توقيت القاهرة المحلي 12:19:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليبيا وإعلام الكراهية الإخواني

  مصر اليوم -

ليبيا وإعلام الكراهية الإخواني

بقلم :د. جبريل العبيدي

هل سينجح تفشي خطاب الكراهية في تفريق الليبيين، بعد انتشاره بين فضائيات تزعم أنها ليبية، منذ أن انتشرت تلك الفضائيات بعد «ثورة فبراير» (شباط)، ونحن نشهد كل يوم ولادة فضائية جديدة حتى تجاوزت العشرات، وأخذت كل قناة مشرباً لها يعتمد على تمويل الممول وسياسته والدفع بخطابه الموجه، حتى كادت لا تخلو قناة من خطاب الكراهية الموجه للآخر، مما تسبب في حالة من الاصطفاف غير مسبوقة، كل خلف ما رأى أن الخطاب يخدم مصلحته، وأصبح المواطن البسيط الذي عاش لعقود وسنوات على خطاب أحادي وتلفزيون واحد محتاراً في خياراته.
توظيف الإعلام واستخدامه كسلاح، يعتبر لا يقل خطورة عن البنادق والمدافع، في كثير من الأحيان، خاصة إذا تلقى هذا الإعلام المرتزق غير المؤهل الأموال بغير حساب، إذ إنه سيدفع المرضى وضعاف النفوس، إلى إحداث عداوات بين فئات المجتمع عن طريق تبني خطاب الكراهية، وإشعال الفتن.
التضليل الإعلامي وتجزئة الصورة وبعثرتها تقدم مشهداً مزيفاً للحقيقة، وهذا ما يصنعه إعلام الكراهية، عبر فضائيات، وحسابات مواقع التواصل والمنصات الإعلامية المتنوعة، وطبعاً هذا الخطاب الفضائي الموجه والممول من الخارج قبل الداخل، بل وفي فضائيات أغلبها تبث من خارج ليبيا، وتحمل اسمها مسبوقة بكلمات مختلفة ليست جميعها في سلة واحدة، من حيث الخطاب الموجه وخطاب الكراهية، فالتعميم غير صحيح، ولكن كثيراً منها يمارس الخطاب الموجه وتحشيد المواطنين وتضليل الرأي العام.
مارست بعض الفضائيات التوظيف السياسي للفتوى الدينية، فجلبت «مشايخ» للفتوى لصالح هذا الطرف أو ذاك، بل إنها استخدمت لغة التكفير ضد الجيش الوطني ومن يقف بصفه، كما كان المفتي المعزول من البرلمان، مفتي جماعة الإخوان الذي أطلقوا عليه أيام سيطرتهم على مطلق الحكم في ليبيا صفة «مفتي الديار الليبية»، قبل أن يسحبها منه البرلمان الليبي ويعزله عن دار الإفتاء، فقد كان يظهر بفتاوى تكفر أفراد الجيش، وتحط من قدر مناصريه، بل وكان محراكَ شرٍ مستطير، فهذا الرجل لا يدعو أبداً للسلم أو التآخي الاجتماعي، بل يحرض على القتل والفتن، وهذا مثبت وموثق في طلَّاته التلفزيونية الكثيرة. ويكفي أن نقول إنه القائل عن التنظيم الدموي «داعش» «إنهم إخوة لنا».
بل إن المفتي المعزول مفتي جماعة الإخوان في خطابه التحريضي الأسبوعي، كان يستند في تحريمه للأشياء، إلى أساس أنها خروج على مبادئ «ثورة فبراير»، وكأن الثورة مرجع ديني أو أحد مراجع الفتوى، بينما تجاهل أصول الفتوى التي تستند للكتاب والسنة والإجماع في الحلال والحرام، ولا تستند إلى مبادئ «ثورات» سياسية يصاحبها الخطأ والصواب، وإلا اعتبر ذلك توظيفاً سياسياً للدين وهو منهج هذه الجماعة.
وهناك فضائيات تستخدم خطاب الكراهية من خلال ممارسة الفتنة بين القبائل والمدن، وإذكاء النعرات القبلية والجهوية، والتذكير بصراعات وخلافات اندثرت وطواها الزمن وتناساها أصحابها، لتعود تلك الفضائيات، ومن خلال خطاب الكراهية إعادة صياغة تلك الخلافات والنعرات، والتذكير بها، في محاولة لتوسيع فجوة الخلاف وتعميق الجراح التي طواها الزمن.
جماعة الإخوان والإسلام السياسي كانوا الأوائل والسباقين لاستخدام خطاب الكراهية والفجور في الخصومة، وتحشيد أنصارهم، وأتباعهم لنشر تلك الفتن، ونقل واستخدام خطاب الكراهية، كمنهج متعمد في سياسة الفضائيات التي تمول من طرف الإخوان، وأتباعهم خاصة خارج ليبيا.
ويفعل هذا «الإخوان» لأنهم مستميتون على السلطة، وهم لا يريدون أن تفلت ليبيا من أيديهم، لأنها بيت المال الذي لا ينضب لتمويل مشروعاتهم الشيطانية، وتدمير الدولة الوطنية، والتآمر ضد الدول العربية.
الليبيون شعب في أصله طيب مسالم، متعايش حتى مع الآخر، كما أن الليبيين شعب متجانس العرق والدين وحتى المذهب، في أغلبه، وبالتالي لا يمكن أن تؤثر فيه خطابات الكراهية والتحريض التي أنفق عليها أصحاب الكراهية الملايين، لأجل تحقيق شقاق وفتنة بين المكون الليبي، والمعالجة الناجعة لخطاب الكراهية هي إماطة اللثام عن الباطل والأذى، وهو ما يميته وينهيه في مهده ويعطب مكنة إعلام الكراهية.
التساؤل الآن موجهٌ للشعب الليبي عامة: هل ستستعيدون دولتكم من هذه الجماعة، التي أتت تحت جنح الظلام، وتمكنت من الاستيلاء على مصرفكم المركزي، وتمركزت في أماكن القرار، ونهبت أموالكم، وجعلت أرضكم مسرحاً لصراع دولي؟ ننتظر الإجابة في الانتخابات المقبلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا وإعلام الكراهية الإخواني ليبيا وإعلام الكراهية الإخواني



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon