توقيت القاهرة المحلي 10:37:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أفغانستان و«داعش خراسان»

  مصر اليوم -

أفغانستان و«داعش خراسان»

بقلم: جبريل العبيدي

الساحة الأفغانية وما جاورها قد تصبح ساحة مفتوحة للحرب بين «طالبان» و«داعش خراسان»، التنظيم الدموي، فـ«داعش» استخدام مسميات للدول والمناطق تعود للتاريخ القديم، خصوصاً التي تعود للعهد الإسلامي، مثل ولاية الشام وولاية بغداد وولاية برقة وغيرها، لكي يلعب بعواطف مناصريه، ولهذا السبب نجده اختار مسمى ولاية خراسان للتنظيم في أفغانستان وما جاورها، في محاولة لاستدعاء وتوظيف التاريخ والجغرافيا، خصوصاً أن إقليم «خراسان» يشمل من الناحية التاريخية شمال غربي أفغانستان وجنوب تركمانستان، إضافةً لمقاطعة خراسان الحالية في إيران، مما يعنى أن «داعش» يخطط لاستخدام هذه الدول منطلقاً لعملياته وقاعدة له في المنطقة، فـ«داعش» لا يستخدم المسميات لمجرد الإعجاب بلفظها.
تنظيم «داعش» فرع ولاية خراسان أعلن مسؤوليته عن تفجيرات مطار كابل الدامية، والذي ظهر لأول مرة في شرق أفغانستان أواخر عام 2014 وقاتل «الحكومة الأفغانية السابقة»، وحتى حركة «طالبان» التي وصفها التنظيم بالكافرة، فهو ينظر إلى «طالبان» على أنها مرتدة عن نهج «الخلافة».
الواقع أنَّ تنظيم «داعش خراسان» أكثر دموية من غيره، فقد سبق أن ذبح أطفالاً رضعاً حديثي الولادة في مستشفى تديره منظمة «أطباء بلا حدود».
ورغم أن أميركا استخدمت «أم القنابل»، وهي أضخم قنبلة تقليدية غير نووية على كهوف لتنظيم «داعش ولاية خراسان» فإن التنظيم ظهر مجدداً وضرب مطار كابل المحصن بالجيش الأميركي حيث تسلل انتحاري بين الحشود البشرية في مطار كابل، حتى وصل إلى مسافة تقترب من خمسة أمتار من الجنود الأميركان ليوقع بينهم ضحايا كغيرهم من الأفغان بين قتيل وجريح، في أضخم تفجير يقوم به «داعش» في مكان «يُفترض» أنه محصن عسكرياً، مما أسفر عن مقتل 72 شخصاً، من بينهم 13 جندياً أميركياً، مما تسبب في حرج وانتقاد كبير في الداخل الأميركي للرئيس بايدن بسبب الانسحاب المفاجئ من دون خطة واضحة حتى لتأمين الرعايا الأميركيين، وسارع بايدن بنفي أي تواطؤ لـ«طالبان» مع «داعش» في الهجوم.
وبمجرد حدوث التفجير الدامي سارعت «وكالة أعماق» الراعي الرسمي لأخبار «داعش»، بإعلان اسم المفجر «اللوغاري»، مؤكدة أن «مقاتلها استطاع التغلب على جميع التحصينات الأمنية، حيث وصل إلى مسافة لا تزيد على خمسة أمتار من القوات الأميركية».
عودة تنظيم «داعش خراسان» والذي يضم أفغاناً كانوا ينتمون لـ«طالبان» وانشقوا عنها وبايعوا البغدادي قبل مقتله، وآخرين من قبائل ألأوزبك، تعد خطيرة جداً، خصوصاً أن «طالبان» الجديدة لم تستطيع حتى الآن ملء الفراغ الأمني والعسكري الذي سبّبه الانسحاب المفاجئ للقوات الأميركية.
يبدو أن الانسحاب الأميركي المفاجئ قد مكَّن تنظيم «داعش ولاية خراسان» من الحصول على موطئ قدم في أفغانستان، وقد يكون هذا منطلقاً لهجمات إرهابية متطرفة كبيرة مستقبلاً، تستهدف الداخل والخارج الأفغاني، خصوصاً أن التنظيم عابر للحدود، مستفيداً من الحروب والقتال الداخلي.
فالحرب على أفغانستان كانت إحدى الحروب الفاشلة التي خاضتها أميركا في المنطقة قبل العراق وليبيا، والتي جميعها أصبحت دولاً فاشلة ومنهارة، بعد التدخل الذي كان شعاره الرئيسي نشر الديمقراطية، بينما في الواقع أصبحت هذه الدول أكثر فوضى وبلاءً مما كانت عليه، مما يؤكد الخطأ الاستراتيجي في التدخل من دون خطة والانسحاب من دون خطة كما حدث في الحالات الثلاث.
ظهور هذا التنظيم الشرير «داعش» الخراساني، وما فعله في مطار كابل ينذر بشرٍّ مستطير ينطلق من الساحة الأفغانية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفغانستان و«داعش خراسان» أفغانستان و«داعش خراسان»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:32 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة "لأ ثواني"
  مصر اليوم - بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة لأ ثواني

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon