توقيت القاهرة المحلي 01:39:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هذه الجماعة الباغية في اليمن!

  مصر اليوم -

هذه الجماعة الباغية في اليمن

بقلم: جبريل العبيدي

اليمن الذي جعله الحوثيون اليوم تعيساً، كان سعيداً إلى أن ظهرت هذه الجماعة، التي ما هي إلا جماعة عائلية متمردة ومتطرفة ومنغلقة، لا تختلف عن باقي الجماعات المتطرفة والمنغلقة كجماعة «الإخوان» وتنظيمي «داعش» و«القاعدة»، وكثيراً ما تحالفت معها وتقاطعت مصالحها. ورغم أنَّها ظهرت تحت اسم حركة «الشباب المؤمن» و«أنصار الله»، فإنَّ الحقيقة هي أنَّها جماعة متمردة على السلطة الشرعية، وتعد ميليشيا مسلحة خارجة على القانون تريد أن تحكم الأغلبية وهي أقلية.
معاناة اليمن الطويلة لسنوات سببها جماعة الحوثي المتمردة، فهي التي أشعلت حرباً ضروساً منذ سنوات طوال، حتى قبل التحالف العربي لاستعادة الشرعية والاستقرار لليمن، فالحوثي كان يخوض حرباً ضد السلطة اليمنية في زمن الرئيس الراحل علي عبد الله صالح الذي قتله رصاص الحوثي، وكان الحوثي ذراع النظام الإيراني في المنطقة.
الحوثيون هم عبارة عن جماعة إرهابية ترتدي العباءة الطائفية، وتستغلها لمصالح خاصة، ولا يعنيها المذهب العقدي ولا تهتم باليمنيين سواء كانوا شيعة أو سُنة، وهذا ما يعني قادتها الذين جميعهم يتحدرون من عائلات مرتبطة بمصالح ونسب بينها، تتخذ من مصالحها الفئوية الخاصة منطلقاً لأعمالها التي من بينها العمل كبندقية مستأجرة للنظام الإيراني، الذي يسعى لتصدير «الثورة» الخمينية ونظام ولاية الفقيه.
جماعة الحوثي تحاول صبغ اليمن بلون واحد، والماثل للعيان أنه ليس جميع اليمنيين حوثيين، وليس جميع الزيديين حوثيين، وبالتالي فإن محاولة رهن الزيديين على أنهم جميعاً حوثيون ما هي إلا تضليل كبير. والحركة نفسها ليست متماسكة كما تظهر، بل كانت تعاني من تصدعات وانشقاقات وصراع زعامات بين قياداتها،
رغم التضليل الذي يمارسه الحوثي في العلاقة مع إيران، فإن التواصل والتدخل الإيراني يفضحها لدرجة أن السفير الإيراني عند الحوثي كان جنرالاً عسكرياً قبل أن تخطفه «كورونا»، ومن هذا التضليل ما قاله يحيى بدر الدين الحوثي: «هذه بروباغندا، نحن زيدية وما يجمعنا بالاثني عشرية في إيران قليل»، فإن ما يبدو «قليلاً» في نظر يحيى الحوثي هو الكثير الكثير عند النظام الإيراني الذي يدعم التمرد الحوثي على السلطة الشرعية في اليمن، وجعل من جماعة الحوثي حصان طروادة لاحتلال اليمن.
وعلى الرغم من محاولة القيادات الحوثية الظهور بمظهر المضطهدين والمهمشين وتعميم ذلك على طائفة الزيديين، إلا أن ذلك محض هراء. فالرئيس علي عبد الله صالح الذي قتله الحوثي رغم تحالفه معه في آخر عهده، كان ينتمي إلى الزيدية، الأمر الذي يدحض أضاليل الحوثيين بشأن التهميش والمتلبسين بالطائفة الزيدية، وهي منهم بَراء، فالحوثيون يتّبعون «الاثني عشرية» وتابعون لإيران، بينما الزيدية على خلافٍ مذهبي مع الخمينية الإيرانية، بل هي تواجه اضطهاداً من المرشد الإيراني وحرس النظام.
حركة «أنصار الله»، هي عبارة عن حركة سياسية مسلحة بشعار ديني تتخذ من جبال وكهوف صعدة مركزاً رئيسياً لها، وهي لا تمثل جميع اليمنيين، بل تمثل عائلة الحوثي الطامعة في حكم اليمن بأكمله، وأصبحت مجرد محراك شر إيراني أفسد الحياة اليمنية جميعها حتى على الزيديين أنفسهم، الطائفة التي يتمسح بها الحوثي ويختبئ خلفها زاعماً أنها تناصره.
اللافت أن جماعة الحوثي الإجرامية أطلقت سراح أغلب عناصر تنظيمي «القاعدة» و«داعش» من السجون اليمنية، ففي تقرير لوكالات دولية أكد خبر إطلاق سراح 78% من سجناء هذين التنظيمين، في محاولة حوثية لتوسيع حالة الفوضى والإرهاب في الحرب الدائرة في اليمن بسبب جرائم الحوثي.
والحل يكمن في تكاتف الشعب اليمني للخروج من هذا المأزق الذي وضعتهم فيه هذه الجماعة، لإنقاذ بلدهم واستعادة استقراره.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذه الجماعة الباغية في اليمن هذه الجماعة الباغية في اليمن



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

GMT 05:00 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

تفريغ 964 طن حديد في ميناء غرب بورسعيد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon