توقيت القاهرة المحلي 06:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ميليشيات الخراب والدمار

  مصر اليوم -

ميليشيات الخراب والدمار

بقلم :د. جبريل العبيدي

التصعيد الحوثي واستخدامه لصواريخ ومسيّرات النظام الإيراني لنقل الحرب اليمنية إلى جوار اليمن، يؤكد حالة العجز الحوثي، والتخبط الذي تعاني منه بعد فقدانها بوصلة الحرب في اليمن، مما يتطلب تكاتفاً دولياً لوضع حد لهذه الميليشيا وتصنيفها كجماعة إرهابية، لأنها أصبحت تهدد السلم والأمن الدولي، مما يتطلب إجراءات عاجلة تتجاوز البيانات والتنديد التي لن تردع جماعة وميليشيا إرهابية مثل الحوثي.
الصواريخ والمسيّرات الإيرانية التي بحوزة الحوثي تمثل عداءً حقيقياً للحياة والعمار، فالحوثي كغيره من الجماعات والميليشيات الإرهابية تلتقي في العداء وكراهية الحياة والبناء والحضارة، لأنها ببساطة اعتادت العيش بين الخراب والدمار والركام، وقد أظهرت صواريخ ومسيّرات النظام الإيراني بيد الحوثي، حجم هذا الحقد والكراهية للحياة والعمار.
ولعل الهجوم الإجرامي على مطار أبوظبي الأخير يؤكد حقيقة أن جماعة الحوثي ما هي إلا فئة باغية، وليست جماعة مسالمة مظلومة كما تسوّق لنفسها، فالصواريخ والمسيّرات التي يطلقها الحوثي، لا ترعى أي قواعد اشتباك ولا تعترف بالبنية التحتية المدنية، ولا حتى دور العبادة، وقد سبق لها أن هاجمت حتى مكة المكرمة، التي هزم كل من حاول رميَها.
إطلاق الحوثي الصواريخ على مطار أبوظبي سبقته هجمات صاروخية على مطار أبها ونجران وجازان، فالصواريخ والمسيّرات الإيرانية بيد الحوثي، لا خطوط حمراء لدى من يطلقها، ولا احترام وتحييد للأهداف المدنية والمطارات، لأنها ببساطة جماعة إرهابية وميليشيا إجرامية خارجة عن القانون.
وهذه الهجمات الحوثية على الإمارات، التي سبقتها صواريخ ومسيّرات على المملكة العربية السعودية، جاءت نتيجة الخسائر والهزائم العسكرية الفادحة، التي تعرضت لها جماعة الحوثي جراء ضربات التحالف العربي، والتقدم الكبير الذي أحدثته قوات «العمالقة» على حساب ميليشيا الحوثي.
هجوم الحوثيين على الإمارات، بالتأكيد، ستكون له تبعات محتملة على أكثر من صعيد، وهذا ما لم يحسب حسابه التهور الحوثي في خلط الأوراق واستهداف المدنيين والتهديد باستهداف أبراج دبي، بعد أن قصفت ميليشيا الحوثي الإجرامية بصواريخها ومسيراتها الإيرانية مطاري دبي وأبوظبي ومصفاة النفط في المصفح. وهي تجاهر وتفاخر بهذا العمل الإرهابي الذي لم تسبقهم إليه سوى «القاعدة» و«داعش».
مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، قال في بيان، «لقد تبنى الحوثيون هذا الهجوم، وسنعمل مع الإمارات العربية المتحدة والشركاء الدوليين لتحميلهم المسؤولية»، ولكن الواقع الآن يتطلب اتخاذ إجراءات عملية وحاسمة للرد على الهجمات الإرهابية التي نفذتها وتنفذها ميليشيا الحوثي، فعلى مجلس الأمن اتخاذ إجراء رادع، لأن هجمات الحوثي التي طالت مطارات مدنية يستخدمها عشرات الملايين من جنسيات العالم تعبر مطارات الإمارات والسعودية، وبالتالي يعد ما تقوم به ميليشيا الحوثي تهديداً للسلم والأمن الدوليين.
جماعة الحوثي، ما هي إلا جماعة عائلية متمردة ومتطرفة ومنغلقة، لا تختلف عن باقي الجماعات المتطرفة والمنغلقة كجماعة «الإخوان» و«داعش» و«القاعدة»، وكثيراً ما تحالفت وتقاطعت مصالحها معها، وهي ميليشيا مسلحة خارجة عن القانون، والسبب الرئيسي في معاناة اليمن الطويلة، وعلى المجتمع الدولي أن يعاملها على هذا الأساس.
هذه الجماعة المتمردة على الشعب اليمني وعلى الشرعية اليمنية، ما زالت متمادية في إجرامها بل وترفض الجلوس للتفاوض، ورفضت حتى السماح للبعثة الدولية بالعمل على إيجاد حل توافقي بين اليمنيين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميليشيات الخراب والدمار ميليشيات الخراب والدمار



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon