توقيت القاهرة المحلي 04:02:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«كورونا» يحبس أنفاس العالم

  مصر اليوم -

«كورونا» يحبس أنفاس العالم

بقلم: د. جبريل العبيدي

فيروس كورونا المستجد و«المرعب»، هو المحرك الرئيسي وراء الإجراءات الاحترازية التي يتخذها بعض دول العالم، خصوصاً بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية رسمياً فيروس كورونا وباء عالمياً (pandemic)، ما يعني انتشاره خارج السيطرة، بعد أن أكدت المنظمة أن أوروبا باتت بؤرة وباء كورونا العالمي.
لقد حبس العالم أنفاسه بين البقاء في عزلة طوعية وأخرى مجبرة، وكتم الناس أنفاسهم بكمامات، تسابق تجار الأزمات على رفع أسعارها، حتى فاقت المعقول، رغم أن الكمامة ليست ضرورة مطلقة للوقاية من المرض، بقدر الحرص على النظافة والتعقيم، وعدم ملامسة الوجه والأسطح، وترك المصافحة والعناق بين الناس.
سارع الرئيس الأميركي ترمب بإغلاق حدود بلاده وإعلان حالة الطوارئ، وبسبب الهلع الذي سببه كورونا أغلق كثير من الدول المنافذ الجوية والبرية، وأصبحت في حالة عزلة تامة، وكان بعضها قرر الموت بصمت بعيداً، بعد أن بلغت الإصابات بفيروس كورونا في العالم 150 ألفاً بينها أكثر من 5700 وفاة في 137 بلداً، بينما وكالة الحماية المدنية في إيطاليا قالت إن نسبة الوفيات ارتفعت 14 في المائة.
فقد تمَّ تعليق دوام المدارس والفعاليات الرياضية والصلاة في المساجد والكنائس، فخلت المدارس والجامعات، بل حتى المساجد والساحات وملاعب كرة القدم والمسارح والسينما والأسواق والشوارع والمتنزهات والنوادي من الناس، ودبَّ الهلع بينهم، رغم ترديد وتكرار الأطباء بأن معدلات الوفاة من الفيروس «المرعب» لا تزال متدنية جداً تتراوح بين 2 و5 في المائة.
فوبيا كورونا أصابت حتى إرهابيي «داعش»، فأصدر تنظيم داعش الإرهابي توجيهات «شرعية» للتعامل مع الأوبئة لعناصره.
هلع وفوبيا كورونا صنعهما الإعلام بالتهويل، شاركته الحملات الانتخابية في بلدان العالم، خصوصاً أميركا وأوروبا، ما جعل المسؤولين يتسابقون في الظهور بمظهر الحريصين على شعوبهم، الأمر الذي جعل ترمب يخضع نفسه للكشف الطوعي عن الفيروس، ويعلن حالة الطوارئ الوطنية، رغم أن الفيروس لم يخرج عن السيطرة في أميركا، في اتهامات له باستغلال الأزمة انتخابياً.
الصين البؤرة الأولى كانت أكثر الدول نجاحاً في مواجهة الفيروس، بل إنها تجاوزت حالة الخطر، وأصبح الفيروس تحت السيطرة، نظراً لإجراءات الصين الاحترازية، إذ نجحت بشكل كبير في الحد من انتشار كورونا، فقد تماثل للشفاء أكثر من 70 في المائة من الحالات، الأمر الذي يعدّ نجاحاً للسياسة الصحية للصين في مواجهة وباء كورونا، في حين نرى إيطاليا لا تزال تتخبط في مواجهة الخطر بسياسات أقل نجاحاً، ما تسبب في تحول إيطاليا إلى البؤرة الثانية عالمياً، وقد تصبح الأولى بعد نجاح الصين في السيطرة عليه داخلياً.
رائحة الموت ووداع الأحبة هما ما يشغل الكثيرين، رغم تدني نسبة الوفيات بين المصابين، فقد يكون الإعلام تسبب في حالة الهلع ونشر الرهاب والفوبيا من دون أن يقصد بين الناس، خصوصاً والإعلام يكرر أن الفيروس يتسبب في وفاة كبار السن، ما جعل حالة من الهلع واليأس بين هذه الفئة التي لم يراعِ شعورها بعض الإعلام المهول.
العالم في مواجهة كورونا يحبس أنفاسه ويتبادل التهم بين الإهمال والتستر على المرض حتى أصبح وباءً عالمياً، وفكرة الحرب الجرثومية، كما صرَّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، التي قال فيها إن «الجيش الأميركي ربما يكون قد نقل (كوفيد - 19) إلى مدينة ووهان الصينية»، ولم يتوقف التلاسن الجرثومي عند هذا الحد، بل طال المرشد الإيراني وبومبيو وزير خارجية أميركا عبر تغريدات على «تويتر». المرشد الإيراني قال في تغريدة إن «فيروس كورونا بناء على الأدلة قد يكون هجوماً بيولوجياً»، ليرد عليه مايك بومبيو: «كان عليك منع الطيران إلى ووهان الصينية، وعدم سجن مَن تحدث عن الأمر».
وبينما يستمر التلاسن عن حرب جرثومية افتراضية، يستمر فيروس كورونا يفتك بمن يستفرد بهم الضحايا، في ظل غياب جهد عالمي ضد عدو مشترك استطاع أن يحبس أنفاس العالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كورونا» يحبس أنفاس العالم «كورونا» يحبس أنفاس العالم



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon