توقيت القاهرة المحلي 19:17:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مشانق إيران آلية قمع واغتيال

  مصر اليوم -

مشانق إيران آلية قمع واغتيال

بقلم: د. جبريل العبيدي

النظام الإيراني الغارق في مستنقعات مشاكله الداخلية والخارجية، يمارس القمع على شعبه بشتى الطرق، ومنها حبال المشانق التي تنصب وترتفع بالرافعات الميكانيكية لكي يضمن النظام الإيراني أكبر مشاهدة من قبل المرعوبين من الشعب ولكي يضمن بقاءه بسلطة لا تنازع بسبب الخوف والترهيب.
تتصدر إيران دول العالم في تنفيذ عقوبة الإعدام، وفق تقارير منظمة العفو الدولية، التي تؤكد أن العشرات ممن اعتقلوا في إيران ويواجهون عقوبة الإعدام شنقاً لم يبلغوا الثامنة عشرة. كما أنها نفذت حكم الإعدام بحق ما لا يقل عن 73 حدثاً بين الأعوام 2005 و2015، بينما تقرير آخر صادر عن الأمم المتحدة عام 2014 أكد أن عدد الأحداث الذين يواجهون تنفيذ حكم الإعدام كان أكثر من 160 حدثاً، إذ يقر القانون الإيراني عقوبة الإعدام للذكور من سن 15 سنة، والإناث من سن 9 سنوات وإن كان التنفيذ يؤجل في أغلب الحالات لسن البلوغ، رغم معارضات خجولة لما تفعله إيران من فظاعات بحق الأحداث والقاصرين، ومنها تصريح مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية.
المشانق في إيران هي نهاية كل معارض للنظام. فمشانق إيران التي أنهت حياة الصحافي المعارض روح الله زم، مؤسس موقع «آمد نيوز» الذي نشر فضائح تمس النظام الإيراني خلال احتجاجات يناير (كانون الثاني) 2019، ليست أولى المشانق ولا آخرها، فقد سبق أن نفذت إيران حكم الإعدام بحق المصارع الشاب نويد أفكاري، بعد مشاركته في احتجاجات مناهضة للنظام، وقبلهما أعدم آلاف من المعارضين، مما جعل من إيران الأولى عالمياً في نصب المشانق لشعبها، وأن أكبر عدد إعدامات حدث في عهد حسن روحاني.
اتساع حجم ورقعة المعارضة الشعبية للمشانق في إيران يؤكدها مدير منظمة حقوق الإنسان في إيران محمود أميري مقدم الذي قال إن إيران باتت إحدى «الساحات الرئيسية للمواجهة بين الشعب المعارض للعقوبة وبين المنفذين لها»، وذلك من خلال الحملة الشعبية في إيران عبر هشتاغ «#لا_تعدموهم» التي أظهرت حجم الفجوة والتباعد بين الشعب الإيراني المقموع والمرهب بالمشانق والإعدامات والنظام الإيراني.
غياب العدالة القضائية وعدم توفر إجراءات تقاض سليمة، وفي ظل انتزاع الاعترافات من المتهمين بالإكراه والتعذيب وتلفيق التهم خاصة للمعارضين للنظام، تصبح أعواد المشانق التي ينصبها النظام الإيراني في الشوارع لمعارضيه هي عمليات اغتيالات سياسية علنية وعمليات ترهيب للشعب أمام صمت المجتمع الدولي.
فعند النظام الإيراني لا تعدم الفتاة إلا بعد إجبارها على الزواج قسراً بأحد أفراد الحرس الثوري أو السجانين من خلال عقود زواج إكراه وبمباركة رجال الدين، إذ يقال إنه في نظر نظام ولاية الفقيه أن هؤلاء النساء «لا يستحققن الجنّة» ولهذا يجب أن يفقدن عذريتهن قبل إعدامهن ولو بالاغتصاب تحت مسمى «زواج» ليكون «مصيرهن النار».
فالمشانق كانت دائمة الحضور كسياسة قمع ممنهجة، حيث نفذت السلطات الإيرانية إعداماً جماعياً بحق 22 شخصاً كانت اعتقلتهم في مناطق الأحواز العربية المحتلة، من دون محاكمة عادلة. كما أكد جاويد رحمان، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن «الأحوازيين العرب لا يزالون ضحية انتهاكات لحقوقهم».
أزمات إيران الخارجية من حصار وعزلة دولية والاحتجاجات الشعبية المتكررة هي ما دفعت النظام الإيراني المأزوم إلى استخدام الإعدام بالمشانق وسيلة لقمع مواطنيه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشانق إيران آلية قمع واغتيال مشانق إيران آلية قمع واغتيال



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon