توقيت القاهرة المحلي 08:26:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرب غزة وبيان الرياض

  مصر اليوم -

حرب غزة وبيان الرياض

بقلم - جبريل العبيدي

 

الرياض كعادتها سباقة للخير والعمل المشترك ونهج سياسة الاستقرار والاعتدال في المنطقة، ولهذا استضافت القمتين العربية والإسلامية، واستقبلت جميع القادة من دون استثناء، وجمعت الجميع، وجميعهم قالوا قولاً واحداً: «ما لم ينعم الشعب الفلسطيني بالأمن والسلام، فإنه لا يمكن لإسرائيل ولا لأي دولة أخرى في المنطقة أن تنعم بالأمن والسلام».

كانت قمة الرياض قمّة استثنائية بالشكل والمضمون والقرارات، فوجود جميع قادة العرب والعالم الإسلامي في ضيافة الرياض، يؤكد تمسك وحرص قادة الرياض على أهمية العمل المشترك العربي والإسلامي، خاصة في الظروف الصعبة والاستثنائية كالتي تمر بها غزة بعد العدوان الإسرائيلي بسبب هجمات حركة «حماس»، فتحولت غزة إلى جحيم على المدنيين، حيث هدمت البيوت والمستشفيات وقطعت الماء والكهرباء، في أكبر عملية عقاب جماعي للسكان، في ظل صمت أوروبي غربي غير مسبوق، بل حدث اصطفاف غير عادل لجانب إسرائيل من دون أدنى درجة من درجات الإدانة لمخالفة إسرائيل لقواعد الاشتباك، وتحييد المدنيين والمستشفيات في الحروب.

بيان قمتي الرياض العربية والإسلامية كان واضحاً بشأن الحرب في غزة: «لا لاستمرار الحرب، ولا لإبادة المدنيين، ولا لدمار البنية التحتية في غزة، ويجب كسر الحصار عن غزة، ولا علاقة له بدعم (حماس) فيما تقوم به، والتي هي مسؤولة مسؤولية كاملة عن أفعالها، والشعب الفلسطيني هو من يقرر من يحكمه في غزة، أو في عموم أراضي فلسطين»، كما طالب بيان الرياض برفض ازدواجية المعايير.

وطالبت قمة الرياض المحكمة الجنائية الدولية باستكمال التحقيق في جرائم الحرب المرتكبة من قبل إسرائيل، في سابقة لم تسبقها فيها قمم عربية أو إسلامية أخرى، مما ميز قمة الرياض عن غيرها.

في قمتي الرياض العربية والإسلامية قرارات حاسمة وموقف عربي إسلامي موحد، فكان الجميع على رأي واحد، وجميعهم بلسان رجل واحد: لا للحرب في غزة، ولا لإبادة المدنيين، ولا بد من كسر حصار غزة.

غزة المكلومة والمدمرة رغم خطابات «المقاومة المستقلة» الإنشائية التي صدعنا بها معسكر الممانعة، مما يؤكد أن قرار محور «المقاومة» ليس قراراً سيادياً ميدانياً كما تعلن هذه الجماعات، بل هو نتيجة حسابات الطرف الممول لها، سواء بالمال أو السلاح، وبالتالي يمتلك قرارها.

ينذر هذا الصراع بتحول النزاع الراهن إلى صراع إقليمي متعدد الجبهات، إذا لم يتم التوصل إلى حلول لهذا النزاع، وهذا ما يتخوف منه الكثيرون من الخبراء خاصة بعد تصريح.

كما حذرت من ازدواجية المعايير التي تؤثر على مصداقية الدول الداعمة لإسرائيل، والتي تتجاهل القتلى من المدنيين، وتطلق يد إسرائيل في القتل والدمار بغزة من دون أدنى درجة من درجات الإدانة، مما يشكل أزمة أخلاقية وإنسانية بالدرجة الأولى.

قمة الرياض صدحت بوضوح لا يقبل اللبس: «لا سلام دون إقامة دولة فلسطينية»، وأي تعطيل أو مماطلة أو تسويف سيكون سبباً مبرراً للعنف.

بيان قمة الرياض شكل انطلاقة جديدة نحو عمل عربي إسلامي مشترك يمكن التعويل عليه في حلحلة القضايا، من خلال إيجاد أرضية مشتركة بين جميع الأطراف في المنطقة العربية خاصة، وفي محيطها الإسلامي الأكبر، دون الدخول في تفاصيل الخلافات الطرفية أمام القضايا المركزية، التي كثيراً ما غيبتها الخلافات الطرفية في التجمعين العربي والإسلامي.

القيادة السعودية تمكنت في قمة الرياض من تحقيق تقدم ملموس وواقعي بين جميع الأطراف، فاستطاعت الخروج بقمة بنتائج مرضية للجميع، وبيان متوازن قابل للتحول إلى خريطة طريق للحل.

الحل في غزة ليس باجتثاث «حماس» أو غيرها، بل بالسماح للفلسطينيين بإعلان دولة فلسطينية قابلة للحياة، وحينها سينتخب الفلسطينيون من يمثلهم، وليس بدمار غزة.

لقد ضاق الفلسطينيون ذرعاً بالممارسات الإسرائيلية الظالمة والشريرة، من انتهاك للمقدسات، وقضم للأراضي، وبناء المستوطنات، وسلب الأراضي، وجرف الأشجار، والتنكيل بالفلسطينيين. لقد بات الفلسطيني لا يعير اهتماماً للحياة في ظل هذا الظلم الصارخ وصمت المجتمع الدولي على ممارسات إسرائيل غير الإنسانية، التي تريد أن تنهي شعباً كاملاً من الوجود، واغتصاب حقوقه ونزعه من أرضه من دون أي رادع. لكن الفلسطيني متشبث بأرضه، والبقاء فيها، والدفاع عنها، مهما كلفه ذلك من أرواح، حتى ينزع حقه من هذا المحتل الغاشم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب غزة وبيان الرياض حرب غزة وبيان الرياض



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon