة وسرت الليبيتين، ولا يقف عند سيناء المصرية، بل يخترق مالي عبر سفهاء «بوكو حرام» (التعليم حرام)، وينشر ذئابه المنفردة في عواصم العالم يوقظهم متى شاء البغدادي، لينشر الرعب، كمشاهد الذبح التي نفذها «داعش» بتقنية سينمائية عالية تنافس هوليوود والتي قام بها عند شواطئ سرت الليبية عندما ذبح الإرهابي الجازوري وصبيانه 21 قبطياً، بغير ذنب ارتكبوه، إلا أن حظهم العاثر أوقعهم بين أيدي سفهاء البغدادي، ليأمر بذبحهم ليشبع سادية القتل عنده ولدى أتباعه ويصور بهم فيلماً سينمائياً يعجز هيتشكوك عن إخراجه؟
«داعش» محاصر في مساحة أقل من واحد في المائة من مساحة دولة البغدادي التي جعل نفسه أميراً عليها، والتي ابتلع فيها أكثر من نصف مساحة العراق، في زمن قصير، بعد أن انهزمت أمامه قوات المالكي، التي كانت تتجاوز في عددها عشرات الآلاف، تاركة أسلحتها الثقيلة وحتى بنادقها، أمام عشرات المقاتلين من «داعش» لم يتجاوزوا في عددهم أربعمائة مقاتل.
«داعش» المحاصر الآن في بضعة كيلومترات يعاني من انشقاقات داخل صفوفه، التي كانت تتمتع بالطاعة العمياء والمطلقة للبغدادي، الذي قالت عنه صحيفة «الغارديان» إنه نجا من محاولة انقلاب، في يناير (كانون الثاني) الماضي، في مخبئه بسوريا، تزعمها أبو معاذ الجزيري.
إن سبب ظهور تنظيم داعش هو مشروع هيلاري كلينتون لتوطين جماعات الإسلام السياسي، في الشرق الأوسط، وبالتعاون مع جماعة «الإخوان»، التي أفرخت كل هذه التنظيمات الإرهابية، وخرجت من تحت عباءتها، واستخدمتها في مشروع المرشد؟
وجراء هذا اتهم ترمب نفسه، أثناء حملته الانتخابية، أوباما وهيلاري كلينتون قائلاً: «باراك أوباما مؤسس تنظيم داعش»، ووصف هيلاري كلينتون بالشريك في صناعة «داعش» ووصفهما بأنهما «أكثر اللاعبين قيمة» بالنسبة لتنظيم داعش.
أسبوع «داعش» الأخير، يتناقض مع وجود آلاف الإرهابيين يعبرون الحدود التركية، إلى سوريا، ولهذا يرى البعض أن إعلان ترمب المبكر عن نهاية «داعش»، جاء لدعم قراره سحب قوات بلاده من سوريا، الأمر الذي يعارضه الكونغرس، ولهذا قد يكون الإعلان مجرد حديث موجه للأميركيين.
تنظيم داعش امتهن الدم والخراب ونشر الفزع والرعب، وصبَّ جامَّ فعله على إشباع غرائز مقاتليه، بالجنس والمال، بعد أن أغرقهم بفتاوى الدجالين، ووعد المنتحرين منهم بالجنة وحور العين، بينما اختبأ إبراهيم عواد السامرائي الملقب بالبغدادي، هارباً من الموت، الذي أطعمه لأصحابه قبل أعداء تنظيمه.
أياً كان من صنع «داعش»، فإنه يبقى صفحة مظلمة في التاريخ العربي والإسلامي، لكونه صفحة ملطخة بدماء المسلمين قبل غيرهم، ولكون فكر التنظيم الشرس كان مبنياً على قتل المسلمين قبل غيرهم مستبيحاً دماءهم بحكم الردة، الذي حكم به سفيه «داعش» على جميع المسلمين خارج بيعته، لدولته المزعومة، التي جعل الغاية والهدف فيها الذبح والقتل والسحل، وانتهاك الحرمات، بالسبي و«جهاد النكاح»، ليدفع بمزيد من المهووسين بالقتل بين صفوف مقاتليه.
أسبوع ترمب الأخير لـ«داعش» يكاد ينجلي، ولا أظن ترمب جاداً فيما قال، فـ«داعش» يبقى فكراً متطرفاً، لا بد من محاربته بفكر مستنير، والعمليات العسكرية، ليست إلا مرحلة من مراحل الحرب على التطرف، ولكنها ليست النهاية.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسبوع «داعش» الأخير أسبوع «داعش» الأخير



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon