توقيت القاهرة المحلي 18:14:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليبيا والترشح المفاجئ للقذافي الابن للرئاسة

  مصر اليوم -

ليبيا والترشح المفاجئ للقذافي الابن للرئاسة

بقلم : د. جبريل العبيدي

ظهور مفاجئ ومربك للمشهد الانتخابي في ليبيا، بعد ظهور سيف الإسلام القذافي مقدماً أوراق ترشحه لفرع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في سبها، صاحبه تشكيك البعض في حقيقة شخصيته، لدرجة أن بعض القنوات سارعت لعدّ أصابع يديه (المبتور بعضها جراء الحرب) للتشكيك أن الشخصية التي ظهرت ليست سيف الإسلام القذافي، لكون أصابع يديه ظهرت سليمة.
أياً كان تسطيح المشهد الإعلامي لظهور القذافي الابن وعملية عدّ أصابع يديه، يبقى الجزء الأهم والمهم الذي غفل عنه الإعلام الانتقائي، مَن وراء سيف الإسلام، ومَن تكفل بحمايته في ظهوره لأكثر من ساعة في مكان معلوم ومعروف، وهو المطلوب لكثيرين بدءاً من أعداء الأمس؛ ميليشيات الإسلام السياسي، إلى من يسعون لاختطافه طلباً للفدية والمال، كما حدث لأخيه هانيبال مع «حزب الله» في لبنان، وانتهاءً بمحكمة الجنايات الدولية التي لا تزال تُذكّر الجميع بأنه لا يزال مطلوباً لديها، كما قال فادي العبد الله، المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية، للأناضول، الأحد، إن أمر القبض الصادر بحق سيف الإسلام منذ عام 2011 «لا يزال سارياً، ولم يتغير»، وذلك بتهمة ارتكاب «جرائم ضد الإنسانية»!
الظهور المفاجئ للقذافي الابن، صاحبه جدل واسع حول مَن هم وراء حماية وترشح سيف الإسلام للانتخابات الرئاسية، وربط البعض علاقةً بين فرنسا وبشير صالح (مدير مكتب القذافي الأب) وصندوقه الأسود في الجانب المالي والاستثمارات الذي سبق سيف الإسلام إلى مقر فرع مفوضية الانتخابات في سبها، حيث قدّم سيف الإسلام أوراق ترشحه، فتحركات بشير صالح في المنطقة بين روسيا وفرنسا والتنسيق بينها، ربطها البعض بأنها تفاهم روسي فرنسي على ترشح القذافي الابن.
أياً كانت التكهنات والتحليلات، تبقى مشاركة سيف الإسلام في سباق الانتخابات الرئاسية ما كان لها أن تتم لولا قانون المساواة في الترشح الذي اعتمده البرلمان ومنع الإقصاء لأي طرف، الأمر الذي أغضب «الإخوان» وجماعتهم الذين كانوا يطلبون قانوناً إقصائياً للغير ومفصلاً على مقاس أعضاء جماعة «الإخوان».
لكن تبقى مشاركة سيف الإسلام القذافي في الانتخابات الرئاسية كمرشح رهينةً لحجم تفهمه وتفهم من يمثلهم للتغيير «الديمقراطي» الذي حدث في ليبيا، رغم مصاعبه ومآسيه، إلا أنه لا يمكن العودة لجماهيرية القذافي الأب، ولو بأخرى ثانية، فتجربة سبتمبر (أيلول) انتهت، وكذلك تجربة فبراير (شباط) فشلت، والأصلح هو دولة مدنية بدستور يحترم حق المواطنة.
وتبقى تجربة سيف القذافي مع جماعات الإسلام السياسي وخداعهم تجربةً مريرة، كون هذه التنظيمات لا تعترف بالتعايش السلمي والسلم المجتمعي، إلا إذا رهبت وبقيت في السجون، أما خروجها منها فهو يشكل خطراً على السلم المجتمعي، حتى السلم الدولي، لأن هذه الجماعات لا تكف عن تصدير وإعادة تدوير أفكارها المتطرفة، وممارسة التقية السياسية لتتمكن من تنفيذ مخططاتها حال تمكنها من ذلك، وليس لها حليف ولا تحالف تحترمه، حتى المرجعيات الفقهية التي سرعان ما اتضح أنها مجرد خدعة و«تقية» استخدمتها جماعة «الإخوان» و«الجماعة الليبية المقاتلة».
إطلاق سراح سيف الإسلام القذافي، الابن الثاني للزعيم القذافي، كان خطوة مهمة في اتجاه المصالحة الوطنية، ويعتبر خطوةً شجاعة من البرلمان الليبي إصدارُه قانون العفو العام، وهي الخطوة التي مكّنت القذافي الابن من تقديم أوراقه للترشح للانتخابات الرئاسية، التي تواجه اليوم تهديداً «إخوانياً» بالعرقلة، بل التهديد بمنعها ورفض نتائجها إذا ما فاز سيف الإسلام أو المشير خليفة حفتر.
ويبقى خطر التهديد «الإخواني» بعرقلة الانتخابات ماثلاً، بتهديدهم بتقديم آلاف الجثث، ما لم تعدّ المفوضية الوطنية العليا للانتخابات قانوناً يفصل ثوبه بمقاس مرشحيها وخططهم الانتخابية.
هذا التهديد «الإخواني» بعرقلة الانتخابات يعتبر اختباراً للمجتمع الدولي ومدى الجدية في دعم الانتخابات في موعدها في 24 ديسمبر (كانون الأول)، تاريخ استقلال ليبيا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا والترشح المفاجئ للقذافي الابن للرئاسة ليبيا والترشح المفاجئ للقذافي الابن للرئاسة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon