توقيت القاهرة المحلي 21:31:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليبيا وإعلام الكراهية الإخواني

  مصر اليوم -

ليبيا وإعلام الكراهية الإخواني

بقلم :د. جبريل العبيدي

هل سينجح تفشي خطاب الكراهية في تفريق الليبيين، بعد انتشاره بين فضائيات تزعم أنها ليبية، منذ أن انتشرت تلك الفضائيات بعد «ثورة فبراير» (شباط)، ونحن نشهد كل يوم ولادة فضائية جديدة حتى تجاوزت العشرات، وأخذت كل قناة مشرباً لها يعتمد على تمويل الممول وسياسته والدفع بخطابه الموجه، حتى كادت لا تخلو قناة من خطاب الكراهية الموجه للآخر، مما تسبب في حالة من الاصطفاف غير مسبوقة، كل خلف ما رأى أن الخطاب يخدم مصلحته، وأصبح المواطن البسيط الذي عاش لعقود وسنوات على خطاب أحادي وتلفزيون واحد محتاراً في خياراته.
توظيف الإعلام واستخدامه كسلاح، يعتبر لا يقل خطورة عن البنادق والمدافع، في كثير من الأحيان، خاصة إذا تلقى هذا الإعلام المرتزق غير المؤهل الأموال بغير حساب، إذ إنه سيدفع المرضى وضعاف النفوس، إلى إحداث عداوات بين فئات المجتمع عن طريق تبني خطاب الكراهية، وإشعال الفتن.
التضليل الإعلامي وتجزئة الصورة وبعثرتها تقدم مشهداً مزيفاً للحقيقة، وهذا ما يصنعه إعلام الكراهية، عبر فضائيات، وحسابات مواقع التواصل والمنصات الإعلامية المتنوعة، وطبعاً هذا الخطاب الفضائي الموجه والممول من الخارج قبل الداخل، بل وفي فضائيات أغلبها تبث من خارج ليبيا، وتحمل اسمها مسبوقة بكلمات مختلفة ليست جميعها في سلة واحدة، من حيث الخطاب الموجه وخطاب الكراهية، فالتعميم غير صحيح، ولكن كثيراً منها يمارس الخطاب الموجه وتحشيد المواطنين وتضليل الرأي العام.
مارست بعض الفضائيات التوظيف السياسي للفتوى الدينية، فجلبت «مشايخ» للفتوى لصالح هذا الطرف أو ذاك، بل إنها استخدمت لغة التكفير ضد الجيش الوطني ومن يقف بصفه، كما كان المفتي المعزول من البرلمان، مفتي جماعة الإخوان الذي أطلقوا عليه أيام سيطرتهم على مطلق الحكم في ليبيا صفة «مفتي الديار الليبية»، قبل أن يسحبها منه البرلمان الليبي ويعزله عن دار الإفتاء، فقد كان يظهر بفتاوى تكفر أفراد الجيش، وتحط من قدر مناصريه، بل وكان محراكَ شرٍ مستطير، فهذا الرجل لا يدعو أبداً للسلم أو التآخي الاجتماعي، بل يحرض على القتل والفتن، وهذا مثبت وموثق في طلَّاته التلفزيونية الكثيرة. ويكفي أن نقول إنه القائل عن التنظيم الدموي «داعش» «إنهم إخوة لنا».
بل إن المفتي المعزول مفتي جماعة الإخوان في خطابه التحريضي الأسبوعي، كان يستند في تحريمه للأشياء، إلى أساس أنها خروج على مبادئ «ثورة فبراير»، وكأن الثورة مرجع ديني أو أحد مراجع الفتوى، بينما تجاهل أصول الفتوى التي تستند للكتاب والسنة والإجماع في الحلال والحرام، ولا تستند إلى مبادئ «ثورات» سياسية يصاحبها الخطأ والصواب، وإلا اعتبر ذلك توظيفاً سياسياً للدين وهو منهج هذه الجماعة.
وهناك فضائيات تستخدم خطاب الكراهية من خلال ممارسة الفتنة بين القبائل والمدن، وإذكاء النعرات القبلية والجهوية، والتذكير بصراعات وخلافات اندثرت وطواها الزمن وتناساها أصحابها، لتعود تلك الفضائيات، ومن خلال خطاب الكراهية إعادة صياغة تلك الخلافات والنعرات، والتذكير بها، في محاولة لتوسيع فجوة الخلاف وتعميق الجراح التي طواها الزمن.
جماعة الإخوان والإسلام السياسي كانوا الأوائل والسباقين لاستخدام خطاب الكراهية والفجور في الخصومة، وتحشيد أنصارهم، وأتباعهم لنشر تلك الفتن، ونقل واستخدام خطاب الكراهية، كمنهج متعمد في سياسة الفضائيات التي تمول من طرف الإخوان، وأتباعهم خاصة خارج ليبيا.
ويفعل هذا «الإخوان» لأنهم مستميتون على السلطة، وهم لا يريدون أن تفلت ليبيا من أيديهم، لأنها بيت المال الذي لا ينضب لتمويل مشروعاتهم الشيطانية، وتدمير الدولة الوطنية، والتآمر ضد الدول العربية.
الليبيون شعب في أصله طيب مسالم، متعايش حتى مع الآخر، كما أن الليبيين شعب متجانس العرق والدين وحتى المذهب، في أغلبه، وبالتالي لا يمكن أن تؤثر فيه خطابات الكراهية والتحريض التي أنفق عليها أصحاب الكراهية الملايين، لأجل تحقيق شقاق وفتنة بين المكون الليبي، والمعالجة الناجعة لخطاب الكراهية هي إماطة اللثام عن الباطل والأذى، وهو ما يميته وينهيه في مهده ويعطب مكنة إعلام الكراهية.
التساؤل الآن موجهٌ للشعب الليبي عامة: هل ستستعيدون دولتكم من هذه الجماعة، التي أتت تحت جنح الظلام، وتمكنت من الاستيلاء على مصرفكم المركزي، وتمركزت في أماكن القرار، ونهبت أموالكم، وجعلت أرضكم مسرحاً لصراع دولي؟ ننتظر الإجابة في الانتخابات المقبلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا وإعلام الكراهية الإخواني ليبيا وإعلام الكراهية الإخواني



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon