توقيت القاهرة المحلي 21:31:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بنغازي الليبية لا تخشى «لوغوس هوب»

  مصر اليوم -

بنغازي الليبية لا تخشى «لوغوس هوب»

بقلم - جبريل العبيدي

بنغازي، عاصمة الثقافة الليبية، لا تخشى التبشير ولا التنصير كما توهم البعض، فهي تستقبل جميع ثقافات العالم بإيمان راسخ رسوخ الجبال يسود بين أهلها الذين بينهم الآلاف من حفاظ القرآن الكريم والذين تمكنوا من أن يكونوا من الأوائل في مسابقات حفظ القرآن الكريم حول العالم، ولعل جائزة دبي إحدى تلك الجوائز التي حصد جوائزها الحفاظ الليبيون لسنوات طوال، ولذلك لا نخشى على أهلها من لغط الكتّاب ولا جدل المجادلين، هذه الأيام، حول معرض الكتاب العائم الذي تحمله سفينة الكتب «لوغوس هوب»، ورغم اللغط الذي صاحب مجيء السفينة بين مرحب، وهم الأغلبية، وبين رافض، وهم أقلية، بحجة أن السفينة تتبع إحدى الجمعيات التبشيرية، رغم أن القائمين على السفينة كانوا متعاونين لأبعد حد ووافقوا على حجب أي كتاب أو عنوان يثير الجدل وقدموا قائمة بالكتب للسلطات الليبية وإدارة مراجعة الكتب بوزارة الثقافة الليبية التي درست القائمة وحجبت بعض الكتب التي لا تتماشى مع القيم والعادات الليبية، والسفينة الآن راسية في ميناء بنغازي البحري الذي كان قبل بضع سنين تحتله الجماعات التكفيرية وتمنع حتى إبحار سفن الغذاء منه وإليه، واليوم بعد أن حرر الجيش الليبي المدينة والميناء ترسو سفينة الكتب العائمة آمنة في الميناء ليتحول أحد أرصفته إلى معرض للكتاب بديلاً عن استعراض الأسلحة والدبابات التي كانت تعج بها أرصفة الميناء الذي أنهكته ميليشيات الإسلام السياسي المتحالفة مع «داعش» و«القاعدة» وكانت تحتل الميناء الذي أعيد ترميمه وصيانة مرافقه ليعود إلى استقبال الغذاء والدواء والكتاب أيضاً.
بنغازي كانت ولا تزال منارة العلم والثقافة الليبية وكذلك في البحر المتوسط، ففيها كانت أول جامعة ليبية باسم الجامعة الليبية، وفيها كانت أول كلية طب في ليبيا في منتصف القرن الماضي واحتضنت أكبر وأهم المناشط الثقافية التي شهدتها ليبيا.
السفينة «لوغوس هوب 2» أو «كلمة الأمل 2» سبق أن زارت ميناء بنغازي قبل فوضى «الربيع العربي»؛ حيث سبق أن رست في أعوام 2005 و2007 و2010، وهذه الزيارة الرابعة للسفينة إلى ليبيا ومع هذا في هذه المرة صاحب زيارتها بعض اللغط والجدل حول هوية السفينة والأموال التي تجمعها والكتب التي تحتويها، رغم أن السفينة كانت تحمل كتباً إسلامية أيضاً وأخرى علمية، أما الكتب التي تثير الجدل والتي طلبت السلطات الليبية منع عرضها وبيعها، فقد استجاب القائمون على السفينة لطلب السلطة، فلهذا لا يوجد أي مبرر لتضخيم أي جدل حول السفينة، فهي راسية في ميناء بنغازي وزوارها من الأطفال والشباب والنساء والشيوخ أيضاً، بل تحول وجود السفينة إلى مهرجان تفاؤلي لعودة المدينة إلى المناشط الثقافية بدلاً من الرصاص والحرب والاغتيالات التي كانت قبل سنوات المشهد الحزين الذي يرسم مدينة بنغازي قبل أن يحررها الجيش الليبي من الإرهابيين، وهو نفس الجيش الذي وفّر الحماية لمعرض الكتاب العائم الذي تحمله سفينة «لوغوس هوب» والذي رفضت الكتائب المسلحة التابعة للإسلام السياسي في مدينة مصراتة السماح للسفينة بالرسو في ميناء المدينة.
رغم وجود من دعا إلى مقاطعة معرض الكتاب العائم ووصفه بـ«السفينة التنصيرية Logos Hope» فإنه لم يلجأ أي شخص للعنف أو السلاح لمنع السفينة من الرسو أو منع مسؤوليها من إقامة المعرض أو إحياء مناشط ثقافية شعرية وغنائية مصاحبة في ميناء بنغازي، بل إن قوات الجيش الليبي قامت بحراسة وتأمين المكان للجميع زواراً ومشاركين.
فبنغازي بنيت فيها أكبر كاتدرائية في أفريقيا والشرق الأوسط زمن الاحتلال الإيطالي الذي كان يتبنى سياسة التنصير والتبشير، ومع هذا لم يتنصر ليبي واحد، فليبيا بقيت إحدى دول العالم التي جميع سكانها مسلمون، وترحب بجميع الديانات وتحترمها وتمنح معتقديها حق ممارسة العبادة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بنغازي الليبية لا تخشى «لوغوس هوب» بنغازي الليبية لا تخشى «لوغوس هوب»



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon