توقيت القاهرة المحلي 20:16:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليبيا والترشح المفاجئ للقذافي الابن للرئاسة

  مصر اليوم -

ليبيا والترشح المفاجئ للقذافي الابن للرئاسة

بقلم : د. جبريل العبيدي

ظهور مفاجئ ومربك للمشهد الانتخابي في ليبيا، بعد ظهور سيف الإسلام القذافي مقدماً أوراق ترشحه لفرع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في سبها، صاحبه تشكيك البعض في حقيقة شخصيته، لدرجة أن بعض القنوات سارعت لعدّ أصابع يديه (المبتور بعضها جراء الحرب) للتشكيك أن الشخصية التي ظهرت ليست سيف الإسلام القذافي، لكون أصابع يديه ظهرت سليمة.
أياً كان تسطيح المشهد الإعلامي لظهور القذافي الابن وعملية عدّ أصابع يديه، يبقى الجزء الأهم والمهم الذي غفل عنه الإعلام الانتقائي، مَن وراء سيف الإسلام، ومَن تكفل بحمايته في ظهوره لأكثر من ساعة في مكان معلوم ومعروف، وهو المطلوب لكثيرين بدءاً من أعداء الأمس؛ ميليشيات الإسلام السياسي، إلى من يسعون لاختطافه طلباً للفدية والمال، كما حدث لأخيه هانيبال مع «حزب الله» في لبنان، وانتهاءً بمحكمة الجنايات الدولية التي لا تزال تُذكّر الجميع بأنه لا يزال مطلوباً لديها، كما قال فادي العبد الله، المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية، للأناضول، الأحد، إن أمر القبض الصادر بحق سيف الإسلام منذ عام 2011 «لا يزال سارياً، ولم يتغير»، وذلك بتهمة ارتكاب «جرائم ضد الإنسانية»!
الظهور المفاجئ للقذافي الابن، صاحبه جدل واسع حول مَن هم وراء حماية وترشح سيف الإسلام للانتخابات الرئاسية، وربط البعض علاقةً بين فرنسا وبشير صالح (مدير مكتب القذافي الأب) وصندوقه الأسود في الجانب المالي والاستثمارات الذي سبق سيف الإسلام إلى مقر فرع مفوضية الانتخابات في سبها، حيث قدّم سيف الإسلام أوراق ترشحه، فتحركات بشير صالح في المنطقة بين روسيا وفرنسا والتنسيق بينها، ربطها البعض بأنها تفاهم روسي فرنسي على ترشح القذافي الابن.
أياً كانت التكهنات والتحليلات، تبقى مشاركة سيف الإسلام في سباق الانتخابات الرئاسية ما كان لها أن تتم لولا قانون المساواة في الترشح الذي اعتمده البرلمان ومنع الإقصاء لأي طرف، الأمر الذي أغضب «الإخوان» وجماعتهم الذين كانوا يطلبون قانوناً إقصائياً للغير ومفصلاً على مقاس أعضاء جماعة «الإخوان».
لكن تبقى مشاركة سيف الإسلام القذافي في الانتخابات الرئاسية كمرشح رهينةً لحجم تفهمه وتفهم من يمثلهم للتغيير «الديمقراطي» الذي حدث في ليبيا، رغم مصاعبه ومآسيه، إلا أنه لا يمكن العودة لجماهيرية القذافي الأب، ولو بأخرى ثانية، فتجربة سبتمبر (أيلول) انتهت، وكذلك تجربة فبراير (شباط) فشلت، والأصلح هو دولة مدنية بدستور يحترم حق المواطنة.
وتبقى تجربة سيف القذافي مع جماعات الإسلام السياسي وخداعهم تجربةً مريرة، كون هذه التنظيمات لا تعترف بالتعايش السلمي والسلم المجتمعي، إلا إذا رهبت وبقيت في السجون، أما خروجها منها فهو يشكل خطراً على السلم المجتمعي، حتى السلم الدولي، لأن هذه الجماعات لا تكف عن تصدير وإعادة تدوير أفكارها المتطرفة، وممارسة التقية السياسية لتتمكن من تنفيذ مخططاتها حال تمكنها من ذلك، وليس لها حليف ولا تحالف تحترمه، حتى المرجعيات الفقهية التي سرعان ما اتضح أنها مجرد خدعة و«تقية» استخدمتها جماعة «الإخوان» و«الجماعة الليبية المقاتلة».
إطلاق سراح سيف الإسلام القذافي، الابن الثاني للزعيم القذافي، كان خطوة مهمة في اتجاه المصالحة الوطنية، ويعتبر خطوةً شجاعة من البرلمان الليبي إصدارُه قانون العفو العام، وهي الخطوة التي مكّنت القذافي الابن من تقديم أوراقه للترشح للانتخابات الرئاسية، التي تواجه اليوم تهديداً «إخوانياً» بالعرقلة، بل التهديد بمنعها ورفض نتائجها إذا ما فاز سيف الإسلام أو المشير خليفة حفتر.
ويبقى خطر التهديد «الإخواني» بعرقلة الانتخابات ماثلاً، بتهديدهم بتقديم آلاف الجثث، ما لم تعدّ المفوضية الوطنية العليا للانتخابات قانوناً يفصل ثوبه بمقاس مرشحيها وخططهم الانتخابية.
هذا التهديد «الإخواني» بعرقلة الانتخابات يعتبر اختباراً للمجتمع الدولي ومدى الجدية في دعم الانتخابات في موعدها في 24 ديسمبر (كانون الأول)، تاريخ استقلال ليبيا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا والترشح المفاجئ للقذافي الابن للرئاسة ليبيا والترشح المفاجئ للقذافي الابن للرئاسة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon