توقيت القاهرة المحلي 12:19:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الليبيون وقوارب البحر

  مصر اليوم -

الليبيون وقوارب البحر

بقلم: جبريل العبيدي

الليبيون لم يركبوا البحر هرباً ولا هجرة حتى في زمن الحرب والاستعمار، فقد قاتل المختار ورفاقه الطليان سنوات طوالاً في الجبال، ولم يركبوا البحر حتى عندما حاصرهم في المعتقلات الفاشستية التي هي أشبه وأبشع من الهولوكوست، وهي أن تضع شعباً بأكمله وراء الأسلاك الشائكة، فالليبيون لا يستجدون.
والليبيون مهما أتى من نظام فهم لن يعيشوا في فقر، فهم رغم الاضطرابات لا يزالون يتقاضون رواتب من الخزينة العامة للدولة، ومن يبلغ سن الرشد ينال راتبه، لكن القضية المختلف عليها هي النظام السياسي الذي يجب أن تعتمده الدولة الليبية، وبالتأكيد أن الليبيين لا يريدون نظاماً دينياً أو حتى شبيهاً لذلك، إنما يريدون دولة مدنية، من دون انتهاك للدين، بل إن المرضى الليبيين والمطلقات وذوي الاحتياجات الخاصة لهم رواتب.
تدفق المرتبات في ليبيا، رغم الأزمات والحروب وتوقف النفط مرات متكررة، يعد خطوة إيجابية لا يمكن تجاهلها، فليبيا كانت تدفع عجز مرتبات في دول أخرى زمن القذافي، كنوع من المساعدات، وكانت بها عمالة تتجاوز 4 ملايين عامل وافد يتقاضون مرتبات من الخزينة الليبية في مجال التعليم والصحة والصناعة والنفط.
ليبيا لها مؤسسات استثمار خارجها في شتى بقاع العالم من مزارع في أفريقيا إلى فنادق ومتنزهات في أوروبا، إلى محطات وقود في بلدان كثيرة توظف فيها الآلاف من العمالة التي تتلقى مرتبات من الخزينة الليبية.
الحديث عن فقر الليبيين حديث يتجاهل الحقيقة، هناك فرق بين طموح البعض في حياة الأغنياء والأثرياء، وبين حالة الفقر للذي لا يجد قوت يومه كما عرفه الإسلام في الزكاة، ففي ليبيا هناك صعوبة في إيجاد مستحق للزكاة بحكم المفهوم والتعريف الإسلاميين للمسكين والفقير مستحق الزكاة، وهو «فالفقير هو الشخص الذي لا يمتلك أي شيء»، وهذا التعريف غير منطبق على الحالة الليبية، فلم يحدث في هذا البلد أي نقص في الإمدادات الغذائية، على الرغم من الحروب والصراعات طيلة عشر سنوات، فالليبيون ليسوا بالفقراء، وبالتالي الليبيون ليسوا على ظهر قوارب الهجرة، على الرغم من أن بلدهم بلد عبور وانطلاق لشعوب أخرى.
ليبيا رغم المحن التي مرت بها طيلة العشر سنوات العجاف، بـسبب الفوضى التي فرضت عليها، إلا أن الليبيين لم يركبوا البحر هرباً من الجوع والمرض والخوف، فالليبيون لا يستجدون، بل استطاع الليبيون الحفاظ على ما تبقى من المؤسسات التي لم تدمرها آلة الناتو العسكرية التي ضربت ليبيا بأكثر من 11 ألف ضربة جوية، أغلبها كانت لضرب البنية التحتية وليس لحماية المدنيين كما هو «شعار» الناتو في عام 2011.
استطاعت المؤسسات الليبية كالتعليم والصحة والكهرباء والمياه والنفط تقديم الخدمات وتمويل مرتبات العاملين، وضمان تدفقها في بلد بلغت مرتبات العاملين فيه أكثر من 44 مليار دينار ليبي، أي قرابة أحد عشر مليار دولار، الرقم الذي يعد الأكبر في المنطقة والأضخم، يصرف فقط لمرتبات القطاع العام، مقارنة بدول الجوار وحجم سكان ليبيا.
الحديث عن ليبيين فقراء دون مرتبات، يعد حديثاً بعيداً عن الواقعية، بل وتجاهل وجهل بالحالة الليبية، التي على الرغم من الصراع السياسي والعسكري فيها، إلا أن استمرار تدفق مرتبات العاملين حتى المهجرين والنازحين منهم، حقيقة لا يمكن نكرانها.
وبالنسبة للبنزين في ليبيا فسعر الغالون 0.15 دولار، مما يجعلها أرخص بلد في العالم للبنزين رغم حالة الحرب والصراع السياسي فيها، ناهيك عن سعر رغيف الخبز، فالحديث عن تسول الليبيين وفقرهم هو نوع من الجحود والتنكر لنعمة وهبها الله تعالى لليبيين، رغم ما هم فيه من حالة الفوضى السياسية، التي فُرضت عليهم لأسباب كثيرة، منها مشروع توطين الفوضى والإسلام السياسي في الشرق الأوسط.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الليبيون وقوارب البحر الليبيون وقوارب البحر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon