توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سباق قصر قرطاج

  مصر اليوم -

سباق قصر قرطاج

بقلم: د. جبريل العبيدي

السباق نحو قصر قرطاج والرئاسة التونسية، يحظى بمتابعة كبيرة من العديد من الأطراف، عبر مناظرات تلفزيونية هي الأولى في الوطن العربي، تتمحور حول ثلاثة محاور تتعلق بصلاحيات الرئيس، وهي: الدستور، والدفاع والأمن القومي، والسياسة الخارجية، احتلت فيها عبير موسي الاهتمام الأول في مقابل عدم إقناع لمهدي جمعة، وتراجع عبد الفتاح مورو، رغم محاولات الأخير الظهور بمظهر يختلف عن الشيخ الخطيب والمنظر، القادم من بين دفاتر كتب تختلف في التاريخ والجغرافيا والتوقيت عن الواقع، إلا أن إجابات مورو لم تخرج عن دائرة شيخ الجماعة ومنظرها الأبرز.
مورو، مرشح جماعة «الإخوان»، تحت عباءة حركة «النهضة»، الذي ظهر في المناظرة التلفزيونية لا يعرف تعداد سكان بلاده، وأخطأ في عدد المهاجرين منهم في فرنسا، الأمر الذي وصفه الكثيرون بأنه بسبب بعده عن الواقع، خصوصاً بعد الجدل الكبير حول تعيين زوجة ابن مورو قنصلاً في باريس، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات حول التعيينات، وعلى أي أساس تُبنى وما موقع الكفاءة فيه من الإعراب؟! الأمر الذي يجعل التساؤل مباحاً، هل يستطيع أن يكون رئيساً لجميع التونسيين، لو فاز بقصر قرطاج، أم سيكرر سيناريو مرسي العياط في مصر، ويصبح رئيساً لجماعته وقرابته؟
الأمر ليس سهلاً، فكيف سيتصرف في وجود الجماعة وتأثيرها، ووجود بيعة في عنقه لمرشد الجماعة، وهي بيعة تفرض طاعة عمياء للمرشد توصف في كتب «الإخوان» بأنها كطاعة الميت للمغسل، الأمر الذي يجعل من الرئيس المفترض رهينة لإرادته، التي هي تمثل إرادة الدولة.
مرشح «النهضة»، وإن حاول الظهور في مناظرة تلفزيونية بأنه يجاري متغيرات العصر، وأنه يسعى لمدنية الدولة، لدرجة أنه طالب بتشكيل جيش رقمي، وقال: «إننا مسكنا الإرهاب في عقر داره»، دون أن يقول لنا ما يقصد بقوله «إننا»، وأين هي دار الإرهاب، ومتى كان ذلك، في ظل اتهامات لحركة «النهضة» وجَّهها سياسيون، وكذلك الجيش الليبي، بدعم الميليشيات وزعزعة الاستقرار في ليبيا، وتصريحات ومجاهرة لقيادات الحركة بدعم نظرائهم في ليبيا من جماعة «الإخوان» في ليبيا.
مورو الذي ترأس جلسة البرلمان في التصويت على القانون الانتخابي، في وجود مطالبة البعض له بالتنحي جانباً، وترك رئاسة الجلسة لنائبه، خصوصاً وهو مرشح للرئاسة، كان ينبغي عليه التنحي جانباً، كما فعل مرشح الرئاسة يوسف الشاهد، الذي فوض بعض سلطاته لوزير آخر.
في سباق قصر قرطاج، كان ظهور منصف المرزوقي، باهت الخطاب، محشواً باللغة والمفردات الخشبية، المتكررة، بل والتناقض، حين دعا المرزوقي إلى النأي بتونس عن الصراعات، بينما واقع حاله يكذب قوله، فهو بالأمس القريب يجاهر بالتدخل في الأزمة الليبية، وويشكك في دور الجيش الليبي، حيث قال: «إذا سقطت طرابلس في أيدي القوات التابعة لحفتر، فإن شرارة الحريق ستنتقل إلى تونس، وما وراءها، لتهدد الأمن القومي المغاربي»، الأمر الذي يعتبر تدخلاً سافراً في الشأن الليبي، بينما ما يسميها المرزوقي «قوات حفتر» ما هي إلا قوات الجيش الليبي المعترف به من السلطة الشرعية في ليبيا، مجلس النواب، ومن يدافع عنها المرزوقي في طرابلس هي ميليشيات الإسلام السياسي. المرزوقي يضلل نفسه بنفسه، وهو الذي لم يستطع أن يعطي أي قراءة يمكن التعويل عليها، رغم أنه رئيس سابق، من المفترض أن له خبرة ولو بدائية، ولكنه ظهر في المناظرة التلفزيونية باهت الخطاب ضعيف الحضور والكاريزما، التي اختطفتها منهم جميعاً عبير موسى.
في مناظرة سباق قرطاج، كان كرسي رجل الأعمال نبيل القروي فارغاً، لوجوده في السجن، بتهمة غسل أموال، وغرد على صفحته قائلاً: «حرموني هذه الليلة من حقّي الدستوري للتعبير أمام الشعب التونسي. ويجرؤون على الحديث عن انتخابات شفافة وديمقراطية في غياب مبدأ أساسي وهو التساوي في الحظوظ».
سباق قرطاج مستمر، ولكن يبقى الخيار والكلمة للشعب التونسي، الذي ستمكنه تجربته السياسية من اختيار يجنبه ويجنب تونس، سياسة المحاور، وتَحول تونس إلى ولاية تابعة للمرشد، بتكرار سيناريو مرسي العياط بنسخة تونسية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سباق قصر قرطاج سباق قصر قرطاج



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon