توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إردوغان وأمجاد القرصان بربروس

  مصر اليوم -

إردوغان وأمجاد القرصان بربروس

بقلم: د. جبريل العبيدي

السيد إردوغان، وفي حالة استفزازية، طالب جنود بلاده بتحقيق «ملاحم» في ليبيا، باستلهام «بطولات» القرصان خير الدين بربروس المسمى أمير البحارة العثمانيين.
إردوغان الذي يهرب من أزماته الداخلية بالتدخل في ليبيا، وفي مشهدية تصويت هزلية صورية مضمونة النتائج مسبقاً، انتظر موافقة برلمان بلاده لشرعنة غزو ليبيا، بينما تجاهل إردوغان البرلمان الليبي الذي لم يقر أصلاً «حكومة الوفاق» التي أبرم معها إردوغان اتفاقاً معيباً ومخالفاً حتى لبنود ونصوص «اتفاق الصخيرات» الذي أنتج «حكومة الوفاق»، فبرلمان تركيا ذو اللون الإخواني، غالبية أعضائه من حزب «العدالة والتنمية»، الواجهة السياسية لتنظيم «الإخوان».
مقامرة إردوغان لغزو ليبيا تم التخطيط لها، من خلال إبرام اتفاق إردوغان وتابعه السراج، الذي كان محاولة لشرعنة إردوغانية، ولاستنساخ حصان طروادة جديد لاحتلال ليبيا وابتلاع ثرواتها، بمساعدة حفنة من العملاء، الذين سيسقطون كما تتساقط أوراق الخريف أمام تحرير الجيش الليبي.
السلطة الشرعية الليبية (مجلس النواب الليبي) التي تجاهلها إردوغان وتابعه السراج، رفضت الاتفاق، واعتبرته احتلالاً تركياً لأراضي ليبيا، بينما لجنة الخارجية بمجلس النواب الليبي اعتبرت ما قام به السراج «يرقى إلى تهم الخيانة العظمى، بتحالفه مع النظام التركي».
إردوغان يدعم «حكومة الوفاق» بزعم وحجة أنها المعترَف بها دولياً من الأمم المتحدة، إذن وبالقياس ذاته: لماذا لا يدعم إردوغان الحكومة السورية المعترَف بها من الأمم المتحدة، وفق ما يقوله عن حكومة السراج مثلاً؟! أم أنه الكيل بمكيالين عند قرصان البحر المتوسط؟!
إنها مغامرة ومقامرة إردوغان بالتدخل في ليبيا، واستخدام الدولة التركية، وتعريض جنودها للخطر والموت في ليبيا من أجل نصرة تنظيم «الإخوان»، فليبيا ليست في حالة حرب مع تركيا، ولا هي في حالة نزاع حدودي، ولا هي تشكل خطراً على الأمن القومي التركي، إذن لماذا الزجّ بالدولة التركية في حرب خاسرة بليبيا من أجل تنظيم مفلس؟!
وهمُ إردوغان بعودة العثمانية، عبر مشروع إردوغان الوهمي لابتلاع المتوسط، الذي أطلق عليه «الوطن الأزرق»، يُعتبر أكبر عملية تزوير وتلاعب بالجغرافيا عرفها التاريخ، وهي المحرك الرئيسي لأفعال إردوغان ومطامعه الحمقاء، التي وجدت في أتباع البنا وقطب، مطية مناسبة له لتحقيق حلمه بالخلافة المزعومة.
مغامرة ردوغان في ليبيا تستمر في ظل صمت دولي مريب، رغم التحذير الخجول لترمب، كما أعلن البيت الأبيض، بأن «الرئيس الأميركي دونالد ترمب حذر الرئيس التركي إردوغان من التدخل العسكري في ليبيا، وأن التدخل الأجنبي في ليبيا سيؤزّم الأوضاع»، بينما نائب رئيس لجنة الدوما الروسي للشؤون الخارجية، ديمتري نوفيكوف، قال إن «التدخل العسكري التركي في ليبيا سيزيد من تأزم الأوضاع، وسينعكس سلباً على الشعب الليبي».
الأميركان والإنجليز عرّابو تنظيم الإخوان في حالة صمت عجيب أمام عبث إردوغان والتهديد بإرسال قوات إلى طرابلس، وكأنهما في حلف إردوغان، ولو بالصمت والإشارة، لفرض تسوية بمقاس أميركي إنجليزي. إردوغان سيحارب في ليبيا بالمرتزقة الأجانب، بقيادة حامية تركية سيرسلها إلى طرابلس؛ بوصول عدد كبير من المقاتلين السوريين إلى ليبيا، عن طريق رحلات جوية غير مسجّلة، وقد هبوطت 4 طائرات تحمل مقاتلين سوريين وأجانب موالين لتركيا في مطار معيتيقة، وفق مصادر متعددة، ومنها إذاعة «إر إف إي» الفرنسية.
إردوغان يرسم معالم نهايته بسعيه إلى تدمير اقتصاد بلده.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إردوغان وأمجاد القرصان بربروس إردوغان وأمجاد القرصان بربروس



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon