توقيت القاهرة المحلي 17:13:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السياسة التركية... مراجعة وتراجع أم تكتيك؟

  مصر اليوم -

السياسة التركية مراجعة وتراجع أم تكتيك

بقلم: د. جبريل العبيدي

تشهد السياسة التركية تراجعات واضحة؛ من بينها فك الارتباط مع الإعلام الإخواني ولو «مرحلياً» على الأقل، مصحوباً بتجميد؛ وليس إنهاء، نشاط جماعة «الإخوان» على الأراضي التركي، فمنذ سنوات ست والإدارة السياسية في تركيا لم تحترم الخيارين الانتخابيين المصري والليبي؛ لأنهما كانا على غير هوى الإدارة السياسية التركية؛ أي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وناصبت كلا البلدين العداء؛ بل تعدت الخصومة السياسية إلى التدخل العسكري في ليبيا ونشر قوات وجلب مرتزقة.
تراجع تركيا عن سياساتها، خصوصاً مشروع دعم وتمكين تنظيم جماعة «الإخوان»، والشروع في تجميد نشاط الفاعلين من أعضائه، ومراجعة تصاريح إقامتهم وملفاتهم، وإسكات القنوات الإعلامية التي تناصب مصر العداء وتمارس التحريض والعنف وتبث من الأراضي التركية طيلة السنوات الماضية... كانت خطوات واضحة، وإن كان مستشار إردوغان بررها بالقول: «غلّبنا السياسة الوطنية والاقتصادية على الآيديولوجيا والعواطف الدينية»، بينما خاطبت بعض النخب السياسية التركية إردوغان بالقول: «الدولة لا تُبنى بالعواطف الإسلامية والعيش في التاريخ، فلا بد من عقلنة الدولة».
ففي هذه الأيام تشهد العلاقات المصرية والخليجية مع تركيا نوعاً من التغير التدريجي من القطيعة إلى محاولات التقارب، ولو عبر رسائل المغازلة وبعض الخطوات من قِبل تركيا؛ منها التوقف عن خطاب الكراهية والتحريض والعنف.
خطوات تركيا وسياساتها وصفت بالتغير في المواقف عقب توجيه تركيا قنوات جماعة «الإخوان» التي تبث من إسطنبول بالتوقف عن استهداف مصر والخليج ووقف برامجها السياسية. وأصدرت السلطات التركية قرارات بوقف إنشاء أي أحزاب سياسية للجماعة داخل تركيا، بل بدأت أنقرة تراجع كل ملفات عناصر «الإخوان» الذين دخلوا الأراضي التركية منذ عام 2013. خطوات تركيا وصفت بـ«التراجع»، ووصفها وزير الإعلام المصري بأنها بادرة طيبة من الجانب التركي تخلق مناخاً ملائماً لبحث الملفات محل الخلافات بين الدولتين.
ولكن يبقى السؤال: هل هي سياسة تكتيك وإعادة تموضع وتأقلم وتكيف مع الظروف المحيطة والضغط الدولي، خصوصاً الأميركي، أم هي تغير فعلي في السياسة الخارجية التركية والتعاطي بموضوعية واتزان وفق الالتزامات والمعاهدات والأعراف الدولية؟ إجابة السؤال سيحكم عليها المقبل من الأيام، ومدى جدية النظام التركي متمثلاً في الرئيس إردوغان خاصة، ومدى الجدية في فك الارتباط مع الجماعة الإرهابية.
مشكلة الإسلام السياسي أنه أوغل في حبه النرجسي لإردوغان لدرجة جعله «خليفة المسلمين» بلا منازع، ورغم المخالفة الشرعية؛ (الخلافة في قريش)، ولم يكن إردوغان من قريش، فإن نرجسية «الإخوان» بالغت في الثناء عليه حليفاً وشريكاً للجماعة، من دون النظر إلى تاريخه البراغماتي في السياسة، الذي من أبرز أمثلته تحوله من حليف سابق للقذافي نال جائزته، إلى عدو شارك في قتله. وها هو إردوغان «الخليفة»، وفق الإعلام الإخواني، ينفض يده من مبايعيه بالمجان خليفة لهم، مما جعل بعضهم يسارع إلى وصف إردوغان بأنه مجرد حليف ترك حلفاءه لمصلحة ابتغاها.
تيار الإسلام السياسي يشهد مرحلة نكسة هي أقرب إلى انتهاء خدمة العملاء عند مستخدميهم، وفقدان الدعم والمظلة السياسية عند شركائه. فتراجع الداعم الدولي والإقليمي لمشروع التمكين، جاء نظراً لفشل التيار في أن يكون بديلاً مقنعاً للتيار القومي والوطني في بلدانهم رغم تآمرهم عليها وضربها من الداخل، إلا إن ما حصدوه خلال ثمانين عاماً لم يكن سوى الفشل رغم البراعة في الكم الهائل من الخبث والدسائس والمؤامرات على الأوطان التي عاشوا فيها.
الخطوات التركية الأخيرة ستكشف عن خباياها الأيام المقبلة؛ هل هي مراجعات فعلية وعودة إلى شعار «صفر مشكلات»، أم هي مجرد تكتيك لتجنب عاصفة ضغط دولي؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياسة التركية مراجعة وتراجع أم تكتيك السياسة التركية مراجعة وتراجع أم تكتيك



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon